غير مصنف

شبكة “ستارلينك” للأقمار الاصطناعية قد تخرب البيئة لعقود مقبلة

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قد تلحق الأقمار الاصطناعية التي تتكون منها شبكة “ستارلينك” للاتصالات الفضائية، ويملكها إيلون ماسك، ضرراً بطبقة الأوزون التي تحمي الأرض حينما تتهاوى من مداراتها، بحسب ما يقترحه بحث جديد.

وينبعث من المنظومات العملاقة للأقمار الاصطناعية، على غرار شبكة “ستارلينك” فيوض من غاز أوكسيد الألمونيوم الذي ينتشر في الغلاف الجوي، وقد يؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون، وفق بحسب نشرته مجلة “جيوفيزيكال ريسرش ليترز” (أوراق بحوث الجيوفيزياء) الأسبوع الماضي.

وأطلقت شركة “سبايس إكس” SpaceX أكثر من 6 آلاف قمراً اصطناعياً تشكل شبكة “ستارلينك”، وتسند إليها مهمة بث الإنترنت، مع ملاحظة أن كل نموذج جديد من تلك يأتي أكثر ثقلاً مما يسبقه.

واستكمالاً، صممت تلك الأقمار الاصطناعية كي تحترق في الغلاف الجوي حينما يأزف موعد نهاية خدمتها، وفق رأي بحاثة في “جامعة كاليفورنيا الجنوبية”.

وتعمل أوكسيدات الألمونيوم التي ستنجم عن ذلك الاحتراق، على تآكل الأوزون لأنها تسبب تفاعله المدمر مع الكلورين. وتبقى تلك الأوكسيدات في الغلاف الجوي، وتدمر طبقة الأوزون لعقود طويلة مقبلة، وفق تحذير من أولئك البحاثة أنفسهم.

[الألمونيوم معدن، وأوكسيد الألمونيوم يأتي من تفاعل ذلك المعدن مع الأوكسجين. ويتكون الأوكسجين من ذرتين، فيما يضم جزيء الأوزون ثلاثة منها، ما يرفع قابليته لأكسدة مواد متنوعة تشمل الألمونيوم والكلورين].

ووفق جوزيف وانغ، أحد واضعي تلك الدراسة البحثية، “فقط في السنوات القليلة الماضية بدأ الناس بالتفكير في أن الأمر قد يتحول إلى مشكلة. إننا من أوائل الفرق التي دققت في الإملاءات المحتملة لتلك الوقائع”.

ويبدي العلماء قلقاً خاصاً حيال تلك المعطيات، في ظل تصاعد الطلب العالمي في الحصول على تغطية الإنترنت، مما يعطي دفعاً مستمراً لإطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة المخصصة للاتصالات.

وتحمي طبقة الأوزون الأرض عبر امتصاص التأثيرات المضرة للأشعة ما فوق البنفسجية الآتية من الشمس، ويسهم التعرض لتلك الأشعة في التسبب بسرطان الجلد، بل حتى الإضرار بالمحاصيل وإنتاج الطعام.

وبحسب العلماء المشار إليهم آنفاً، “ثمة فهم ضئيل عن الإملاءات البيئية لتلك التأثيرات الناجمة عن تهاوي الأقمار الاصطناعية باتجاه الأرض”.

واستطراداً، يؤدي احتراق قمر اصطناعي صغير إلى توليد 30 كيلوغراماً من أوكسيدات الألمونيوم.

وفي عام 2022، ولدت الأقمار الاصطناعية المتهاوية صوب الأرض إلى توليد 17 طناً من الجسيمات الصغيرة لأوكسيدات الألمونيوم، وفق أولئك البحاثة.

وحينما تأزف المواعيد المقررة لكل منظومات الأقمار الاصطناعية، سيترافق ذلك مع توليد 350 طناً من أوكسيدات الألمونيوم سنوياً، بحسب البحاثة.

ويعتبر ذلك قفزة كبرى بمقدار 650 في المئة فوق المعدلات الطبيعية لأوكسيدات الألمونيوم.

وتحوز شركة “سبايس إكسط وحدها الإذن لإطلاق 12 ألف قمر اصطناعي إضافي لمصلحة شبكة “ستارلينك”، فيما تخطط شركة “أمازون” وشركات عملاقة أخرى في التكنولوجيا، إطلاق آلاف من الأقمار الاصطناعية خلال السنوات المقبلة.

وبحسب البحاثة أنفسهم، “مع زيادة معدلات تهاوي الأقمار الاصطناعية صوب الأرض، يغدو من المهم بشكل محوري التوسع في تقصي المخاوف التي كشفت عنها هذه الدراسة”.

 

© The Independent

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى