لم تعد وسائل الإعلام العالمية تكترث للإنجازات الخارقة التي تتحقق في محافظة ابين ضد “تنظيم القاعدة”، مئات من جنود التحالف معظمهم سودانيون اشتركوا في عملية تحرير مدينة زنجبار عاصمة المحافظة ومدينة جعار ثاني أهم مدينة فيها، واستخدمت ترسانة التحالف العسكرية. لم تعد وسائل الإعلام العالمية تكترث للإنجازات الخارقة التي تتحقق في محافظة ابين ضد “تنظيم القاعدة”، مئات من جنود التحالف معظمهم سودانيون اشتركوا في عملية تحرير مدينة زنجبار عاصمة المحافظة ومدينة جعار ثاني أهم مدينة فيها، واستخدمت ترسانة التحالف العسكرية.
استحوذت معركة مشابهة دارت في ذات المدن وفي ذات المحافظة في يونيو من عام 2012على اهتمام وسائل الإعلام الدولية وعواصم القرار، فيما لقيت حملة أخرى للجيش اليمني في الجزء المتاخم لأبين من محافظة شبوة عام 2014، اهتماماً ولكن ليس كما كان الحال عام 2012.
تنظيم القاعدة يسيطر بسهولة وينسحب بسهولة، وبين الكر والفر تبقى إمكانيات هذا التنظيم المراوغ، على ما هي عليه ويجري استخدامها وفقاً لمقتضى المناخ السائد والحاجة السياسية.
لم تكن الحرب التي خاضها الجيش بأمر من الرئيس هادي في صيف 2014 سوى غطاء للحداث الأخطر الذي كان يجري الترتيب له من قبل أطراف دولية وإقليمية، اتفقت على تفويض ميلشيا الحوثي الدخول إلى صنعاء وتصفية الحساب مع الطرف السياسي الذي دعم ثورة الحادي عشر من فبراير 2011، بغض النظر عما إذا كان هذا الطرف إسلامياً أو يساريا أو قومياً، طالما وقد تورط في مهمة وطنية للتغيير.
اليوم تتعثر عملية استعادة الدولة عبر معركة تعهد التحالفُ العربي بدعمها من أجل استعادة الشرعية، وتمكين اليمنيين من المضي في خط السلام والتسوية السياسية على ذات المراجع التي أقرتها الأطراف اليمنية وشهد عليها المجتمع الدولي، ومع ذلك تنفتح جبهة جديدة في أبين للحرب مع تنظيم القاعدة، إثر حرب خاطفة نفذها التحالف في مدينة المكلا ليبدو الأمر في اليمن كما لو كان حرب ثانية تماماً لا علاقة لها باستعادة الدولة.
أحداث أبين يراد لها أن تغطي على ما يجري في نهم، وتريد أن تؤسس لأولويات جديدة، تكون مبرراً لما يبدو أنه تباطؤ غير مفهوم في العمليات العسكرية، خصوصاً وقد مضى الانقلابيون قدماً في تحدي التحالف عبر تأسيس مجلسهم السياسي الجديد.
هناك ممثلي وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنها منظمة اليونيسف، بكل ما يمثله من لؤم وحقارة الرجل الأبيض، وبعض الدبلوماسيين الموتورين، حضروا مسرحية تسليم السلطة بين عناصر الميلشيا، وهؤلاء الدبلوماسيون يجدون مبرراً للخطوات غير المسؤولة التي يقدمون عليها، فيما يرونه المشكلة الحقيقية في اليمن وهي الإرهاب، وليس الانقلاب.
ولهذا لا عجب إن رأيتم بلداً رئيسياً في التحالف يمضي مسئولوه معظم وقتهم للحديث عن دور بلادهم في مكافحة الإرهاب باليمن، وهي مكافحة باتت اليوم تشكل غطاء لتجاوزات خطيرة جداً أخطرها الاستهداف المنظم لقيادات سياسية وناشطين لمجرد أنهم أعضاء في حزب سياسي إسلامي التوجه.