كتابات خاصة

لعبة القناع الأخير

محمد المقبلي

في كل ألعابه السلطوية داخل السلطة وخارجها، انتهج النظام الصالحي العديد من الأقنعة من بينها قناع المصحف الذي كان يرفعه في كفه لمواجهة الخصم السياسي وثورة الشعب قائلا: “بيننا وبينهم كتاب الله”.
في كل ألعابه السلطوية داخل السلطة وخارجها، انتهج النظام الصالحي العديد من الأقنعة من بينها قناع المصحف الذي كان يرفعه في كفه لمواجهة الخصم السياسي وثورة الشعب قائلا: “بيننا وبينهم كتاب الله”.
كان عديم الشهامة يلوح بأصابعة لدغدغة العواطف الدينية والتجييش تحت لافتة المقدس وهو ذاته الذي ارتدى قناع القومية عند تأييده اجتياح الكويت وارتدى القناع الإسلامي لمواجهة اليسار أيام الجبهة الوطنية، ثم ارتدى قناع الحوثية لمواجهة تجمع الإصلاح وثورة الشباب، وارتدى قناع الشرعية لمواجهة انتفاضة الناصريين وقناع الشرعية في حرب صيف 94 كما أن قناع الديمقراطية والجمهورية وحتى قناع الذات الحميرية كان من بين تلك الأقعنة الحسنى للمخلوع والتي قد تتجاوز العشرة أقنعة..

غير أن لعبة القناع الأخير هي “المجلس السياسي” والبرلمان  تلك التي ألقى بها في اللحظات الأخيرة لسقوط الانقلاب بعد أن فشل في استخدام قناع الحوثية وما تم تسميتهما باللجنة الثورية التي وجهها صالح لعمل مناورة في الحدود من أجل أن ترمي السعودية بثقلها نحوه لتخليصها من هذا النفوذ الإيراني، ويظهر كبطل مخلص اقليمياً وشعبياً وربما دولياً كما كان الشرير يقد ذاته  أيام الحرب الباردة.

صاحب لعبة القناع الأخير يترنح في آخر محاولاته التي حاول استحضار ما تبقى من برلمان ارتبط تمديده بالمبادرة الخليجية وأصبح مرجعيته الرئيس هادي وهو الذي  يذكرني كثيراً بصاحب مطعم سفينة التايتنك لحظة غرقها؛

كانت سفينة التايتنك تغرق في المحيط وصاحب مطعم السفينة يهتم بترتيب الطاولات! وبعدها غرقت السفينة وغرق المطعم وصاحب المطعم وطاولات اللحظات الأخيرة

وكذلك صاحب البرلمان الصالحي الذي يرتب الطاولات في لحظة غرق الانقلاب.

واللافت في لعبة القناع أن الجلسة البرلمانية في لعبة القناع الأخيرة أفصحت عن مسألة الاختراقات المتبادلة بالنسبة للذين خانوا الناخبين، كما أفصحت عن برلمانيين ممثلين صالح في الإصلاح والاشتراكي والمستقلين.

كما أن هنالك أعضاء برلمان كانوا بحزب المؤتمر وحسموا أمرهم مع الثورة الشعب والشرعية.

لكن نقطة تحول تاريخية على الصعيد السياسي المستقبلي هي أن زمن الأغلبية المريحة ولى..

فيما يتعلق بالمسألة الدستورية الواضح أن شرعية التوافق هي الحاضر الأبرز منذ التوافق السياسي في المباردة الخليجية الذي مددت للبرلمان بصيغة توافقية وجعلت رئيس الجمهورية مرجعية في حال تعثر التصويت التوافقي في البرلماني في المسألة الدستورية تحضر نقطة بالغة الأهمية والتأثير، وهي أن تعديل شكل الدولة أو تغيير أي مادة في الباب الأول يحتاج استفتاء شعبي لاقراره ومن ذلك اقرار المجلس الرئاسي كهيئة رئاسة.

أما سحب الثقة عن رئيس البلد أو تعديل أي مادة في بقية الأبواب يحتاج أغلبية الثلثين، وليس النص + واحد

وياتي ذلك في اجتماع مشترك للمجلسين النواب والشورى بأغلبية الثلثين للنواب.

لا أعتقد أن ثمة قناع آخر يمكن لصالح أن يرتديه بعد أن تساقطت أقنعته العسكرية على الأرض من فرضة نهم إلى قصر معاشيق، وتساقطت أقنعته السياسية من أول قناع جمهوري إلى آخر قناع برلماني، وتساقطت أقنعته الفكرية والثقافية من أول مصحف إلى آخر زامل ورقصة برع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى