لماذا أثارت التصريحات القادمة من مفاوضات مسقط سخط السياسيين والنشطاء؟
يمن مونيتور/قسم الاخبار
أثار الإعلان المتفق عليه بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على إطلاق سراح القيادي البارز في حزب الإصلاح محمد قحطان، مقابل 50 معتقلا من عناصرها سخط واسع في أوساط النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي.
وجاءت حالة السخط في أوساط النشطاء بعد أن أدلى عبد القادر المرتضي رئيس فريق المفاوضين الحوثيين تصريحات مشبوهة يقول قيها إنه تم التوصل إلى اتفاق مع ممثلي الحكومة بشأن الإفراج عن القيادي البارز في حزب الإصلاح محمد قحطان، مقابل الإفراج عن 50 من أسرى الجيش لدى الطرف الآخر، وإن كان متوفيا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر 50 جثة، على حد قوله.
أما التصريح الذي أدلى به متحدث الفريق الحكومي المفاوض ماجد فضائل يقول: “تم الاتفاق مع جماعة الحوثي على إطلاق سراح محمد قحطان، مقابل 50 من عناصرها، وهو أول ما تم الاتفاق عليه دون ذكر الوفاة التي تحدث بها ممثل الحوثيين.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل ساخرة من قبل العشرات من النشطاء والسياسيين واصفين في الوقت ذاته الوفد الحكومي بالفاشل وقصير الفهم.
وعلق الصحفي مأرب الورد قائلا: هل هذا منطق رجال أن يتم التفاوض بشأن مصير مناضل وطني بحجم الأستاذ محمد قحطان بطريقة اليانصيب، إن كان حيا بادلناه بخمسين أسيرا حيا وإن كان ميتا بادلناه بنفس العدد من الجثث!
وأضاف: نعلم أن الحوثيين بلا أخلاق ولكن ماذا عن الوفد الحكومي وأين الأخلاق والإنسانية والمروءة والمسؤولية الوطنية؟
من جانبه قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني، على حسابه بمنصة “إكس” أن تصريحات وفد الحوثيين في مفاوضات مسقط بشأن المختطف السياسي محمد قحطان “لا يشير إلى جدية في التفاوض، بقدر ما يعبر عن رغبة في التلاعب”.
وأضاف أن “الانسياق وراء الاحتمالات العبثية التي تطرحها المليشيا الحوثية وترديدها يطرح أسئلة حول مسار التفاوض”.
من جانبه أكد نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر علي الفقيه إن التصريحات الصادرة عن وفود التفاوض في مسقط بشأن الأستاذ محمد قحطان تنبئ عن انعدام المسؤولية وعدم احترام لقيمة حياة الناس، ولا لمشاعر المغيبين والمخفيين قسراً.
وأضاف: تنتظر عائلات المخفيين قسراً وفي مقدمتهم عائلة الأستاذ محمد قحطان معانقة أقاربهم بينما يذهب أعضاء الوفد للتخمين “إما حياً وإما جثة”.
وقال: إن لم تكونوا تؤمنون بقيم الحضارة الإنسانية فعلى الأقل لتستعيدوا أعراف القبيلة، ورغم بدائيتها، إلا أنها لا تقر ترويع ذوي الضحايا والتعامل باستهتار مع حياة إنسان كرمه الله.
من جانبه علق الباحث اليمني نبيل البكيري قائلا: تصريح متحدث وفد الشرعية للتفاوض في مسقط ماجد فضائل بخصوص موضوع القيادي الوطني الكبير الأستاذ محمد قحطان المخفي قسريا لدى مليشيات الحوثي، ينم في أحسن الأحوال عن سطحية ولا مسؤولية وعدم خبرة سياسية وغياب أي بعد إنساني لديه.
وقال إن لم يكن نوع من التواطؤ مع هذه المليشيات وهو تصريح تشابه تماما مع تصريح رئيس وفد والمليشيات المدعو المرتضى.
وقحطان، قيادي بارز في حزب “التجمع اليمني للإصلاح”، أكبر حزب إسلامي في البلاد، وأحد 4 أشخاص طالب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لعام 2015 الحوثيين بإطلاق سراحهم.
واعتقل الحوثيون، قحطان، من منزله في العاصمة صنعاء، في 5 أبريل/ نيسان 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، ولم يتم التواصل معه منذ احتجازه.