فتحُ طريق تعز…فرحةٌ شعبية غير مكتملة بسبب انقسام العملة! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/تعز/ من افتخار عبده
تم افتتاح طريق (الحوبان – جولة القصر) في مدينة تعز الأسبوع الماضي، بشكل رسمي وعَبَر فيها المواطنون الداخلون إلى المدينة والخارجون منها.
وجاء هذا الحدث في موسم عيد الأضحى الأمر الذي بعث الفرح والسرور في قلوب المواطنين نتيجة فتح هذا الممر الإنساني الذي لمَّ شمل المحافظة بعد سنوات من عناء الفراق.
وعبَّر المواطنون عن سعادتهم التي لا توصف بهذا الحدث العظيم الذي خفف عنهم مشقة السفر وسهل لهم الكثير من الأتعاب التي كانوا يتكبدونها خلال مرورهم بالطرق الفرعية.
لكن فرحة الناس لم تكتمل بسبب انقسام العملة المحلية فالداخل إلى المدينة يكون بحاجة إلى العملة الجديدة والخارج منها يكون بحاجة إلى العملة القديمة حتى يتمكن من التصرف بالشكل الطبيعي.
وأدى انقسام العملة إلى تخبط كبير بحياة الناس الذين يضطرون بكل حين إلى تحويل أموالهم من العملة المحلية المستعملة في المنطقة الخارجين منها إلى العملة الأجنبية ثم تحويلها في اليوم ذاته من العملة الأجنبية إلى العملة المحلية المستعملة في المنطقة الواصلين إليها.
بهذا الشأن يقول عبد الرحمن العديني (ناشط اجتماعي)” سعد الناس كثيرًا بفتح الطريق المؤدي إلى مدينة تعز بعد تسعة أعوام من الحصار والذي كان المواطنون يسلكون خلالها طرقًا فرعية مليئة بالمرارة والمشقة”.
وأضاف العديني لـ ” يمن مونيتور” سعادة الناس لا توصف بهذا الحدث العظيم الذي أعاد لهم الأمل بعد سنوات من الآلام والأتعاب”.
وأردف” هذا الطريق يعتبر معبرًا إنسانيًا خفف عن المواطنين الكثير من المعاناة وسهل لهم الدخول للمدينة من كل المحافظات والكثير من أبناء المدينة من خرج لزيارة أهله سواء في القرى البعيدة أو في المحافظات الأخرى”.
وتابع” انقسام العملة المحلية عائق كبير أمام المواطنين ففي الحوبان عملة قديمة وفي المدينة عملة جديدة ويبقى المواطن يتخبط بين هذه وتلك لا يستطيع التصرف بحرية مطلقة وسهولة”.
وواصل” نتمنى أن يتوصل طرفا النزاع إلى حل للعملة كما توصلا إلى حل لفتح الطرقات، من أجل أن تستقر العملة ويستعيد الوضع الميشعي أنفاسه بعد كل هذا الانهيار الحاصل له”.
فرحةٌ لم تكتمل
كان يرى المواطنون أنه لو تم فتح الطريق سيكون كل شيء على ما يرام سيسهل عليهم كل شيء، لكنهم وجدوا انقسام العملة عائقًا كبيرًا حول فرحتهم العارمة إلى شعور بالأسف الكبير.
في السياق ذاته يقول محمد طه (أحد المسافرين من مدينة تعز إلى الحوبان- عبر طريق جولة القصر)” عندما فتح الطريق شعرت بسعادة كبيرة مثلي مثل الكثير من أبناء الوطن الذين يتوقون للحرية بعيدًا عن الحصار المفروض بإغلاق الطرقات”.
وأضاف طه لـ “يمن مونيتور” قررت أنا ومجموعة من الأصدقاء أن نذهب إلى منطقة الحوبان في زيارة إلى الأسواق والتنقل فيها، من جهة نعيش هذه الفرحة الكبيرة ومن جهة أخرى لمعرفة الفرق بين المدينة والحوبان من ناحية الأسعار”.
وأردف” عندما قررنا الذهاب كان لزامًا علينا أن نقوم بشراء العملة الأجنبية لنقوم في منطقة الحوبان ببيعها وشراء العملة القديمة وقد فعلنا ذلك، ووصلنا إلى الحوبان ونحن نشعر بسعادة لا توصف ننظر إلى ساعات اليد لنرى كم من الدقائق مرت أثناء سفرنا وعندها كنا نشعر بفرح لا يوصف؛ لأننا لم نعد بحاجة إلى السفر الطويل المليء بالمشقة”.
وتابع” وصلنا إلى الحوبان فقمت بصرف (50 ريالًا سعوديًا) ظنًا مني أنها ستكفيني للغداء وشراء القات والشراب فقد كنت في مدينة تعز استخدم هذا المبلغ لأكثر من يومين تقريبًا، لكني تفاجأت أن هذا المبلغ بالكاد كان كافيًا لوجبة الغداء مع القات”.
منطقة الحوبان.. استقرار الوضع المعيشي عبارة عن وهم
كان المواطنون الساكنون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية يُخيَّل إليهم أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تعيش استقرارا في الأسواق وذلك بسبب ثبات العملة المحلية وقوتها أمام العملات الأجنبية، لكنهم وجدوا عكس ذلك عندما زاروا أسواق الحوبان.
وعن هذا يقول محمد طه في حديثه لـ ” يمن مونيتور” الاستقرار المعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو عبارة عن وهم لا أكثر؛ فالأسواق تشهد ارتفاعًا جنونيًا مقارنة بقوة العملة المحلية المستعملة هناك”.
واختتم” نأمل كثيرًا أن يتحسن الوضع المعيشي في كل المناطق اليمنية حتى يتسنى للمواطن العيش بسلام”.
من جانبه يقول عبد المجيد الشميري (أحد المسافرين من الحوبان إلى مدينة تعز عبر طريق جولة القصر)” السفر عبر طريق جولة القصر سهل جدًا وفيه من الراحة الشيء الكبير مقارنة بالسفر عبر طريق الأقروض وطريق جبل حبشي”.
وأضاف الشميري لـ ” يمن مونيتور” سعدنا كثيرًا بهذا الحدث العظيم بالنسبة لنا والذي سيوفر لنا الكثير من المال والجهد وسيبعد عنا الكثير من العناء والمشقة”.
وأردف” فرحتنا كبيرة بفتح الطريق لكنها فرحة غير مكتملة؛ بسبب انقسام العملة المحلية الأمر الذي يضطرنا لتحويل المبلغ الموجود معنا بداية من العملة القديمة إلى السعودي وبعدها من السعودي إلى العملة الجديدة وهذا ما قمت به عندما سافرت إلى المدينة”.
وتابع” عندما وصلنا مدينة تعز وجدنا الأسعار لا بأس بها مقارنة بانهيار العملة بعكس أسواق الحوبان التي تشهد غلاء كبيرًا رغم قوة العملة واستقرارها”.
وواصل” فتح الطريق شيء جميل خفف عنا الكثير وما نتمناه هو أن تتحد العملة حتى نقدر على التصرف بكل حرية وسهولة سواء دخلنا مدينة تعز أو خرجنا إلى الحوبان.. بعيدًا عن البيع والشراء بالعملة الأجنبية؛ فهذا الأمر يزيد من ارتفاع سعر العملات الأجنبية أكثر”.