“التضامن معنا كان يمنحنا القوة”.. الصحفي المحرر من سجون الحوثي توفيق المنصوري يروي ثمان سنوات من التعذيب النفسي والجسدي وانتظار الإعدام
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ حوار خاص من خالد سعيد الحاتمي
أكد الصحفي المحرر من سجون جماعة الحوثي، توفيق المنصوري، أن التضامن الدولي والمحلي معهم خلال فترة اعتقالهم التي تجاوزت ثمان سنوات، كانا يمنحان الصحفيين المختطفين الأمل والقوة على تحمل ظروف ورهبة السجن القاسية.
وقال المنصوري في حوار خاص مع “يمن مونيتور”، إن من أصعب الموقف التي لا يمكن أن يينساها، هو اعتداء عبد القادر المرتضى (القيادي الحوثي ومنتحل صفة رئيس لجنة الأسرى والمختطفين التابعة للحوثيين عليّه وشج رأسه بهراوة حديدية، بتاريخ 20 أغسطس 2022، فقد على إثرها الوعي مؤكداً أن آثار الضربة لا تزال موجودة.
وتحدث المنصوري، عن معاناة ثمان سنوات وتعامل الحوثيين مع الصحفيين، بالتزامن مع احتفال اليمنيين في بيوم الصحافة اليمنية والذي يصادف التاسع من يونيو، وهو التاريخ الذي تعد بداية قاتمة لسنوات من المعاناة مع أهوال السجون وويلات السجّان.
وكشف المنصوري، جوانب مروعة عاشها هو ورفاقه خلف أقبية السجن، مُورس في حقهم أبشع صور الانتهاكات والجرائم، ابتداءً بالإخفاء القسري، وانتهاءً بالتعذيب الممنهج والحرمان المتعمد من أبسط الحقوق.
وتعمّق الصحفي “المنصوري” في هذه المقابلة، عن الآلام والآمال، والتفاصيل البسيطة، عن الرعب ولحظات العجز وفقدان القوى والانهيار، والخوف من المجهول، عن حلقات بل ومسلسلات التعذيب الذي وصل حدّ فقدان الوعي، عن التنقلات بين دهاليز السجون البشعة والمظلمة، والزنازين الانفرادية وفترات البقاء في “الضّغاطات”، عن السجن والسجّان ومجابهة أحكام الإعدام في محاكمةٍ هزليةٍ وغير عادلة.
المزيد من تلك التفاصيل يرويها الصحفي المحرر توفيق المنصوري لـ”يمن مونيتور” فإلى تفاصيل الحوار.
– بدايةً، ماذا يعني لك تاريخ 9 يونيو عام 2015 بعد عام من تحريرك؟
مرحبًا، يسعدني اللقاء بكم في هذه الأيام، التي تتزامن مع احتفاء الصحفيين اليمنيين بيوم الصحافة اليمنية، الذي يصادف الـ 9 من يونيو، ونحن نقف على مسافة سنة واحدة من التحرر من سجون جماعة الحوثي المظلمة.
في البداية، أود التنبيه أنّ كل ما سأسرده هنا جزءً من تفاصيل كثيرة، لأنّ ثمان سنوات بكل ما فيها من المعاناة والأسى والوجع، يصعب اختزالها هنا بمجرد مقابلة صحفية عابرة، ولا أُخفيك أنّ محاولة استذكار ما مررت به خلال هذه السنوات يسبب لي نوع من الآلام النفسيّة ويضاعف من المعاناة الصحيّة.
بالعودة إلى سؤالك، فإنّ تاريخ 9 يونيو عام 2015، يعني لي بداية 8 سنوات من الجحيم والمعاناة والرعب والظلمة الموحشة في السجون الحوثية، بداية 8 سنوات من القيود الإمامية وسوطها السلالي، بداية 8 سنوات من الحرمان من الحرية بكل أشكالها ومن أبسط مقومات الحياة من مياه وغذاء ودواء، يعني لي البشاعة الحقيقية المتجسدة في شكل الحوثي وعصاباته التي اقتحمت مكان إقامتنا في فندق بحر الأحلام بصنعاء واقتادتنا إلى زنازين التعذيب والإخفاء القسري والحرمان، يعني بداية لسلسلة من أهوال السجون وويلاتها التي لم تتوقف عند حد معين منذ 9 يونيو2015، إذ إنّ أحداً لم يكن يتخيل أنّ الأسوأ لم يحدث بعد ذلك، لكنه حدث وحتى 16 أبريل 2023، وبالمقابل أيضاً رغم كل هذه المعاناة وجحيم مأساتها منذ ذلك اليوم، إلا أنه يذكرني بقوتي وصمودي وصلابتي ومقاومتي لكل وحشية السجون وعنفها على مدى سنوات اختطافي، وأراني في هذا اليوم قد نجوت من ذلك الويل الكهنوتي المنتشر داخل سجون مليشيا الحوثي كما هو في خارجها، وتمكنت من الحفاظ على إرادتي كما هي صلبة، وحافظت على روح التحدي التي امتلكها في وجه كل الصعاب والجحيم وفي وجه الظلم والقهر والأسى والفظاعة خلال الثمان السنوات في سجون مليشيات الحوثي.
– بعد تسع سنوات من لحظة اختطافك (ثمان سنوات قضيتها في سجون المليشيا الحوثية)، ما الذي تتذكره من تلك اللحظة والسنوات التي تلتها؟
حقيقةً، لا أدري من أين أبدأ، ذاكرتي تزدحم بالكثير والكثير من المواقف والمشاهد واللحظات القاسية، فمثلاً أتذكر الوحشية والقسوة التي اقتادتنا بها عناصر مليشيات الحوثي المدججة بالأسلحة المختلفة وأساليب الرعب المتعمدة في مثل هذه المواقف، أتذكر حجم الإرهاب الذي نشرته فينا وفي محيط المكان خلال نقلنا من مكان اختطافنا في الفندق إلى سجونها، أتذكر كيف بقيت أنا بعدها معصوب العينين لفترات طويلة، وأتذكر المحقق وأدوات التعذيب المستخدمة معي أثناء التحقيقات الممتدة لساعات، أتذكر أنه لم يكن في سجون مليشيات الحوثي إلا المعاناة والشناعة وسوء التعامل ووجوه المسخ الكهنوتيين، أتذكر الكثير جداً من جلسات التعذيب التي كنت أتعرض لها أنا ويتعرض لها زملائي في كل السجون التي نقلونا إليها، أتذكر أصوات كثير من المختطفين الذين يتعرضون للتعذيب ويصرخون ويتألمون وأنات وجعهم تقطع القلب، أتذكر صعوبة النوم في زنازين ضيقة لا تصلح للاستخدام الإنساني، أتذكر أيام تمر كنت معزولاً عن العالم الخارجي وعن أسرتي وحتى عن بقيه زملائي الصحفيين المختطفين الذين طالتهم هذه المعاملة بعيداً عني، أتذكر أني أحياناً كنت أتمنى الموت للتخلص من قسوة التعذيب والاضطهاد والوجع الذي عشته في هذه السجون، أتذكر رغم ذلك أني كنت أعيش صراعاً داخلياً للبقاء قوياً وعدم الاستسلام لليأس بين هذه الجدران الظلامية، أتذكر أن كل لحظة كانت تمر تمثل تحدياً للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على الأمل والقوة الداخلية للصمود، أتذكر اللحظات التي كنت أحاول أن أبقي نفسي مشغولاً في الأشياء الإيجابية في الماضي أفكر بالمستقبل الجميل الذي أصنعه أنا بالخيال والأمل.
– بعد كل هذه الأحداث المؤلمة التي لا زالت عالقة في عقلك من اليوم الأول للاختطاف، ما هي الأفكار والمشاعر التي كانت تلازمك في الأيام الأولى من الاختطاف؟
من أصعب الأيام التي يمر بها المختطف هي الأيام الأولى لاختطافه، خاصة عندما يتم ممارسة إرهاب كبير عليك أثناء اختطافك وترى عناصر المليشيات تقتادك وهي تحمل أسلحة متنوعة ترهبك بكثير من الوسائل وهي متعمدة هذا الإرهاب في الأيام الأولى من الاختطاف للتأثير عليك وإخافتك وإخضاعك لإرادتها المرجوة من الاختطاف، تعيش حالة من الصدمة والرعب وتحس بالغبن، تشعر بعدم القدرة على التفكير وعلى التركيز وتكون مشوش تماماً ولا تدري حتى أين تضع قدمك -كما يقال- وهذا يمنعك من اتخاذ أي قرار ليساعدك في التخلص من هذا السجن وهذه الغمّة المفاجئة، تدور في قلق وتوتر مستمر، تعيش الخوف من المجهول الذي لا تعلم ماذا سيكون مصيرك بعده، خاصة أنك مختطف لدى ميليشيات لا تمتلك أخلاق ولا قانون ولا نظام، وليس لديها أي مرجعيات أخلاقية تستند إليها أثناء معاملتها مع المختطفين وغيرهم، عند هذه اللحظات تعصف بك زوبعة من الأفكار والهواجس غير العادية للخروج من هذا الجحيم ولكنك تنصدم بجدران وقضبان الواقع من حولك، ولكن بفضل الله كنت برفقة زملاء أقوياء وشجعان كنا نتبادل الأفكار والنقاشات خلسة وهمهمة بيننا لكي نواجه المجهول، وكما قلت لك سابقاً أن روح التحدي والصمود كانت تنقذنا دائماً ونحن مع بعض من كل هذه المشاعر المرهقة والمفزعة، وأيضاً لا تنسى أن الصحافة تغرس فينا روح التحدي والصبر والجلد للتعامل مع مثل هذه المواقف والصدمات.
– وأنت في السجن، هل كانت هناك أوقات شعرت فيها بالأمل في الإفراج عنك، وما هي الأمور التي كانت تمنحك الأمل، خاصة في السنوات الأولى من الاعتقال؟
طبعاً هناك عدة أشياء يمكن أن تمنحك الأمل في السجون، لكن قبل ذلك هناك شيء مهم يبقى حي في أعماقك، وهو إيمانك بقضيتك وهدفك السامي الذي بسبب تمسكك به من خلال عملك وأداء رسالتك المهنية كصحفي وصلت إلى هذه الحالة، الإيمان بالقضية الوطنية يعطيك الأمل في النجاة مما أنت فيه من التعذيب والمعاملة السيئة والظلم، ويدفعك لاستذكار التجارب الملهمة للمناضلين السابقين الذين خاضوا غمار المواجهة ضد آلة البطش الإمامية، كنت كثيراً ما أتذكر واستحضر القادة الثوار أمثال الزبيري والنعمان والخادم الوجيه والثلايا وغيرهم، ليس لأقارن نفسي بهم وأعتبر نفسي مناضل من مستوى واحد منهم لأرضي غروري، وإنما استحضر تجاربهم لكي ازداد يقيناً أن الليل مهما اشتد لا بد أن ينجلي ومهما تجبرت وطغت السلالة الحوثية لا بد أن تنكسر وتختفي وينتهي مصيرها مثلما انتهى مصير جدهم الإمامي وغيره أمام عزيمة وإصرار وثبات هؤلاء الأحرار.
أيضاً، من ضمن الأشياء التي تمنحك الأمل وتشعرك بالقوة وتعطيك دفعة معنوية تساعدك على تحمل ظروف ورهبة السجن القاسية؛ هو ما كان يتسرب إلينا عن تضامن الزملاء الصحفيين على المستوى المحلي والمستوى الدولي، وهذا في الحقيقة كان أحد الأشياء المهمة جداً التي كانت تبعث فينا روح الأمل والصمود والتمسك بقضيتنا كصحفيين عملنا في أحلك الظروف من أجل نقل الحقيقة والصورة الكاملة من وسط العاصمة المختطفة صنعاء، عن انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي الانقلابية.
– بعد كل هذا، ما هو أكثر موقف أو تجربة صادمة واجهتها خلال فترة اختطافك وإخفائك قسريًا في سجون الجماعة؟
أعتقد أن كل المواقف بالنسبة لي كانت صادمة وصعبة، وأساسًا السجون بكل ما فيها صادم ومرعب، لكن أصعبها هو الاعتداء والتهجم عليَّ أمام أسرتي أثناء الزيارات، وسحبي بطريقة مهينة وبشكل عنيف وأنا أتكلم معهم، وكانت مليشيا الحوثي تتعمد القيام بهذه التصرفات أمام أهالينا خلال الزيارات التي تكون لدقائق فقط، من باب الإمعان في التعذيب النفسي لنا ولأسرنا، وتكررت هذه المعاملة مع كثير من المختطفين.
موقف آخر لا أنساه، هو اعتداء السلالي الإرهابي عبد القادر المرتضى (قيادي حوثي ومنتحل صفة رئيس لجنة الأسرى والمختطفين التابعة للمليشيا) عليَّ وشج رأسي بهراوة حديدية، بتاريخ 20 أغسطس 2022، وفقدت الوعي وما زالت آثار الضربة موجودة، وكذلك من ضمن المواقف الصعبة والصادمة أنه في جلسات التحقيق أحيانًا من شدة التعذيب والضرب كنت أفقد الإحساس بالألم تمامًا، أصل إلى لحظة لا أستطيع فيها أن أحس وأشعر بالضربات والركلات والتعذيب الذي كان يسقط على مختلف أعضاء جسدي، كان من يقوم بالتعذيب ينهالون عليَّ بالضرب والركل والصفع وأنا لا أشعر بشيء كأن جسدي خشبة وليس جلد ولحم وعظام.
وأصعب من ذلك كله حين علمت بوفاة والدي الله يرحمه رحمة واسعة، وبقيت لأيام دون أن يسمحوا لي بالاطمئنان على والدتي وإخواني، وعلى الأقل حتى مواساتهم بالرغم مما أنا فيه داخل سجون مليشيا الحوثي.
– حدثنا عن طبيعة السجون التي مريت بها خلال فترة اختطافك، وعن أماكن تلك السجون، وتنقلاتك بينها، وكيف كنت تتعرف على أسماء أماكن الاختطاف؟
مليشيات الحوثي عندما اختطفتنا قامت بنقلنا إلى عدة سجون، وهذا كان سعيًا منها لإخفائنا، يعني كان يساعدها على أن لا يتم تسريب أي معلومات عن المكان الذي تختطفنا وتخفينا فيه، فمثلاً كنا في قسم الحصبة وقسم الأحمر ونُقلنا إلى وحدة مكافحة الإرهاب بسجن البحث الجنائي وإلى احتياطي الثورة في نقم الذي كان قريب من معسكر نقم وكان قد تم قصفه من قبل طيران التحالف العربي قبل نقلنا إليه، وتم بعدها نقلنا إلى احتياطي هبرة ثم إلى سجن الأمن السياسي ثم بعدها تم نقلنا إلى سجن عبد القادر المرتضى في معسكر الأمن المركزي، وهو آخر سجن قبل تحريرنا في الصفقة الأممية.
وبالطبع ما كنا نعرف أسماء هذه السجون التي ننقل إليها مباشرة، كنا نعرف بعد بقائنا فترة في السجن الجديد الذي ننتقل إليه، وكانت لنا عدة طرق لمعرفة السجن، إما من خلال المختطفين السابقين لو كان حظنا أن نختلط معهم في زنزانة واحدة، أو من خلال الكتابات السابقة لمختطفين سابقين، أو من خلال ما يتسرب لنا من مشاجرات السجانين وأحاديثهم فيما بينهم.
– بما أنك تنقلت بين عدد من السجون، حدثنا عن أسوأ تلك السجون، وطبيعة الاعتقال فيها؟
أولاً يجب أن تدرك وتعلم أنّ كل سجون مليشيا الحوثي سيئة وبشعة وقذرة، وربما يختلف أو يتنوع السوء والبشاعة فيها بنسبة معينة، كل سجن له طرق خاصة في ممارسة البشاعة والظلم والتعذيب، وتتفاوت هذه الطبيعة السيئة التي تسود النظام في السجون، وكان العامل المشترك في جميع السجون هو نمط التحقيق والتعذيب بأصنافه على أيدي المعذبين، والحرمان من أبسط حقوقنا الإنسانية.
ولكن أعتقد أن أسوأ هذه السجون هو سجن عبد القادر المرتضى الذي يقع في معسكر الأمن المركزي، ويديره “المرتضى” بنفسه، وهو المسؤول عن ملف الأسرى والمختطفين لدى الحوثية، ومعه إخوانه ومراد حنين أبو حسين، نائبه في ملف الأسرى، ففي هذا السجن تعرضنا للتعذيب من قبل عبد القادر المرتضى شخصيًا ومن أخيه أبو شهاب، وغيرهم من مجرمي الحوثية الذين مارسوا التعذيب على كثير من المختطفين، سواءً في سجن المرتضى أو سجن يحيى سريع الأمن السياسي أو غيره، وبدونهم أسوأ الجرائم والانتهاكات لم تكن ممكنة، لكنهم كانوا يتنافسون لإرضاء المجرم الكبير عبدالملك الحوثي.
– هل يمكنك وصف بعض أساليب التعذيب التي تعرضت لها خلال الثمان سنوات؟
سؤالك هذا يفتح جحيم الذكريات القاسية، وعلى أي حال كان التعذيب أحد الأشياء التي رافقتنا طيلة مدة الاختطاف، وكان ملازم لنا بشكل أكثر من الحاجات الأساسية التي كنا نحتاجها في السجون، مثل الأكل والشرب والعلاج والهدوء، هذا ليس مبالغة في الكلام عن التعذيب وإنما هو الواقع الذي عشناه فعلياً في هذه السجون.
ويمكن تقسيم التعذيب الذي تعرضت له إلى قسمين، قسم كنا نتعرض له داخل غرف التحقيق أو أثناء جلسات التحقيق ونحن مقيدين ومغمضي العينين، لا نرى شيء لا تدري من يقوم بتعذيبك ولا تدري ما هي الأداة التي تسقط عليك أثناء التعذيب، نتعرض للتعذيب بالصعق بالكهرباء، الضرب بأدوات مختلفة، اللطم والركل، استهداف المناطق الحساسة في الجسد، استهداف الوجه، التعليق في مناطق مرتفعة وإبقاء قدميك تلامس الأرض بأطراف أصابعك فقط، إيهامنا بالقتل يتم تصويب البندقية إلى رأسك أو صدرك أو ظهرك وإطلاق رصاص تظن أنها أطلقت عليك وغيرها.
أما الأسلوب الثاني، هو التعذيب خارج إطار جلسات التحقيق وكان يتم غالبًا ونحن نرى من يقوم بالتعذيب، تعرضت لهذا التعذيب في سجن الاحتياطي الثورة في نقم من قبل مشرف السجن المدعو أبو أحمد، ومشرف آخر اسمه أبو خليل، كذلك في سجن احتياطي هبرة قام بتعذيبي مشرف السجن أبو علي، وطبعاً كان التعذيب بشكل فردي عليّ أو على أي أحد من الزملاء المختطفين، أو نتعرض له بشكل جماعي كما كان يحصل في كثير من الأحيان.
هذا بخصوص التعذيب الجسدي، أما التعذيب النفسي فهو أصعب بكثير من التعذيب الجسدي، كان التعذيب النفسي هو إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة، كنا نعاني منه أشد من معاناتنا من ألم التعذيب الجسدي.
– خلال أو أثناء التعذيب، هل كان هناك محاولات للحصول على معلومات معينة منك من قبل قيادات جماعة الحوثي؟ وما كانت تلك المعلومات؟
بشكل عام لم يكن هناك معلومات ذات أهمية كان يبحث عنها الحوثي منا نحن الصحفيين، ومليشيا الحوثي كانت تعرف أننا صحفيون وقد أخذت أجهزتنا الشخصية وهواتفنا ووجدت أعمالنا الصحفية بشكل واضح، لكنهم كانوا يقومون بتعذيبنا انتقامًا من مهنتنا وعملنا الصحفي، وكانوا في بعض الأوقات يحققوا معنا ويعذبونا وهم يتصفحوا المواد الصحفية المنشورة، ويسألوننا لماذا تطلقون علينا مليشيات، لماذا تسموه تحالف عربي، وهو تحالف عدوان.
كان يتم الاعتداء علينا بسبب المواد الصحفية التي كنا ننشرها في وسائل الإعلام، معلوماتنا كانت منشورة وليست مخفية، وكان السجانين والمعذبين يشاهدوا هذه المواد وعندهم كل معلومات أعمالنا الصحفية، لذلك كان التعذيب والتحقيق هو لأننا كنا قبل اختطافنا نقوم بهذا العمل الصحفي، وطبعاً كان عندهم هذا من أخطر الأعمال.
كذلك كان يتكرر دائماً السؤال عن بعض الزملاء الصحفيين الذين لم يخطفوهم، ماذا يعملون، لماذا هم موجودين في محافظة ما أو دولة ما، وعن علاقتنا معهم، مع أنهم كانوا يعرفوا أننا جميعًا زملاء تجمعنا مهنة الصحافة، لكن حين تكون مختطفًا لدى عصابة ومصيرك في يدها، بلا شك أنك لن تستطيع أن توضح لها طبيعة وممارسة عملك وأنه حق مشروع ومكفول ويدخل ضمن حرية الرأي والتعبير.
وأنت في السجون الحوثية، كيف كانت الأخبار تصلكم إلى زنازينكم، وكذلك أخبار الحراك المستمر الذي يحدثه الزملاء الصحفيون للمطالبة بالإفراج عنكم؟ بما أنك قلت في بداية المقابلة بأنّ هذه الأخبار ضمن الأشياء التي تمنحكم الأمل وتشعركم بالقوة وتعطيكم دفعة معنوية تساعدكم على تحمل ظروف ورهبة السجن القاسية؟
في سجون مليشيا الحوثي كان هناك صعوبة بالغة جداً في الحصول على أي أخبار جديدة، كنا معزولين عن العالم الخارجي وحتى عن المختطفين الآخرين في سجونها بالعنابر والزنازين الجماعية.
وكنا مثلًا لو نقلونا في زنزانة جماعية أو ما يسمى عنبر، نعرف بالأخبار البسيطة التي تصل إلى المختطفين من الزيارات، لكن في فترات بقائنا في الضغاطات، وهي الزنازين الانفرادية، كنا ننعزل تمامًا، وربما تمضي أسابيع دون أن نعرف أي جديد، وإحدى الطرق للبحث عن الأخبار كانت من خلال الوافدين الجدد إلى الضغاطات المجاورة، ننتظر إلى أن يخلو الجو من السجانين الحوثيين ونبدأ بالكلام بصوت مرتفع والسؤال عن القادم، وفي حال تجاوب معنا نتحدث معه خلسة، وكنا نكتشف أحيانًا أشخاص تم اختطافهم قريبًا ويمتلكون بعض الأخبار الجديدة.
وكان هذا يعتبر مخاطرة كبيرة وأحياناً يتم الاعتداء علينا وعلى المختطفين الجدد في الضغاطات الأخرى بسبب حديثنا معهم ومحاولاتنا لمعرفة الأخبار خارج السجن.
– من زاوية مختلفة، هل كان لتراجع الجبهات في صفوف جماعة الحوثي وتقهقر قواتها، والانهزامات التي يتلقونها على الأرض، أثناء المعارك التي كانت تقودها قوات الحكومة الشرعية، تأثير على وضعكم في السجون؟
كما أسلفت لك قبل قليل، لم نكن نستطيع الحصول على الأخبار وما يجري خارج جدران السجون، كنا نعتمد أحيانًا فقط على تحليل مزاج مشرفي السجن ومن يقومون بالتعامل معنا مباشرة من السجانين في سجون مليشيا الحوثي.
على سبيل التوضيح، كنا نظن أحيانًا عندما يقومون بتعذيبنا بشكل قاسي جدًا وحاد أنهم يواجهون ضغوطات كبيرة في الجبهات ويتكبدون خسائر فادحة ويتراجعون للخلف، هكذا كنا نحلل ونقرأ الوضع في السجن، وكان هذا يتكرر كثيرًا خاصة في السنوات الأولى، الاعتداء علينا وتعذيبنا بشكل أقسى وأعنف وتزداد شدة التعذيب الذي نتلقاه، ونظن أن هذا أيضاً ناتج عن الضغوطات التي تتلقاها مليشيات الحوثي في الجبهات، لكننا في حقيقة الأمر لم نكن نستطيع الحصول على المعلومات الدقيقة أو المحدثة عن ما يجري خارج السجن.
لذلك لم نكن نعرف الجديد أو التطورات السياسية والعسكرية أو غيرها وحتى القراءة والمعرفة كنا ممنوعين من الوصول إليها، وحسبي أن أخبرك بتجريم حيازة القلم والورقة والكتاب في هذه السجون لأكثر من ثماني سنوات منذ يونيو 2015 وحتى أبريل 2023.
– يقال بأنّ جماعة الحوثية تحمل العداء للصحافة والصحفيين، وتكن الحقد على كل ما له صلة بالصحافة والإعلام.. كيف تنظر لتعامل المليشيا مع الصحافة من خلال تجربتكم المريرة في سجونها لأكثر من ثمان سنوات؟
من خلال التجربة الحية الشخصية مع الزملاء في سجون مليشيات الحوثي أؤكد لك أنه لا توجد جماعة في اليمن تحقد على الصحافة مثلما تفعل المليشيا الحوثية، تحمل حقد كبير على الصحافة والصحفيين، وتظن أن الإعلام يمثل عائق أمامها في تنفيذ مخططاتها السلالية وأجنداتها الإيرانية، وتعتقد كذلك أن الإعلام هو الذي يمنعها من السيطرة على المنطقة بشكل كامل، كان المحققين يقولون لنا هكذا بالحرف الواحد “إذا سلِمنا من الإعلام كنا قد سيطرنا على الجزيرة العربية”، شيء مضحك حقًا.
كنا نلاحظ هذا حتى مع السجانين الذين يتعاملون معنا في الضغاطات وفي الزنازين، في البداية قبل أن نفهم أسلوب تعاملهم ونظرتهم العدوانية للصحافة، كنا نظن أنهم سيتعاملون معنا بشكل جيد ومهذب عندما نخبرهم بأننا صحفيين، لكنهم عندما يعرفون بأننا صحفيين يتجهمون ويقلبوا صورهم بعبوس: “أنتم صحفيين، أنتم أخطر من المقاتلين أنتم الخونة…”
وكذلك في جلسات التعذيب الجماعية لنا نحن الصحفيين، كانوا يقومون بتشغيل خطابات عبدالملك الحوثي وهو يتحدث عن الصحفيين والإعلاميين ويعذبوننا وهم يسمعون تلك الخطابات والتحريض.
شاهدنا ووجدنا تحريض كبير وممنهج ضد الصحفيين في أوساط عناصر وسجاني مليشيات الحوثي خلال تعاملهم معنا في جميع السجون، وبالطبع هذا انعكاس للنظرة الحوثية السائدة تجاه الصحافة، وأيضًا تطبيقًا وتنفيذًا لموجهات وتعليمات كبار قاداتها ومشرفيها وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي إلى عناصرهم في كل مكان للتعامل مع الصحفيين بهذا الشكل الفج والقميء والإجرامي.
– أعود إليك مجددًا بهذا السؤال: كيف كانت مشاعركم، وأنتم تقبعون خلف زنازين قائمين عليها جماعة صنفتها عدد من الدول كجماعة إرهابية؟
أود أن أقول لك شيء مهم، وهو أن المختطفين في سجون مليشيات الحوثي هم أكثر الناس الذين وجدوا إرهاب مليشيات الحوثي بحق وحقيقة في أقبيتها وسجونها وعرفوه عن قرب طيلة فترة اختطافهم التي شهدت وقائع ومواقف تقشعر لها الأبدان على أيدي العلوج الكهنوتين، ولذا كانوا يعرفون أن الحوثية جماعة إرهابية قبل أن تصنفها أي دولة.
وأعتقد أن تصنيفهم كجماعة إرهابية جاء متأخر؛ نحن المختطفين شهدنا الإرهاب في أوضح صوره وأشكالها بأم أعيننا منذ اللحظة الأولى لاختطافنا واختطاف الآخرين وما رافقها من أساليب العنف والقسوة والاقتحامات والمداهمات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ونشر الرعب في المكان، ومن ثم الانتقال إلى فصول جحيمية جديدة أكثر عنفًا ودموية، ففي سجون مليشيا الحوثي لا تجد سوى الإرهاب والإرهاب الآخر
وطبعاً هذا لا يعني أن باقي الانتهاكات غير الاختطاف لا ترقى إلى مستوى الإرهاب والجريمة، وإنما بالعكس كل انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثية تحمل طابع وبصمة إجرامية لا تقل عن غيرها من العنف والفظاعة، ويكتوي بها اليمنيين بمختلف الطرق والأساليب في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية.
– أيضًا، لو تحدثنا عن مشاعركم تجاه أسركم وأطفالكم، وكيف كانت تتواتر عليكم أخبارهم، وأنتم خلف القضبان؟
بالنسبة لأخبار الأسرة والعائلة، كانت تصل إلينا بشكل شحيح ونادر جدًا، وعندما تم اختطافي كان عمر طفلتي نوران لا يتجاوز الستة الأشهر وطفلتي الكبيرة توكل لم تلتحق بالمدرسة بعد وطفلي ثائر كذلك، وانتقلوا بعد اختطافي إلى القرية وظلوا فيها لفترة طويلة وحتى عندما كانوا يسافروا إلى صنعاء مع أمهم ووالدتي ووالدي رحمه الله، كانت المليشيا في أغلب الأيام تمنع الزيارات عليهم بعد كل المسافة التي قطعوها من قريتنا في وصاب بذمار إلى صنعاء.
وحتى في الزيارة النادرة عندما كنت أشوفهم لا أستطيع أن أسألهم عن دراستهم ونتائجهم وأخبارهم لأن ظروف وطبيعة الزيارة كانت معقدة ومن خلف الشباك الحديدي وإلى جانبي عدد من السجانين، لذلك كنت أكتفي بالنظر إليهم مبتسمًا وأحاول جاهدًا أن أخفي القهر والوجع الذي يعتصرني من شدة اشتياقي وحنيني لهم، وأفاجئ بهم يكبروا وتتغير ملامحهم وأنا بعيدًا عنهم وعن أمي وأبي وزوجتي.
وعوضًا عن هذا الحرمان الذي هو بدون إرادتي، كنت في أكثر أوقاتي أغوص في تفكير عميق لأتذكرهم وأتذكر لحظات القرب منهم ووجودي بينهم واجتماعنا في المناسبات والأعياد، وفي الحقيقة أعتقد أنّ هذا من أكثر الأشياء التي كانت تزرع فيني الأمل والتفاؤل بالفرج، وتمنحني القوة والقدرة على التمسك بالحياة والبقاء في ظروف السجون المزرية، ظروف التعذيب والمعاناة والألم المستمر الذي كنا نعيشه في هذه السجون الجحيمية، هذا من خلال تجربتي الشخصية في فترة اختطافي.
من المعلوم أنّ جماعة الحوثي كانت تعمل على محاكمتك أنت وزملاءك الصحفيين، دون توفر أدنى معايير العدالة.. كيف تعاملت مع هذه المحاكمة، وكيف تلقيت نبأ أحكام الإعدام ضدكم كصحفيين؟
لم نتعامل مع هذه المحاكمة بشيء على الإطلاق، هي محاكمة أقل ما يقال عنها إنها هزلية وصورية ولا تستند إلى أي مشروعية قانونية أو قضائية أو دستورية، وهي في الأساس مثل أصناف التعذيب النفسي التي مارستها المليشيا الحوثية بحقنا، ولذلك نحن لم نحاول أن نفند وأن نعترض عن ما يصدر عنها من أوامر، إنما رفضنا إجراءاتها وأوامرها لأنها كما قلت لك فاقدة للمشروعية الدستورية، وكان مشرف المحكمة الحوثية المدعو محمد مفلح بنفسه يعرف أن المحكمة هي مجرد مقصلة حوثية وأداة سياسية لها تقوم بدور معين.
ولكن هذا لا يعني أننا تلقينا أوامر الإعدام بالبساطة التي أحدثك بها الآن، بالعكس كان لأوامر الإعدام الحوثية ضدنا وقع مفزع كبير، خصوصًا مع جريمة الإعدام بحق المختطفين التسعة من أبناء تهامة في عام 2021، دب فينا رعب حقيقي لم يتوقف إلا بعد تحريرنا، ومع ذلك ما يزال هذا الرعب فينا، لأن أوامر الإعدام الحوثية هي فتاوى من زعيم المليشيا الحوثية بقتلنا، وبالنسبة لأتباعه لا يرون أن تحريرنا يعني إبطال مثل هذه الفتاوى هكذا بكل سهولة، من يدري ربما تعتبر سارية التنفيذ، لأننا نتعامل مع مليشيات لا تمتلك أي مرجعية أخلاقية، ولا تحكمها أي مبادئ أو قيم، وهي من أسوأ العصابات في تاريخنا.
– حدثنا عن دور المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان أثناء فترة اختطافكم؟
دور المنظمات الحقوقية الدولية لم يكن بالشكل المطلوب صراحة، وسأقول لك لماذا؟ لأنه ببساطة اقتصر دور منظمات حقوق الإنسان الدولية على مهام ظاهرية أقرب لمهام الجمعيات الخيرية، تؤديها في سجون المليشيات الحوثية، مثلًا توزع بطانيات وفرش وأدوات نظافة وغيرها، وطبعًا هذا ليس برضى وقناعة منها ولكن مجبورة من قبل مليشيات الحوثي، التي تشترط عليها أن تقوم بهذا الدور البسيط والذي ليس من اختصاصاتها ومهامها الحقوقية المنوطة بها.
فمثلًا كان يُفترض أن تزورنا في السجون وتكشف عن أماكن إخفائنا وتطلب أن تسمح لها مليشيا الحوثي بالاستماع لنا وتوثق ما يتعرض له المختطفين في هذه السجون من تعذيب وحرمان وسوء معاملة، ولماذا هؤلاء الصحفيون والسياسيون والطلاب وغيرهم يقبعون في السجون؟ بمعنى أنها كانت تمارس دورها الحقوقي المكفول في مواثيق وقوانين الأمم المتحدة.
لكن للأسف -كما يقال- لا تمتلك المنظمات الدولية أدوات ضغط مؤثرة على المليشيات الحوثية، وكما هو معروف فالمليشيا الحوثية ليس لها أي مرجعية قومية، ولا تخضع لأي قانون دولي، ولا تخضع لأي من المنظومة الأخلاقية أو الدولية، ولا يهمها من هذا كله شيء.
– بعد كل التعذيب، ومرارة الاختطاف التي استمرت لسنوات.. كيف تلقيتم خبر الإفراج عنكم؟
عندما زارنا الصليب الأحمر الدولي ونحن في سجن عبدالقادر المرتضى في معسكر الأمن المركزي، وأخبرنا أنّ هناك صفقة سيتم تحريرنا فيها، لم تكن مشاعرنا تصدق هذا الخبر بشكل قطعي، لكثرة ما تم التلاعب بمشاعرنا سابقًا من قبل مليشيا الحوثي وإيهامنا بالخروج من السجون، لم نكن نريد صدمة جديدة، صحيح كان هناك فرحة لكنها كانت فرحة ممزوجة بالحذر لم نصدق بالشكل الكامل.
حتى عندما وصلنا إلى مطار صنعاء، كان يتم التلاعب بمشاعرنا، ولم نصدق حتى عندما أقلعت الطائرة الأولى للصليب الأحمر، لكننا صدقنا وفرحنا عندما كنا في الطائرة الثانية ووجدنا أنفسنا نحلق على متنها في سماء محافظة مأرب، الفرحة كانت كبيرة بعد ثمان سنوات من الاختطاف، ومن التعذيب النفسي والجسدي والحرمان من أبسط الحقوق، وكذا الحرمان من العائلة والأهل، وأكيد خروجنا هو ولادة، وبداية عمر جديد، أن تخرج من سجون مليشيا الحوثي هذا يعني أنك تحيا من جديد.
– ما الذي تود أن تقوله في نهاية هذا اللقاء؟
أوجه رسالتي لكل الزملاء الصحفيين الذين كان لهم دور كبير جدًا في إيصال قضيتنا إلى كل محافل حقوق الإنسان، وأيضًا لكل المهتمين بحرية الرأي والتعبير والصحافة، أفراد ومنظمات ومؤسسات أن نستمر في هذا النضال الحقوقي والصحفي للإفراج عن بقية الزملاء المختطفين والمخفيين قسرًا في سجون مليشيا الحوثي، ينبغي علينا أن نحرص على أن لا يفلت المجرمون ومنتهكو حقوق الصحفيين، ومن مارس التعذيب على الصحفيين، من العقاب الرادع في المحاكم المحلية والدولية، بيننا وبينهم القضاء سواءً طال الزمن أو قصر لينالوا الجزاء العادل، وهذا أقل ما يجب علينا أن نقوم به، إذا أردنا أن نحافظ على أقل مستوى من حرية الرأي والتعبير خاصة في ظل ما شهدته الصحافة من تجريف على أيدي المليشيا الحوثية.
– سؤال أخير.. من هو توفيق المنصوري؟
توفيق المنصوري صحفي حر يؤمن بحرية الرأي والتعبير والتفكير لذلك سلبته المليشيا الحوثية 8 أعوام من عمره في سجونها، كغيره من الصحفيين واليمنيين الذين سُلبوا سنوات من أعمارهم أو حياتهم وحتى كل أعمارهم منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014.
وسيستمر في النضال في سبيل ما يؤمن به من قناعات وأفكار لا تعارض الثوابت الدينية أو الوطنية أو الجمهورية، وأيضاً مصمم على مواصلة كفاحي من أجل إطلاق سراح زملائي وكل المختطفين في سجون مليشيا الحوثي.