مشروع سعودي يسعى لتحويل الكيمياء إلى لعبة إلكترونية
يمن مونيتور/ اندبندنت عربية
بينما تستعد السعودية لاستضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية للمرة الأولى الشهر المقبل، أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” عن رعايته لمشروع “صنعة جابر” الذي يسعى إلى “تحويل علم الكيمياء إلى لعبة إلكترونية”، ضمن سعي المركز الذي يعد إحدى مبادرات شركة “أرامكو” عملاقة النفط العالمي إلى “رعاية الإبداع وإثراء المحتوى العربي”.
ولأن الرياضات والألعاب الإلكترونية باتت إحدى وسائل التعلم الإلكتروني ووسيلة للوصول إلى حلول سريعة وفق “إثراء”، انتهج مشروع “صنعة جابر” طريقة لـ”تحويل علم الكيمياء إلى لعبة إلكترونية تعليمية قادرة على دمج التعلم باللعب”.
ويدعم المركز العالمي بالشراكة مع الصندوق الثقافي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في إنتاج محتوى عربي مقروء أو مسموع أو مرئي، وصولاً إلى دعم المحتوى الإبداعي سعياً منه إلى نشر المعرفة ودعم المواهب وتعزيز القدرات.
ويعد “إثراء” معلماً حضارياً سعودياً أدرج من قبل مجلة “التايم” الأميركية ضمن أعظم 100 موقع في العالم ينصح بزيارتها.
دعم منهج الكيمياء
ومن جهته، كشف مدير المشروع عبدالله الحجي أن فكرته التي سميت بـ”صنعة جابر” نسبة إلى العالم الكيماوي جابر بن حيان جاءت لـ”تسهيل منهج الكيمياء المخصص للمراحل التعليمية وبخاصة المرحلة الثانوية، إذ ربط بين كيفية تمكين الطلبة عبر لعبة إلكترونية تتداخل بها عناصر من قطع صغيرة قادرة على إيصال المستخدم إلى الرياضة الكيماوية”.
والرياضة الكيماوية أحد أنواع الرياضات العملية القائمة على حل المعادلات بأسلوب رقمي مرن، يسهم في فك الرموز وتركيبها وفقاً لمتطلبات الحل اللازمة.
ويسعى الحجي مبتكر المشروع إلى أن يكون أول من استخدم الكيمياء في الألعاب الإلكترونية، على غرار العالم العربي الشهير جابر بن حيان الذي يعرف بأنه “أول من استخدم الكيمياء عملياً في التاريخ”، وهو الذي برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة والمعادن والفلسفة والطب والصيدلة.
“صنعة جابر” في المدارس
ويضيف الحجي أن “إثراء” عزز من الفكرة بعد دراستها وبخاصة أنها محتوى تعليمي هادف سيبصر النور في عدد من المدارس، كما لاقى استحسان عدد من المتخصصين في المجال نفسه، لافتاً إلى أنه “تم منح فرصة لأكثر من 50 طالباً بتجربة اللعبة”.
وبحسب الحجي فإنه وبعد عدد من التجارب “لمسنا تفاعلاً حيوياً وقدرة على التعمق بعلوم الكيمياء”، وذلك لتحويل تلك العلوم إلى رياضات وتمارين مسلية سهلة الاستخدام، باعتبار أن الهدف من “صنعة جابر” جعل الكيمياء أكثر تقبلاً وسهولة، فالرياضات الإلكترونية تسهم في تحويل أية لعبة إلى تحديات مشوقة.
تعزيز الدافعية
ووفقاً لتعليق المركز الذي وسع نطاق أنشطته عربياً فإن “صنعة جابر” تأتي ضمن الألعاب الإلكترونية التي تساعد على تنمية المهارات المعرفية عبر تطوير الأداء وطرق التحليل والاستدلال لدى الطلبة، في وقت يرفع من مستوى قدراتهم الذهنية وتعزيز الدافعية عبر تسهيل المناهج الصعبة بطرق مبتكرة بعيدة من التعقيد، مع الحرص على تحفيز التعلم النشط الذي يقلل من التوتر والضغط على الطلبة.
ويذكر أن مبادرة “إثراء المحتوى العربي” تستهدف صناع المحتوى للخروج بمنتجات تضاهي المستويات العالمية، بوصفها أكبر مبادرة لدعم صناعة المحتوى العربي.
وتستعد الرياض لاستضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية بدءاً من الثالث من يوليو (تموز) المقبل ويستمر على مدى ثمانية أسابيع، إذ سيكون زوار المونديال العالمي الذين سهلت لهم البلاد تأشيرات إلكترونية لحضور المناسبة على موعد مع تجارب مميزة تمزج بين الجوانب الرياضية والترفيهية والتعليمية والثقافية والإبداعية.
ويشارك في الحدث العالمي أكثر من 1500 لاعب يمثلون 500 ناد من نخبة الأندية في العالم، وسيتنافسون في 22 بطولة بجوائز مالية هي الأغلى في تاريخ القطاع بقيمة تتجاوز 60 مليون دولار.