رعي الماشية في سهول تهامة اليمنية..مهنة شاقة مهددة بالجفاف وألغام الحوثيين
يعتبر السهل التهامي الممتد من باب المندب على سواحل البحر الأحمر إلى الحدود السعودية، من السهول الأكثر خصوبة وتعرف بأنها المصدر الرئيسي لتزويد الأسواق اليمنية بالمواشي ذات اللحوم الجيدة يمن مونيتور/ الحديدة/ خاص
يعتبر السهل التهامي الممتد من باب المندب على سواحل البحر الأحمر إلى الحدود السعودية، من السهول الأكثر خصوبة وتعرف بأنها المصدر الرئيسي لتزويد الأسواق اليمنية بالمواشي ذات اللحوم الجيدة، لكن رعي المواشي بات مهددا في ذلك السهل بـ”الجفاف” من جهة، وألغام الحوثيين، وخصوصا في المناطق التابعة لمحافظة حجة، من جهة أخرى.
وتصل عدد أسواق الماشية، في سهل تهامة، إلى 15 سوقاً محليا، تنتشر في 26 بلدة تتبع محافظة الحديدة، غربي البلاد، أبرزها، أسواق “المراوعة، باجل، وبيت الفقية”، التي تقوم بتصدير المواشي منها إلى جميع المحافظات اليمنية لجودة لحومها.
وحسب تقرير صادر عن الهيئة العامة لتطوير تهامة في العام 2014م ، فان 20% من سكان السهل التهامي الممتد من منفذ الطوال شمالاً وحتى مضيق باب المندب جنوباً، يتخذون من مهنة رعي الماشية، مصدردخل أساسي، يمكنهم من البقاء.
وتعد رعي الماشية، من أكثر المهن القاسية، لاسيما في سهول تهامة الممتدة على شاطىء البحر الاحمر، فعلى الرغم من درجة حرارة الصيف المرتفعة، إلا أن الجفاف وقلة الأمطار يجعل رعاة الماشية يقطعون عشرات الكيلو مترات للبحث عن مراعي لماشيتهم، كما أن ألغام الحوثيين باتت تشكل مصدر خطر على حياتهم.
الحاج أحمد شرامه ( 56 عاماً) أحد هؤلاء الرعاة المنحدرين من بلدة “جميشة” في منطقة “كيلو 16” الذين يقطعون عشرات الكيلو مترات في سهول تهامه، التقاه مراسل “يمن مونيتور” في منطقة المراوعة، شرقي الحديدة.
يقول “شرامة”: قبل بداية الحرب، من ثلاثين عاما، وأنا أزرع أرضي التي تمتد بمسافة “6” معادات (حوالي كيلو متر مربع) بالأعلاف والحشائش، ومنها كنت أقوم بعلف قطيع الأغنام الذي تراه أمامك، إضافة إلى “2” من الأبقار يتواجدون بالمنزل.
وعن سبب تركه للمنطقة وقدومه لهذه الأرض التي تبعد بحوالي 23 كم من البلدة التي يسكن فيها، يقول أحمد “مع بداية الحرب نهب العسكر “أفراد اللواء العاشر”كل ما أملك من الأرض وحولوها إلى متارس مدعيين بأنها من أملاك الدولة كونها تقع في محيط اللواء.
ويضيف، “بعد حوالي شهرين تفاجئنا بنزول لجنة عسكرية وتم تقسيم الأرض للعسكر، طالبنا بحقوقنا لكن لا حياة لمن تنادي، السلاح فوق رؤوسنا، حتى الرعي ما سمحو لنا نرعي فيها، متسائلا: لماذا جيش بلادنا ينهب حقوقنا، بدلاً من حمايتتا؟ هل نحن التهاميين نعيش تحت في مستعمره؟.
“آمنة الحسني” (50 عاما) واحدةً من رعاة الماشية في سهل تهامة، رفضت في البداية الحديث معنا والتصوير، ولكن بعد محاولات تحدثت إلينا عن معاناتها، حيث وجدناها تقوم بجلب أعلاف الماشيه من إحدى المزارع الواقعة في أطراف مدينة باجل، إحدى البلدات الشرقية في سهل تهامة والتي تعاني التهميش والحرمان في مختلف الخدمات.
وتروي “الحسني” لـ”يمن مونيتور” قصتها وكيف بدأت عملها في الرعي وتربية الماشية وتكفلها برعاية أسرة مكونة من “4” أطفال وزوج معاق حركياً، تعرض قبل ست سنوات لحادث مروري أثناء عودته من عمله في محافظة المحويت، ما تسبب له في إعاقة، وارتجاج في الدماغ.
وأضافت باللهجة العامية “يابني حفظك الله مش صعب اني اخرج الشارع واشحت، بجمّع أموال وبصرف على زوجي وعلى عيالي، لكن صعب والله العظيم، صعب عليا أن اتخلي عن كرامتي، وهذا الشي دفعني لبيع ذهبي وقمت بشراء “8” رؤوس غنم، قبل اربع سنوات، والآن وصل عددهن إلى “20” رأس والحمد لله، بناتي يدرسوا والحمد لله على كل حال هكذا كتبت لنا الظروف”.
وعن الصعوبات التي تواجهها الحاجه “آمنه” تقول: “بعض اصحاب المزارع يجادلوا “يرفضون” السماح للرعيان بالرعي أو جمع الأعلاف، ما يجعلنا نقطع مسافة بعيدة عشان نحصل على ما يمكننا أن نقدمه للماشية، برغم حرارة الشمس القاتلة”.
وفي ساحل تهامة الذي تشهد بعض مناطقه، وخصوصا التابعة لمحافظة حجة، شمالي غربي اليمن، معارك متواصلة بين الجيش اليمني الموالي للحكومة والحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لقي عدد من الرعاة مصرعهم بألغام زرعها الحوثيون في تلك المناطق، تحسبا لتقدم القوات الحكومية، وفقا لتقارير حقوقية.
وقال أحد مسؤولي السلطة المحلية في بلدة “المنيرة” القريبة من بلدة “ميدي” التابعة لمحافظة حجة، لـ”يمن مونيتور”، إن 2 منهم من رعاة الماشية قتلو بأنفجار لغم ، زرعه الحوثيون في جبل النار على أطراف بلدة المنيرة شمالاً في شهر إبريل/ نيسان الفائت