اخترنا لكمغير مصنف

حالة هلع تخيم على سكان صنعاء لعودة الحرب وشحة في الوقود والغاز المنزلي

عادت أجواء الحرب في المدن اليمنية بذات الطريقة التي كانت أواخر مارس من العام الماضي، وخلال الساعات الماضية، عاش السكان موجة من الهلع واللهث وراء تكديس المواد الغذائية.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
عادت أجواء الحرب في المدن اليمنية بذات الطريقة التي كانت أواخر مارس من العام الماضي، وخلال الساعات الماضية، عاش السكان موجة من الهلع واللهث وراء تكديس المواد الغذائية.
ومنذ فشل مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت لأكثر من 90 يوما، وتم رفعها السبت الماضي، عادت طبول الحرب لتقرع بشكل غير مسبوق، بعد هدوء نسبي شهدته منذ دخول قرار وقف إطلاق النار، حيّز التنفيذ، في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي.
وتشكل العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014، ترمومترا لباقي المحافظات اليمنية في قياس حجم الضرر من الحرب وترجيح كفة الحسم العسكري على حساب الحل السلمي.
ولا يُعرف الرقم الدقيق لعدد سكان العاصمة، لكن تقديرات غير رسمية تقول إنها احتضنت منذ اندلاع الحرب، نحو نصف مليون نسمة لجأوا للعيش فيها هربا من مناطق النزاع في محافظات يمنية مختلفة، إضافة إلى نحو مليوني نسمة هم تعداد سكان صنعاء.
وأصاب تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية في تخوم العاصمة وعودة الغارات الجوية وإغلاق المطار الجوي لمدة 72 ساعة، بشكل مبدئي، ابتداء من اليوم الثلاثاء، المدنيين بحالة هلع غير مسبوقة.
وقال سكان لـ”يمن مونيتور”، إن ملامح الأزمة ظهرت اليوم الثلاثاء وبقوة، فمع عودة الغارات الجوية المتوقفة منذ أكثر من 3 أشهر، بدأت أزمة وقود حادة في العاصمة صنعاء.
وأفاد “سامي الحكيمي”، وهو موظف في قطاع خاص، أن محطات الوقود شهدت ازدحاما غير مسبوق في ساعات الصباح الأولى، رغم زيادة مبلغ ألف ريال خلال ساعات فوق السعر المتداول أمس للجالون من مادتي البنزين والديزل؛ لكن غالبيتها امتنعت بعد ذلك عن البيع”.
وأضاف الحكيمي، في حديثه لمراسل “يمن مونيتور” أن اندفاع الناس لتموين الوقود جعل تجار المشتقات يمتنعون عن بيعها خوفا من عملية حصار قد تتعرض لها العاصمة، وقد يعودون غدا للبيع ولكن بأسعار مبالغ فيها.
وكانت شركة النفط الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قد أعلنت الأسابيع الماضية، أنها اتفقت مع تجار السوق السوداء للمشتقات على بيع الجالون الواحد من مادتي البنزين والديزل بـ3600 ريال(حوالي 13 دولار بسعر السوق السوداء).
وعلى الجانب الآخر، كانت مستودعات بيع المواد الغذائية والاستهلاكية، تشهد اقبالا على غير العادة، وذكر تجار لـ”يمن مونيتور”، أن تدفقا للسكان بدأ منذ ساعات الصباح مع انتشار نبأ إغلاق المطار وعودة الغارات”.
وقال أحد التجار في شارع هائل، وسط العاصمة “الوضع المادي للناس حاليا لا يسمح بالتكديس، البعض كانوا يسألون من الباب عن أسعار بعض المواد ويغادرون، يريدون الاطمئنان فقط”.
وأضاف التاجر الذي طلب عدم ذكر أسمه لـ”يمن مونيتور”: “ليس هناك ما يستدعي القلق، المواد الغذائية مستقرة وخلال الفترة الماضية كان هناك تدفقا كبيرا من ميناء الحديدة لمختلف البضائع، صحيح أن هناك بعض ضعفاء نفوس من التجار، لكن لن يموت أحد من الجوع”.
ويتخوف سكان من انعدام مادة الغاز المنزلي بدرجة رئيسية، وخصوصا مع تحول الطريق الرابط بين العاصمة ومحافظة مأرب، التي يتم منها استخراج الغاز، شرقي البلاد، إلى منطقة عسكرية.
وقال أحد السكان لـ”يمن مونيتور: إن اسطوانة الغاز المنزلي ارتفعت خلال ساعات فقط من 3 ألف ريال إلى 3800 ريال، ومرشحة للارتفاع أكثر خلال الساعات القادمة.
وخلال الأشهر الأولى من الحرب، ظلت العاصمة صنعاء محافظة على تماسكها خلافا لكل المحافظات اليمنية، وهو ما جعلها منطقة خضراء يقصدها جميع الفارين من المعارك، ولتوفر جميع الخدمات فيها، كما ارتفعت فيها قيمة المساكن، لكن الأيام القادمة، تحمل مؤشرات سلبية للسكان.
وقال توفيق الحماطي، وهو من سكان حي الروضة شمالي العاصمة لـ”يمن مونيتور”: ” دعوات الجيش الموالي للحكومة للمدنيين بالابتعاد عن مصادر نيران الحوثيين مثيرة للقلق، فصنعاء مفخخة بالمعسكرات، وهذا يعني انها جميعها ستشهد أعمال عنف وقصف”.
وأضاف، “خلال اليومين الماضيين، كنا نسمع بوضوح تبادل القصف المدفعي في نهم لقربنا من المطار، خلافا للأحياء السكنية وسط صنعاء أو في أطرافها الجنوبية، ورغم كل ذلك، نآمل أن يلجأ أطراف الصراع إلى تحكيم ضمائرهم والتوقيع على اتفاق سلام بشكل عاجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى