كارثة جديدة…ما الذي يحدث لآخر سفينتين هاجمها الحوثيون؟!
يمن مونيتور/ عدن/ خاص:
في أحدث تقاريرها الاستشارية حول تهديدات الأمن البحري (MSTA)، والتي صدرت هذا الأسبوع، سلطت شركة درياد العالمية (Dryad Global) المعنية بالأمن البحري الضوء على سفينتين تعرضتا مؤخرًا للهجوم في منطقة البحر الأحمر وهي السفينة “توتور” والسفينة ” فيربينا”.
تبنى الحوثيون الهجمات على السفينتين التجاريتين، وأكدت الجماعة غرق “توتور”، فيما تستمر “فيبربينا” في الغرق.
وأشارت درياد في تقريرها: “في 12 يونيو 2024، تعرضت سفينة الشحن توتور التي ترفع العلم الليبيري والمملوكة لليونان للقصف في جنوب البحر الأحمر”.
“توتور”
وقالت: “بعدما تم استهدافها بقارب سطحي دون ربان وطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، ما أدى لتعرض ناقلة الفحم لأضرار بالغة”.
وأضافت أن الهجوم أدى إلى فيضانات شديدة وأضرار في غرفة المحرك، وهو ما يمثل أول استخدام ناجح للحوثيين للقارب كسلاح.
وتابعت: “ترك الطاقم السفينة وأنقذتهم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. تم التخلي عن السفينة وهي تنجرف بالقرب من آخر موقع تم الإبلاغ عنه”.
- (حصري) الولايات المتحدة توسع حملتها ضد الحوثيين
- لماذا فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم لمواجهة هجمات الحوثيين المتصاعدة؟!
وتم تحميل توتور في ميناء أوست لوغا بروسيا، وتم تفريغها في بورسعيد بمصر في 09 يونيو/حزيران 2024. وكانت المحطة التالية المقررة هي العقبة بالأردن في طريقها إلى الهند.
وقالت مصادر حكومية لـ”يمن مونيتور” إن الحكومة المعترف بها دولياً حائرة في تحديد مستوى الخطر الذي سيلحق بالمنطقة من غرق السفينة توتور، إذ أن موقع غرق السفينة قبالة مدينة الحديدة وهي خاضعة لسيطرة الحوثيين.
“فيبربينا”
وأشارت درياد أيضًا إلى أنه في 13 يونيو/حزيران، “تعرضت السفينة “فيبربينا” التي ترفع علم بالاو والمملوكة لأوكرانيا وتديرها بولندا، لصاروخين كروز، مما أدى إلى حدوث أضرار وحرائق على متنها، وإصابة أحد البحارة المدنيين بجروح خطيرة”.
وأضافت: “تم نقل البحار المصاب جوا إلى سفينة أخرى لتلقي الرعاية الطبية. وكافح أفراد الطاقم الحرائق لمدة يومين لكنهم لم ينجحوا”. مشيرة إلى أنه “في 15 يونيو 2024، قام طاقم السفينة التجارية بإخلاء السفينة”.
قالت درياد إن السفينة غير المضاءة تنجرف الآن على بعد 30 ميلاً بحريًا شمال شرق جيبوتي، ولا تزال مشتعلة وتغرق.
فشل الردع الأمريكي
وأوضحت شركة الاستشارات العالمية درياد أن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة فشلت في ردع الحوثيين عن استهداف السفن، وحذرت من أنه من المتوقع أن يستمر التهديد.
وقالت درياد في: “لقد انخفضت حركة السفن عبر مضيق باب المندب بنسبة 67 بالمائة وحركة الناقلات بنحو 50 بالمائة”.
وأضافت: “منذ بدء الهجمات في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنفقت البحرية الأمريكية ما يقرب من مليار دولار على الذخائر للدفاع عن البحر الأحمر، حيث نفذت أكثر من 450 ضربة واعترضت أكثر من 200 طائرة مسيرة وصاروخ”.
وتابعت: “يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن الحملة ضد الحوثيين لن تكون مستدامة بالنسبة للقاعدة الصناعية الدفاعية، المثقلة بالفعل بطلبات الأسلحة من أوكرانيا وإسرائيل”.
وأضافت أن “إمدادات الحوثيين بالأسلحة من إيران رخيصة ومستدامة، في حين أن سلاسل التوريد الخاصة بالتحالف مقيدة، كما أن الذيل اللوجستي طويل ومكلف”.
وأشارت درياد في التقرير إلى أن قوات التحالف “منخرطة في عملية اضرب الخلد، في حين أن الحوثيين يخوضون اللعبة على المدى الطويل”.
- البحر الأحمر وعملية السلام اليمنية.. لعبة الأمن البحري رافعة الحوثيين السياسية الجديدة (تحليل)
- تقرير إلى الكونجرس الأمريكي حول الآثار الاقتصادية لاضطرابات البحر الأحمر
وفي بيان نُشر على صفحتها X في 15 يونيو/حزيران، قالت القيادة المركزية الأمريكية إنع “لا يزال أحد البحارة المدنيين من “توتور” في عداد المفقودين بعد الهجوم”.
ويشير درياد على موقعه على الإنترنت إلى أن البحر الأحمر، باتصاله بقناة السويس، هو أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، مضيفًا أنه “قناة أساسية وحاسمة للحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في العديد من البلدان”.
وتقول الشركة على موقعها: “إن البحر الأحمر ذو أهمية استراتيجية كبيرة، حيث يقع بين قارتي آسيا وأفريقيا، ويفصل بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى وكذلك بين أوروبا وآسيا”.
وتضيف: “إن الموقع الجيوسياسي للبحر الأحمر مهم لأنه حدود طبيعية بين الساحل الشرقي لإفريقيا والساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية وطريق حيوي لنقل النفط غير المسلح عبر باب المندب في الجنوب إلى قناة السويس في الشمال”.
وتابعت: “طالما يظل النفط مصدر الطاقة الرئيسي للعالم، فإن هذا الممر الملاحي سيظل قناة حيوية لنقله من الخليج”.