اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

“أبين اليمنية” والقاعدة بين السقوط والتحرير.. هل تكون المعركة الأخيرة؟

منذ سقوطها الأول في العام 2011 م شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن أربع عمليات عسكرية لتحريرها من قبضة ما يسمى “تنظيم القاعدة “؛ علا أخرها تلك التي انطلقت من عدن يوم الأحد الرابع عشر / آب أغسطس 2016 م. يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/خاص:
منذ سقوطها الأول في العام 2011 م شهدت محافظة أبين جنوبي اليمن أربع عمليات عسكرية لتحريرها من قبضة ما يسمى “تنظيم القاعدة “؛ علا أخرها تلك التي انطلقت من عدن يوم الأحد الرابع عشر / آب أغسطس 2016 م.
وبعد 10 ساعات فقط من انطلاق الحملة العسكرية التي خاضها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد من طيران التحالف العربي، تم إعلان السيطرة الكاملة على مدينتي زنجبار وجعار كبرى مدن المحافظة البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
وخرج قائد معركة التحرير العميد عبدالله الفضلي يؤكد بأن القوات المشاركة في الحملة ضمت مقاتلين من جميع قبائل محافظة أبين إلى جانب قوات الحزام الأمني التابع للتحالف العربي في عدن، موضحًا بأن القوة المشاركة في تحرير عاصمة المحافظة زنجبار قوامها ألف فرد مدججة بالسلاح النوعي والآليات العسكرية الثقيلة من أطقم ومدرعات مقدمة من قوات التحالف.
وبدا الشارع اليمني غير واثق بجدوى هذه العملية وديمومة السيطرة على المحافظة، التي دخلت في نفق من المعارك والحروب عقب سيطرة القاعدة عليها وانتشار الجماعات المتطرفة فيها؛ التي جاءت متزامنة مع الدعوات الشعبية التي طالبت بإسقاط الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في العام 2011م، وهو ما دفع بكثير من قادة البلد السياسيين منهم والعسكريين الى اتهام صالح صراحة بإيقاظ تلك الخلايا وتمويلها.
 
دلالات المعركة.. وهل تكون الأخيرة؟
ويرى الكاتب والباحث السياسي زيد السلامي ان تطهير ابين من عناصر تنظيم القاعدة في هذا التوقيت يعد خطوة مهمة في تعزيز حضور الدولة وبناء مؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية، وهذا يتطلب تغيير جذري في هذه المؤسسات ويجب اختيار شخصيات نظيفة ونزيهة لإدارتها حد قوله.
ويؤكد السلامي في حديث خاص ل “يمن مونيتور ” ان الوضع هذه المرة تغير كثيرا كون عملية التحرير لم تحدث بإرادة محلية فقط وإنما أيضا بإرادة وحضور اقليمي، وهذا يثبت جدية هذه العملية واستمرارها وبشكل قوي وبما يعزز حضور الدولة والقضاء على التطرف والإرهاب.
وأضاف ان هذه العملية تحتاج إلى عمل وجهد كبير ومتواصل لأن مواجهة الإرهاب تتطلب مؤسسات قوية أمنية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية وإعلامية.
 
علة قديمة.. وحروب متعددة
وتشكل المحافظة التي تبعد عن عدن ما يقارب 80 كيلومترا وتطل سواحلها على البحر العربي مركز ثقل سياسي في اليمن، كونها مسقط رأس الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي، واللواء حسين عرب وزير الداخلية اليمني الراهن ونخبة كبيرة من المثقفين والسياسيين وعدد من قيادات البلد والرؤساء الذين تعاقبوا على السلطة جنوب البلاد.
ويؤكد الباحث العسكري “العميد – ثابت حسين” ان محافظة أبين عانت كثيرا من تغلغل العناصر والجماعات الإرهابية فيها منذ التسعينات في اعقاب حرب صيف 1994 م، ومرورا باحتجاز وقتل السياح الأجانب عام 1995م، وانتهاء بسيطرة ما سمي بأنصار الشريعة علی أبين كاملة عام 2011م بتواطؤ واضح من أجهزة الأمن الموالية لصالح.
ويرى “العميد ثابت” في حديث خاص ل “يمن مونيتور ” ان القوات الحكومية التي خاضت حروب عديدة ضد هذه الجماعات لتخليص أبين؛ تحت قيادة الرئيس هادي ” وبمشاركة اللجان الشعبية وقادها الشهيد اللواء الركن سالم قطن عام 2012 وواصلها اللواء الركن محمود الصبيحي “المختطف بيد الحوثيين “، كانت حروبا وطنية وقادتها جادون في حربهم علی هذه الجماعات والحقوا بها خسائر كبيرة واجبروها علی الانسحاب.
 
سقوط متكرر.. لماذا؟
وأرجع ” العميد ثابت “عودة هذه الجماعات بشكل مباشر أو غير مباشر وسيطرتها على المحافظة إلى عدد من الأسباب؛ منها عدم استكمال تحرير بقية المناطق والمحافظات المجاورة؛ ومنها ما يتعلق بضعف وفساد الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية؛ وتوافق مصالح بعض القيادات العسكرية والقبلية وتعاطفها مع هذه الجماعات؛ والدعم المالي الذي تتلقاها من جهات وربما دول وأحزاب في الخارج والداخل حسب قوله.
وشدد “العميد ثابت ” أنه وبدون انتفاء هذه الأسباب ستظل هذه الجماعات تشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار هذه المحافظة الاستراتيجية والهامة.
 
معركة خاطفة وانسحاب لعناصر القاعدة الى شبوة والبيضاء..
وتتصل أبين من الشرق بمحافظة شبوة، ومن الغرب بمحافظتي عدن ولحج، ومن الشمال بمحافظتي شبوة والبيضاء، إلى جانب أجزاء من يافع العليا، أما من الجنوب فيحدها البحر العربي الذي تطل عليه شواطئها.
وبحسب محافظ المحافظة الخضر محمد السعيدي، فإن العملية العسكرية التي شنها الجيش الوطني ضد تنظم القاعدة في عاصمة المحافظة “زنجبار” وبعض المدن فيها، أسفرت عن مقتل 40 من عناصر التنظيم، موضحًا في الوقت نفسه أن 70 في المائة من الجماعات الإرهابية فرت ناحية محافظتي شبوة والبيضاء.
وأكد قادة ميدانيون وعسكريون شاركوا في المعركة بان الخطة الأمنية تشمل تطهير شقرة لودر الوضيع موديه المحفد وجميع مناطق محافظة أبين، مشيرين الى أن القوة المشاركة في تطهير أبين يتجاوز قوامها 3 آلاف مقاتل، بالإضافة الى قوات برية وبحرية من التحالف العربي بجميع عتادها العسكري، وضمت أكثر من 150 طقما عسكريا وعشرات المدرعات.
ولم تشهد عملية التحرير الأخيرة مواجهات قوية بحسب ما أكده قادة عسكريون وميدانيون، بسبب القوة الهائلة للحملة العسكرية الضخمة من مدرعات وأطقم وقوة بشرية كبيرة وإسناد بحري وجوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى