غروندبرغ يحذر من “لعبة صفرية” في اليمن
يمن مونيتور/ نيويورك/ خاص:
حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، السفراء في مجلس الأمن من أن الأشهر الأخيرة شهدت “زيادة تدريجية” في القتال في عدة مواقع، فضلاً عن تهديدات مستمرة من جميع الأطراف بالعودة إلى الحرب.
وأضاف في جلسة لمجلس الأمن أنه إذا واصلت الأطراف المسار التصعيدي الحالي فإن “السؤال ليس ما إذا كان سيعودون إلى ساحة المعركة، بل متى”.
تعثرت جهود الوساطة مع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فيما قالوا انه مساندة الفلسطينيين الذي تعرضون لعدوان وحشي من الاحتلال الإسرائيلي. ولا يزال الوضع دون حل، حيث زاد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية.
من جانبه، واصل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يدافع عن الشحن في البحر الأحمر ضرباته الجوية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة والعاصمة صنعاء وتعز.
كما سلط غروندبيرغ الضوء على الوضع المحفوف بالمخاطر للمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وكذلك الأمم المتحدة، الذين أصبحوا هدفاً لحملة القمع التي تشنها جماعة الحوثي.
وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت الجماعة 13 من موظفي الأمم المتحدة، وخمسة موظفين من المنظمات غير الحكومية الدولية، والعديد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والمجتمع المدني. ولا يزالون رهن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، بالإضافة إلى أربعة من موظفي الأمم المتحدة المحتجزين منذ عامي 2021 و2023 (اثنان كل عام) على التوالي.
وقال المبعوث الخاص، إن مثل هذه الاعتقالات التعسفية ليست الإشارة المتوقعة لجهة تسعى إلى حل النزاع عبر الوساطة.
- ليندركينغ وغروندبرغ في الخليج.. هل من رسائل متناقضة حول “السلام في اليمن”؟!
- الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت!
المحصلة صفر
وحذر غروندبرغ من تحركات الأطراف في معادلات بمحصلات صفرية: إلا أنه بدلاً من إحراز تقدم ملموس لصون التزاماتها واستكمال خارطة الطريق، عادت الأطراف إلى المعادلات ذات المحصلة الصفرية، وبدلاً من وضع أولويات الشعب اليمني أولاً، لجأت الأطراف إلى اتخاذ تدابير تعتقد أنها تعزز مواقفها، مما يعرض قابلية تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها مسبقًا للخطر.
ولفت إلى الصراع الاقتصادي واعتبرها عقلية المحصلة الصفرية للطرفين. والتي بدأها الحوثيون بإعلانهم طرح عملة جديدة في مناطق سيطرتهم. ورد البنك المركزي اليمني بمطالبة المصارف بنقل مقراتها الرئيسية إلى عدن أو التعرض لإجراءات عقابية. ورداً على ذلك “قام فرع البنك المركزي الذي يخضع لسيطرة الحوثيين بحظر جميع المصارف التي تقع مقراتها الرئيسية في عدن ومنعها من العمل في مناطق سيطرتها”.
وقال المبعوث الخاص: إذا تم عزل المصارف في صنعاء عن المعاملات المالية الدولية بموجب التدابير العقابية، فسوف يكون الأثر كارثيًا على الاقتصاد، فسيؤدي ذلك إلى تعطيل واردات السلع الأساسية بما فيها الغذاء والدواء، والحوالات المالية عبر المصارف.
وأضاف: بشكل عام، ستزيد هذه التطورات من تعميق الانقسامات والتشظي في القطاع المصرفي وتفتح في الوقت نفسه المجال لتصعيد عسكري محتمل.
وعلى الرغم من الأحداث العرضية العسكرية قال غروندبرغ “لكنَّ الوضع العسكري ليس مستدامًا. وإذا استمرت الأطراف في انتهاج المسار التصعيدي الحالي، فإن السؤال ليس ما إذا كانت الأطراف ستعود إلى التصعيد في ساحة المعركة، بل متى”.
وأشار “وكما حذرت سابقًا، فقد شهدت الأشهر الماضية زيادة تدريجية للقتال بما في ذلك ما أفادت به التقارير الشهر الماضي من اشتباكات في الضالع ولحج ومأرب وتعز واستمرار تهديد جميع الأطراف بالعودة إلى الحرب”.
وتم الاتفاق على الخطوط العريضة لخارطة طريق الأمم المتحدة للسلام في اليمن في أوائل ديسمبر/كانون الأول، لكن تم تجميد التقدم مع تصعيد الحوثيين لحملة هجماتهم في البحر الأحمر فيما وصفوه بأنه عمل من أعمال التضامن مع فلسطين.
وتعكس خارطة الطريق التي تقودها الأمم المتحدة المشاورات بين الحوثيين والسعوديين العام الماضي ولم تشارك الحكومة المعترف بها دولياً في تلك المشاورات.
وغرق اليمن في الحرب عندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014. وتدخل تحالف عربي بقيادة السعودية نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليا في شهر مارس/آذار لمواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران وبدات هدنة هي الأطول في ابريل/نيسان2022. وتسبب القتال في مقتل أكثر من 400 ألف يمني-حسب الأمم المتحدة، كما أجبر الملايين على الفرار من ديارهم، وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم في بلد دمرته بالفعل عقود من الصراع والاضطرابات.