آراء ومواقف

اليمن.. الطائفة وحُكم الإمامة والأئمة

*سلمان العمَّاري

في اليمن لم يخرج الحكم من تسلط ويد قوى الإمامة والأئمة وطائفة الشيّعة الزيديّة (الهادويّة)، ولن يخرج فيما يبدو، إلإ أن يشاء الله ويرث الأرض ومن عليها! في اليمن لم يخرج الحكم من تسلط ويد قوى الإمامة والأئمة وطائفة الشيّعة الزيديّة (الهادويّة)، ولن يخرج فيما يبدو، إلإ أن يشاء الله ويرث الأرض ومن عليها!
كما لم يسلم اليمنيون لعقود من بغي وتسلط وهيمنة قوى الإمامة، وتسلط ونفوذ طائفة الشيّعة الزيديّة (الهادويّة)، ولم يكتب لليمن في عهدهم وتوليهم زمام مقاليد الحكم والسلطة في اليمن أن تستقر، بل أداروا البلد بالحروب والاقتتال، واذكاء الفتن والمشاكل والخلافات الاجتماعية والصراعات السياسية والمناطقية والقبلية والعشائرية.
هذه هي قصة اليمن، وخلاصة مأساته وأوجاعه وحروبه، وجذور إشكالات الصراع السياسيّ الماثل في المشهد اليوم، وحيثياته وفصوله لمن رام بلوغ الحقيقة.
وموجز القول: أن قوى الإمامة بوجهها المعاصر وطائفة الشيّعة الزيديّة (الهادويّة)، هي التي مازالت تحكم وتتحكَّم في بلاد اليمن، ولم يخرج من قبضتها كون ثورة سبتمبر الخالدة التي حدثت في ستينات القرن الماضي على الأرجح لم تنجح!
ويبدو أن قوى الإمامة والأئمة في اليمن منتصف ستينات القرن الماضي قد عهدوا لمن يخلفهم في الحكم قبل أن يغادروا، وفعلوا ما فعل المستعمر في بلاد المسلمين!
ولعل حالة التماثل في الوضع السياسي لليمن والتشابه الحاصل بين أهداف ومنطلقات ومآلات ثورتي سبتمبر وفبراير 1962م -2011م، هي أكبر شاهد في قيامها ضد حكم مناطقي وطائفي عنوانه الإمامة وطائفة الشيعة الزيدية ( الهادويّة )، واصطدامهما بها في حقيقة الأمر، يعضده ويؤكده بروز وتَجلَّي الطائفية السياسية وتموضعها في المشهد اليمني اليوم، على خشبة ومسرح الأحداث ورقعة الحرب المُستعرّة في الداخل ومع الجوار، وعبر مختلف منصات الفضاء السياسي والإعلامي لتحالف الحرب وكتلة الانقلاب الطائفي المناطقيّ المذهبيّ، الذي يمثل رمزيَّته وواجهته السياسية في الواقع اليوم (صالح والحوثيين).
وثمة مقالة شهيرة يمكن الاستئناس بها في هذا المقام تناقلها الكثير من الرواة وعدد من الكتاب والباحثين، تختصر المشهد والوضع السياسي في اليمن آنذاك وقدمت توصيفا دقيقا لما حدث في عبارة موجزة قيلت في أعقاب ثورة سبتمبرعام 62، عندما علق أحد المراقبين والكتَّاب السياسيين بالقول: ” لقد نقلت الثَّورة اليمنية الحُكم من إمـــــــام زيّـــدي إلى عَســـكري زيّــدي”!
ومن الطريف والمفارقات العجيبة في دراسة الحالة والجيوسياسية اليمنية جانب ومعطى التكيَّف والملائمة التي تبدو عليها طائفة الشيعة الزيدية (الهادويّة) في اليمن بمختلف مكوناتها وتوجهاتها وألوانها مع أي آلية وصورة للحكم، سواء أكان ذلك وفق نظرية الحق الإلهي أو بشرعية الأمر الواقع العسكري!
باسم الملكية أو الجمهورية .. أوعلى طريقة الأنظمة الشمولية.
عبر قطار التشيع لـ الإمام علي أو مشّجَب مقتل الحُسَين ابن علي
عبر ثورة زيد .. ولعَن يزيّد!
ودعوى الأحقيَّة أو المظلوميَّة
عن طريق ولاية البطنين أوسُلطة النهدين
وباستنساخ ولاية الفقيه “الخمينية” أو الوثيقة الفكرية الثقافية “الحوثية “.
برعاية من المُستعمر الأجنبي أودعم من الأنظمة العربية
عن طريق بريطانيا أو أمريكا
وعبر السعودية أوإيران!
باسم الإمام أو باسم الفقيه .. باسم الشيخ والجنرال.
باسم الرئيس السابق على عبد الله صالح أو غطاء مشايخ آل الأحمر.
باسم التعددية .. أوالتخفيّ تحت ستار التنظيمات والأحزاب السياسية.
بالنظام القبليَّ أو المدني الشكليّ ..
 وتكريس شرعة الغاب والوضع المليشاوي.
 باسم القبائل والمناطق .. والجغرافيا والمدن
باسم الشمال والجنوب
باسم سنحان .. باسم حاشد وبكيل.
باسم صنعاء وصعده .. وذمار وعمران.
بالانتخابات المزورة أو النتائج المحسومة والمعدة سلفاً ..
بتصفير العداد والتوريث السلس أوبقوة السلاح المُكلَّف.
باسم الله .. أوباسم أنصار الله .. وآل بيت رسول الله
باسم الثورة والحرية .. والمدنية والديمقراطية
باسم الزعيم علي عبد الله صالح أو باسم الحوثيين.
باسم المؤتمر الشعبي العام أوجماعة “أنصار الله” الحوثيين.
باسم اللجنة الثورية العليا أو المجلس السياسي الأعلى.
باسم السيد والإمام الزيدي عبد الملك بن بدر الدين الحوثي .. أو باسم الزعيم والقائد العسكري علي عبد الله صالح.
بأحمد على عبد الله صالح أو محمد علي الحوثي وصالح الصماد .. لا فرق!
كون هذه العناوين والمُسميات تظّل شكلّية في كل الأحوال، والعبرة بمايجري ويدور في الواقع والميدان على الأرض، كون قوى الإمامة بوجهها المعاصر ورمزيتها وواجهتها السياسية المتمثلة في (صالح والحوثيين) مسنودة بمجموع مكونات طائفة الشيّعة الزيديّة  قد فرضت في السنوات الماضية واقعاً عسكرياً صرفاً، وتسعى من خلال إعلان وتشكيل  المجلس السياسي الأعلى، الذي يتخفى تحت ستاره مجلس حكم عسكري طائفي مناطقي مذهبي، إلى تطبيع الوضع السياسي في اليمن، وقسر اليمنيين على القبول به مالم فلتستمر الحروب والاقتتال إلى يوم القيامة، كماصرَّحت بذلك رموزه وواجهته السياسية غير مرّة.
وهذا ما نعني به ولزم التنويه له في بداية السطور، في كون مقاليد السلطة والحكم لم تخرج من يد وتسلط قوى الإمامة والأئمة وطائفة الشيّعة الزيديّة (الهادويّة) في اليمن، ولن تخرج فيما يبدو!
لذلك، هذه هي كل الحكاية، وخلاصة اعتمالات الوضع السياسي الراهن في اليمن وأدوات الحكم الجبري القائم وعناوينه السياسية الظاهرة والمستترة في القرن العشرين.
———
*من حائط الكاتب على “فيسبوك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى