ووري جثمان “وهيب” في مقبرة العمودي، التي لا يفصل بينها وبين مدرسته سوى شارع واحد، وهناك انتهت حياة معلم الفيزياء، لكن معادلة اغتياله التي أصابت الشارع الذماري بصدمة، بدأت بالنمو. يمن مونيتور/ ذمار/ من حسين الصوفي
خرج المئات من سكان ذمار، جنوبي صنعاء، الخميس، في موكب تشييع الداعية الإسلامي ومعلم الفيزياء، وهيب الكامل، الذي اُغتيل الثلاثاء، وفي طريق العودة كان طلابه ومحبيه، يتحدثون عن قوانين الفيزياء التي ما تزال حية في أذهانهم، غير أن المعادلة الصعبة كان من عجز الجميع عن ايجاد حل لها: لماذا قُتل معلم الفيزياء، وهيب الكامل؟
ووري جثمان “وهيب” في مقبرة العمودي، التي لا يفصل بينها وبين مدرسته التي عمل فيها لمدة 13 عاما، مدرسة عقبة بن نافع، سوى شارع واحد، وهناك انتهت حياة معلم الفيزياء، لكن معادلة اغتياله التي أصابت الشارع الذماري بصدمة، بدأت بالنمو.
لا ينحدر الراحل من محافظة ذمار، لكن بات أحد أبنائها، فـ”وهيب منصور أحمد الكامل”، الشاب الثلاثيني، من مواليد مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز، وسط البلاد.
تخرج”وهيب” من جامعة ذمار الحكومية، بعد تخصصه في مادة الفيزياء بكلية التربية، ليصبح منذ العام 2003، أحد أشهر المعلمين في عقبة نافع، أحد أهم المدارس الثانوية في المدينة.
ومنذ 13 عاما، تزوج وهيب وأنجب طفلتين وولد، كما التحق بجامع النور، في حي الكهرباء، إماماً وخطيباً، وهو ذات المسجد الذي شهد حادثة اغتياله المشؤومة، ليل الثلاثاء، والتي أصابت الجميع بالذهول.
يروي”حسن” وهو أحد تلامذة “الكامل” وصديقه المقرب، حادثة اغتياله، ويقول لـ”يمن مونيتور”: “عند العاشرة من مساء الثلاثاء، خرج الاستاذ وهيب من منزله، كان يرتدي معوزاً وقميصاً، وفي يمينه مفاتيح المسجد، وكالعادة بدأ بتفقد أبواب الصرح، وحمامات الوضوء، وانتهى باغلاق حنفيات المياه، يفعل ذلك كل ليلة، لكنه في تلك الليلة، تلقى ثلاث رصاصات في عنقه”.
وأضاف، “بعد أن سقط مضرجاً بدمه، تلقى خمس رصاصات أُخريات، في صدره ليلفظ أنفاسه على الفور، في صدمة كبرى حلت بمدينة ذمار”.
كان يرتبط بعلاقة حب كبيرة مع أولاده، وحسب مقربين منه، فقد كان يطيل اللعب معهم ويحتضنهم بدفء، وفعل ذلك قبيل اغتياله بلحظات.
وفقا لصديقه “حسن، فقد كان دمث الأخلاق، لا تفارق ابتسامته شفتيه، وقال: “عند انتهاء صلاة العصر من يوم الثلاثاء -يوم اغتياله- حدثني بلهفة عن شوقه لانتهاء ترميمات المسجد الذي يعمل قيّما فيه”.
سياسياً، ينتمي “وهيب الكامل” لحزب الإصلاح، وعقب سيطرة الحوثيين على محافظة ذمار، تم اعتقاله ضمن مجموعة من كوادر الحزب، وهم “حسن اليعري”، و”صالح العنهمي”.
تم ايداع الثلاثة من قبل الحوثيين في مدرسة الشرطة بمدينة ذمار، والتي كانت حينها ضمن أهداف التحالف العربي، وتعرضت للقصف عقب أيام من الافراج عنهم، في إبريل/ نيسان من العام الماضي، بعد كتابة تعهدات خطية.
لم تنجح خطة الحوثيين بتصفيتهم كدروع بشرية حينها، فتم تصفيتهم عن طريق الاغتيالات.
ودّع رفيقه “حسن اليعري” الحياة برصاص مجهولين في مدينة ذمار قبل ثلاثة أشهر، فيما كان رفيقه “صالح العنهمي” يسبقه بـ24 ساعة فقط. مع القيادي الاصلاحي “حسن اليعري” الذي اغتيل قبل نحو ثلاثة أشهر.
قُيدت التهمة ضد مجهولين يركبون دراجات نارية، لكن قيادات في حزب الإصلاح تتهم الحوثيين بـ”تصفيتهم”، كما أن بيان فرع حزب الإصلاح في المدينة، اتهم الحوثيين، بشكل مباشر، بقتله وحمّلهم المسؤولية الكاملة.
