طوارئ في “تعز” اليمنية بعد اقتراب الحوثيين من منفذها الوحيد نحو الجنوب
تعيش محافظة تعز اليمنية، اليوم الثلاثاء، حالة طوارئ عسكرية غير مسبوقة، مع اقتراب الحوثيين من إغلاق الأخير الذي يربط مدينة تعز، بمحافظة لحج، جنوبي البلاد. يمن مونيتور/ تعز/ خاص
تعيش محافظة تعز اليمنية، اليوم الثلاثاء، حالة طوارئ عسكرية غير مسبوقة، مع اقتراب الحوثيين من إغلاق الأخير الذي يربط مدينة تعز، بمحافظة لحج، جنوبي البلاد.
وقال سكان محليون لـ”يمن مونيتور”، إن دوريات عسكرية، جابت مدينة “التربة” جنوبي تعز، والمناطق المحيطات بها، وحذرت الأهالي عبر مكبرات الصوت من الخروج من منازلهم، في أعقاب التقدم الذي أحرزه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، باتجاه “هيجة العبد”، الطريق الذي يربط تعز بمحافظة لحج جنوبا.
وجاءت التحركات، بعد ساعات من صدور بيان من محور تعز العسكري، أعلن الطوارئ في التربة والمناطق المجاورة لها ابتداء من مساء اليوم الثلاثاء وحتى اشعار آخر.
ووفقا للبيان الذي وصل “يمن مونيتور” نسخة منه، فإن حالة الطوارئ ستسري منذ الثامنة من مساء كل يوم وحتى السادسة صباحا.
وقطعت الطريق التي ترابط مدينة التربة بمحافظة لحج في جبل يطلق عليه “هيجة العبد”، ووفقا لسكان ومصادر بالمقاومة لـ”يمن مونيتور”، فقد تم تفجير إحدى مجاري السيول أسفل الطريق الاسفلتي، كما أن الطريق تتعرض لإطلاق نار من قبل موالين للحوثيين في بلدة “المقاطرة”.
وأفاد سكان، أن الأوضاع بدأت تنفجر منذ اليومين الماضيين، بعد قيام ما أسموهم بـ”المتحوثين” (الموالين للحوثي)، بنصب كمين للقائد العسكري في الجيش الوطني، أمين الأكحلى، ما أدى لمقتل 2 من جنوده بعد اشتباكات معهم.
وأكدت مصادر متطابقة لـ”يمن مونيتور”أن مجاميع الحوثي المسلحة لم تصل إلى “هيجة العبد” وما زالت في مرتفعات جبلية في ” الأكبوش” التابعة لعزلة الأحكوم.
وأصاب التقدم الحوثي صوب مناطق “الأحكوم” وظهور طريق هيجة العبد تحت نيرانهم بالاشتراك مع موالين لهم في “المقاطرة”، الجيش الوطني والمقاومة الموالية للحكومة بحالة استنفار واسعة لمجابهة ذلك التقدم.
وذكرت مصادر في المقاومة، أن مدينة التربة شهدت اليوم اجتماعات لقائد اللواء 35 مدرع، العميد عدنان الحمادي، والقيادي في المقاومة، عادل أبو فارع المكنى بـ”أبو العباس”، وعدد من قيادات الجيش الوطني.
وألمحت المصادر إلى “حملة عسكرية خلال الساعات القادمة لاستعادة تلك المناطق، بعد التنسيق مع قيادات التحالف العربي من أجل ضربات الطيران.
و خلال الفترة الماضية، لجأ الحوثيون إلى فتح جبهات معارك مختلفة في محافظة تعز لاستنزاف المقاومة، فبعد المعارك التي استمرت لنحو ثلاثة أسابيع في بلدة “الصراري” انتقلت المعارك إلى مديريات “حيفان”، و”الصلو” جنوبي المحافظة، قبل أن تمتد إلى “الشقب” وصولا إلى “الأحكوم”.
وتشهد “تعز”، معارك متصاعدة منذ 17 إبريل/ نيسان من العام الماضي، عندما تشكلت مقاومة شعبية لمناهضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبعد سيطرة الحوثيين وقوات صالح، ظل المنفذ المؤدي إلى التربة ولحج عبر “هيجة العبد” هو الوحيد لدى المقاومة، رغم أنه كان يصل إلى قلب المدينة عبر سلاسل جبال “طالوق” بسبب قطع الحوثيين لطريق الضباب.
واستفادت المقاومة من ذلك المنفذ بشكل نسبي، حيث كان قادة المقاومة يتحركون عبره إلى العاصمة المؤقتة عدن للقاء قيادات الدولة والتحالف العربي، وأيضا نقل جرحى الحرب إلى محافظة عدن أو خارج البلاد.
كما استقبلت المقاومة، عبر ذلك المنفذ، عدداً من المدرعات التي وصلت من التحالف، والأسلحة المتوسطة والخفيفة.