مشروعية ونصِّاب البرلمان… كيف أحرق الحوثيون و”صالح” آخر أوراقهم؟!
أكمل الحوثيون وحزب الرئيس اليمني السابق المؤتمر الشعبي العام، اليوم السبت، المسرحية الهزلية في البرلمان، باحثين عن “شرعية” لـ”المجلس السياسي” الذي دعا إليه تحالفهما، ويبدو أن البرلمان الماضي في طريقه نحو “دسّترة” عقيمة لهذا المجلس، قد أحرق آخر أوراق الحليفين. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عدنان هاشم:
أكمل الحوثيون وحزب الرئيس اليمني السابق المؤتمر الشعبي العام، اليوم السبت، المسرحية الهزلية في البرلمان، باحثين عن “شرعية” لـ”المجلس السياسي” الذي دعا إليه تحالفهما، ويبدو أن البرلمان الذي يمضي في طريقه نحو “دسّترة” عقيمة لهذا المجلس، قد أحرق آخر أوراق الحليفين.
فمنذ الوهلة الأولى كانت الدعوة التي أطلقها رئيس المجلس يحيى الراعي ليست دستورية ولا قانونية فدعوة أعضاء مجلس النواب للانعقاد وهذا يعد عملا باطلا اذ لا يجوز دعوة المجلس الا بقرار من الرئيس أو هيئة رئاسة المجلس بتوافق أعضائها الأربع، وجاءت الدعوة فقط من الراعي والنائب أكرم عطية فيما يقف محمد الشدادى نائب رئيس المجلس وحمير الأحمر مع الشرعية فمن حيث الدعوة فهو باطل.
البرلمان المنتخب عام 2003م، جرى التمديد له عام 2011م من المبادرة الخليجية التي تشترط التوافق لأغلبية الكُتل البرلمانية لتمرير أياً من القرارات والقوانين، وبدون أحكام المبادرة لا شرعية تمرير أغلبية لأي طرف.
كما أن إلغاء “رئاسة” الجمهورية واستبدالها بمجلس من عشرة أشخاص هو تعديل للدستور اليمني الذي أعلن الحوثيون وصالح عن عودة العمل به مجدداً، وهذا يحتاج إلى طلب يقدمه ثلث المجلس ثم موافقة ثلاثة أرباع أعضاءه ثم يعرض بعد شهرين إلى استفتاء شعبي وليس أغلبية في البرلمان. كما جاء في المادة (158).
تكتم الحوثيون عن أسماء الحاضرين فيما كشفوا أن الحضور كان (143) نائباً، من أصل (301) وسط تكهنات بدفع أنصارهم لملء قاعة المجلس، كما تحدث بذلك مراسل “يمن مونيتور” الذي حضر جلسة اليوم؛ وهو ما يعني عدم اكتفاء النصِّاب، بالرغم من كون الجلسة غير دستورية.
سكرتارية المجلس أشارت إلى أن (26) نائباً في عداد الموتى، ويريد الحوثيون من وضع هذا الرقم إلى جانب أن الحضور (143) الوصول إلى أن عدد أعضاء المجلس (275) الذين سيعتمد عليهم التصويت ولأجل النصِاب فإن الحوثيين وصالح يريدون الوصول إلى نصف العدد+1 ما يعني (138).
قال تلفزيون روسيا اليوم إنه أحصر (120) في الجلسة، مايعني عدم الوصول إلى العدد المطلوب لعقد الجلسة فضلاً عن البدء بالتصويت. استمرت الجلسة ساعة واحدة وبطريقة سريعة أعلن يحي الراعي الموافقة الحاضرين ومباركتهم المجلس السياسي، دون حتى رفع الأيدي علاوة على الوقوف.
“يمن مونيتور” وعلاوة على تأكيد المراسل أن بعض الجالسين على مقاعد البرلمان ليسوا أعضاءً فيه، إلا أن الصور التي نشرتها مواقع إخبارية موالية للحوثيين، أحصى الموقع فقط (104) شخصاً مع بدء الجلسة.
مساءً وفي الإعلام التابع للحوثيين والرئيس اليمني السابق، ورصدها “يمن مونيتور”، جرى الحديث مجدداً عن تأييد (10) من أعضاء البرلمان في الخارج لما يسمى المجلس السياسي؛ ليضعوا أرضية ممزقة ليستندوا إليها في تشّريع المجلس.
وبالتالي فإن “الحوثي-صالح” أحرقوا آخر الأوراق التي ظلوا يهددون بالحصول على شرعية موازية للشرعية المنتخبة الممثلة بانتخاب الرئيس اليمني؛ علاوة على أن الهدف الأخر كان إنهاء “شرعية” الرئيس المنتخب بالموافقة على استقالة جرى سحبها لـ”هادي” وحكومته.
تحاول وفود لـ”الحوثي- وصالح” متعددة إضافة إلى نشاط إيراني مكثف لدول العالم من أجل الترويج لهذا المجلس بمجرد الموافقة عليه من شرعية “وهمية” للبرلمان، وبفشل ذلك أحرقوا آخر الأوراق لإدارة البلاد و بالحصول على قبّول دولي بصفتهم طرفاً وليسوا منقلبين على شرعية منتخبة أقلّها الإعلان الدستوري مثلما أعلن حلّ مجلس النواب، وها هو يعيده ثم يحّله مره أخرى.