بوادر تظهر رغبة التحالف العربي في إطلاق عمليات “حسم” في اليمن
منذ الإعلان عن تعليق المشاورات اليمنية لمدة شهر في 6 أغسطس/آب الحالي، تصاعدت التصريحات من داخل التحالف العربي والحكومة اليمنية بشأن حسم المعركة عسكرياً بعد أن فشلت الجهود السياسية. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
منذ الإعلان عن تعليق المشاورات اليمنية لمدة شهر في 6 أغسطس/آب الحالي، تصاعدت التصريحات من داخل التحالف العربي والحكومة اليمنية بشأن حسم المعركة عسكرياً بعد أن فشلت الجهود السياسية.
ووصل نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر (الرجل القوي في الجيش طوال عقود) إلى محافظة مأرب بعد وصول قوات عسكرية وتعزيزات كبيرة للمحافظة من أجل تحرير صنعاء من المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق؛ مع حديث وتسريبات أن الأحمر وهو رجل قبلي نافذ استطاع الوصول إلى تسوية مع زعماء العشائر في طوق صنعاء.
وأعلن الجيش اليمني قبل أسبوع عمليات عسكرية باسم “التحرير موعدنا” وسط تقدم للجيش اليمني والمسنود بالمقاومة الشعبية في عدة جبهات في مديرية نهم شرقي صنعاء بالإضافة إلى الجوف وتعز.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، “دقيق وصف عبد الرحمن الراشد في مقاله اليوم حول اليمن، حيث يرى محدودية الخيار السياسي طالما أن الحوثيين وصالح يريدون الحكم لا المشاركة السياسية”.
وكان قرقاش يعلق على مقال للكاتب والإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد، دعا فيه دول التحالف إلى اعتماد الخيار العسكري في اليمن. والراشد عُرف عنه قربه من دوائر صنع القرار في المملكة العربية السعودية.
وسلطت وسائل إعلام عربية وعالمية الأضواء على مقال الراشد الذي نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة من لندن، الأربعاء، بوصفه مؤشراً على يأس يسري بسرعة في أروقة اتخاذ القرار في دول التحالف العربي.
و وصل رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر إلى الرياض بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى مصر التقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي كما عقد جلسة مباحثات رفيعة مع نظيره المصرية، وخلال عودته قال بن دغر إن نتائج إيجابية من المباحثات ستسهم في دعم اليمن دون تحديد الدعم.
بن دغر تحدث في تصريحات صحافية أن هناك تقدماً في الحسم العسكري٬ وقال: “الحكومة تحاول إنهاء الصراع على المشروع القديم الذي يمزق ويهدم الدولة من أجل المشروع الحديث الذي يؤمن بالعروبة والمصير المشترك للأمة العربية”.
وقال الراشد في مقاله الذي حمل عنوان “اليمن وفشل المشروع” “الخيارات في اليمن اليوم محدودة طالما أن الحوثيين وصالح يريدون الحكم لا المشاركة السياسية فقط، عدا أنه يخالف قرارات مجلس الأمن، وضد رغبة الشعب اليمني الذي ثار ضد صالح العام 2011. وينقض العهد الذي وقعوه، وفوق هذا ثبت تحولهم إلى جماعات تعمل لصالح إيران ضد السعودية، كل هذه الاعتبارات تجعل مواجهتهم الخيار الوحيد”.
ونُشر مقال الراشد بعد ساعات من مقتل سبعة مدنيين في قصف نفذته جماعة الحوثيين على المنطقة الصناعية في نجران المحاذية للحدود السعودية اليمنية، أعقبه موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية وباقي دول التحالف تطالب بالثأر؛ وحسم المعركة.
ومن المرجح أن يكون يوم الثلاثاء الماضي الذي سقط فيه أكبر عدد من الضحايا المدنيين في السعودية بيوم واحد منذ بدء عملية (عاصفة الحزم/إعادة الأمل)، علامة فارقة في تاريخ الصراع اليمني، وقد ينتج عنه قرار جديد مدعوم بقاعدة شعبية واسعة، تتخذه دول التحاف العربي بعد خبرة عام ونصف من مقارعة الحوثيين.
وكثفت المدفعية السعودية من قصفها البارحة حتى صباح اليوم الخميس في مناطق عدة، على رأسها محافظة الطوال والخوبة ونجران باتجاه بعض المخابئ والتحركات الحوثية على الحدود، في محاولة من الميليشيات الاقتراب وتحقيق مكسب عسكري بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها في الداخل اليمني.
ورداً على سؤال حول “إلى أي مدى يمكن للسعودية أن تتحمل تكاليف قيادتها للتحالف في اليمن في ظل انخفاض أسعار النفط”، أكد المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري أن عمليات التحالف هي “من أجل الأمن الوطني، ومن أجل استقرار المنطقة، ليتطلب الأمر ما يتطلبه”.