في ذكراها الرابعة والثلاثين… تمسك شعبي كبير بالوحدة اليمنية رغم المخاطر التي تهددها!
يمن مونيتور/إفتخار عبده
تحل اليوم الذكرى الرابعة والثلاثون للوحدة اليمنية، وتأتي هذه المناسبة في ظل وضع مأساوي مرير تعيشه اليمن طوال سنوات الحرب التي شهدت خلالها الوحدة اليمنية تهديداتٍ كبيرة ومحاولاتٍ كثيرة للقضاء عليها.
قوى داخلية ممولة خارجيًا تعمل جاهدة في محاولة فك الشمل بين الشمال والجنوب مدعية بذلك حبها للجنوب، زاعمة بناء دولة مستقلة عن الشمال.
ويعمل المجلس الانتقالي منذ تأسيسه على زعزعة الأمن والاستقرار داخل الجنوب اليمني محملًا الحكومة الشرعية سوآته، في الوقت الذي يرى فيه الشعب الجنوبي أن التمسك بالوحدة هو السبيل الوحيد للنجاة من بطش الانتقالي وتنكليه.
وعلى الرغم من المخاطر التي تهدد بقاء الوحدة اليمنية إلا أن الشعب ما يزال واعيا ومتمسكًا بها؛ فهي القدر الجميل الذي منَّ الله على اليمن واليمنيين به، بحسب قولهم.
وبهذه المناسبة يحتفي اليمنيون بوحدتهم مؤكدين بأنها لن تفنى، وأنها سبيلهم الوحيد في التخلص من المليشيات وبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدونها.
بهذا الشأن يقول ضيف الله الصوفي ( صحفي ) خلال سنوات الحرب الحوثية على اليمن، شكلت الميليشيات خطرًا حقيقيًا على الوحدة اليمنية، وعلى الصف الجمهوري الموحد؛ وسعت لهدم العلاقة بين المكونات السياسية، وكرست جهودها لتفكيك أواصر الدولة ومؤسساتها ووحدة الشعب والمجتمع”.
وأضاف الصوفي لـ” يمن مونيتور” وعلى الرغم من ذلك فإن الوحدة اليمنية ما زالت محطةً سياسية خالدة في أذهان اليمنيين، ومن الصعب نسيانها أو تجاهلها مهما سعت الجماعة الحوثية أو غيرها من الأطراف لمعمعة الوضع الداخلي للبلد”.
الوحدة هي حارس الدولة
وأردف’ يتمسك اليمنيون بالوحدة؛ نظرًا لما لها من تأثير كبير في النفوس؛ الوحدة ساهمت في لملمة الشمل وإنهاء الشتات خلال العقود الماضية، وما زالت تمتد حتى اليوم وتشكل حارسًا للجمهورية والدولة، فمن خلال الاصطفاف الوطني والتركيز على استعادة الدولة بما فيها العاصمة المختطفة صنعاء، سيعيد بالتأكيد للوحدة قيمتها الجمهورية هيبتها الدائمة”.
وتابع” نأمل أن تحيي ذكرى الوحدة اليمنية، روح السلام في أبناء الشعب اليمني لاستئناف مفاوضات السلام وتنفيذ خارطة الطريق التي رسمها مؤخرًا المبعوث الأممي “هانس غروندبرغ”، وأن يتضح مسار الملف اليمني نحو قيام دولة اتحادية، وتوافق لتحقيق الشراكة في السلطة وفقًا لمخرجات الحوار الوطني والمرجعيات المحددة”.
في السياق ذاته يقول د/ عبد القادر الخلي( أكاديمي وناشط سياسي” الوحدة اليمنية هي ثاني أهم منجز تم تحقيقه بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وهي قيمة وجدانية لدى الشعب اليمني، فقد كانت إحدى سمات الحضارات اليمنية القديمة في الممالك السبئية والميعنية والقتبانية التي كانت تميل نحو الوحدة.. وهي سمة لدى كل اليمنين الذي يحبونها”.
وأضاف الخلي لـ” يمن مونيتور” تمسك اليمنيين بالوحدة لا يأتي من فراغ؛ فهم مدركون تمامًا أهمية الوحدة فبها يستطيع الشعب اليمني تجاوز كل المعوقات، وبالوحدة تستطيع اليمن أن تلعب دورًا إقليميًا كبيرًا في القضايا الإقليمية”.
قيمةٌ دينية
وأردف” الوحدة هي قيمة دينية قبل أن تكون قيمة وطنية فالدين دعا إلى التمسك بالوحدة ولم الشمل، ولهذا تجد الشعب اليمني متمسكًا بوحدته رغم محاولات بعض القوى زرع الفرقة ونشر الهويات الطائفية والمذهبية، فالشعب يرى أن الوحدة استحقاق وطني حققه الشعب اليمني”.
وأشار الخليّ إلى أن” الوحدة اليمنية منجز حضاري حققه اليمنيون بوسائل سلمية أدت إلى إعادة اللحمة اليمنية وإعادة لم الشمل اليمني بعد أن عاش مقسمًا مجزأ تحت ظلم الإمامة والاستعمار البريطاني لفترة طويلة”.
ولفت إلى أن” أن الوحدة اليمنية بالنسبة لليمنيين مثلها مثل العقيدة، فهي جزء من مصيرنا ومن تراثنا وحضارتنا.. وتمسكنا بالوحدة يعني تمسكنا بالإخاء والمساواة، فهي التي أعادت للإنسان اليمني كرامته وعزته وشعوره بالانتماء إلى هذا الوطن”.
وبيّن الخلي في حديثه لـ” يمن مونيتور” أن” الوحدة اليمنية لم تقم في يوم وليلة؛ بل أتت عبر مراحل طويلة خاضتها القوى الوطنية بدءًا من اتفاقية 1972م، ثم اتفاقية 1979م ثم اتفاقية 1982 واتفاقية 1989م ثم 1990، وهذه الاتفاقيات هي التي وضعت الأسس القانونية والمبادئ التي قامت عليها الوحدة”.
وأكد أن” الوحدة اليمنية جاءت بعد مراحل من النضال الوطني في شمال اليمن وجنوبه فكل القوى السياسية شاركت في ترسيخ الوحدة التي كانت مطلبًا من مطالبها وقد كان شعار الوحدة هو أحد أسس وبرامج الأحزاب والجمعيات العمالية والمجتمع المدني والقوى السياسية في مختلف مناطق اليمن.. وكانت تعمل ليلًا ونهارًا من أجل تحقيق الوحدة”.
وواصل” ليس عجيبا اليوم أن يتمسك الشعب بالوحدة، فوجودها لم يأت على سهل وتحقيقها لم يكن بسيطًا كما أن انتهاء الوحدة يعني عودة اليمن إلى الهاوية من جديد”.
واختتم” إن طوق النجاة لليمنيين مما يحدث اليوم هو الالتفاف حول الوحدة؛ فهي التي ستؤدي إلى تجاوز كل هذه المصاعب؛ لأن التشرذم والتقزم يؤدي إلى تفتيت المجتمع اليمني، وتفتيت الهوية اليمنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي؛ لذا من الضروري الالتفاف حول الوحدة والشرعية اليمنية والعيش تحت راية الوحدة اليمنية ودستورها”.
من جهته يرى أحمد أبو النصر( ناشط سياسي وإعلامي) أن ” الوحدة اليمنية ليست مجرد حدث ينتهي بانتهاء تاريخ حصوله، أو متى ما أراد أصحاب المصالح الخاصة أن ينهوا هذا الحدث؛ إنما هي عملية بناء مستمرة، يرتبط بها بناء الدولة واقتصادها واستقلالها”.
وأضاف أبو النصر لـ” يمن مونيتور” الوحدة وحدة قلوب ووحدة الشعب التي نحتفي بها اليوم هي التي تذوب أمامها كل المستحيلات، وتخرس أمامها أبواق المناطقية والسلالية”.
وتابع” الوحدة قوة، وقوة الإرادة الشعبية أعظم قوة، فلا مخرج لنا من دائرة العنف والاحتراب إلا بالوحدة؛ فهي قوتنا وعزتنا وهي نصرنا الذي ننشده؛ فبالوحدة نستطيع أن نجبر العالم على الانحناء لنا”.
من جهته يقول علي سيار” الوحدة اليمنية هي السياج العظيم الذي التف على خصر البلاد من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب وحفظ البلاد من الانزلاق مرة أخرى في مهاوي الاستعمار السحيق ومهالك الشتات والتشظي”.
وأضاف لـ” يمن مونيتور ” إنه اليوم التاريخي العظيم الذي ظل يسكن في الأرواح وخلجات الأنفس؛ إذ كان لأمتنا اليمنية موعد مع القدر بانبلاج فجر جديد أشرقت شموسهُ على سفوح أرض السعيدة من أقصاها إلى أقصاها”.
وأشار إلى أنه” في الـ 22 من مايو عام 1990م كانت لحظة الميلاد الأولى لليمن الاتحادي، لحظة الانبلاج المهيب والتجلي ،ذلك اليوم العظيم الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية الخالدة وعادت اللحمة إلى الجسد الواحد”.
وتابع” بتحقيق الوحدة اليمنية حقق اليمنيون الهدف المنشود والغاية وعادت لليمن وحدة الأرض والحضارة والعراقة و أصبحت محط أنظار الأمم كنموذج ينتصر لإرادة شعبه ويصنع الوحدة في زمن التشظي”.
وواصل” كانت الوحدة اليمنية مكسباً تاريخياً عظيماً لا يقدر بثمن، وكانت يوماً من أيام اليمن واليمنيين و لم تكن تلك الفكرة المباركة وليدة ليلة وضحاها ولم تأت عفويةً؛ بل إنها مطلب جماهيري منذ الأزل”.
واختتم” اليوم نحتفي بهذه المناسبة وكلنا سعادة وسرور؛ لأننا نحيي مجدًا تعب من أجله آباؤنا ونمضي على عهدهم ونحافظ على المكسب العظيم الذي حققوه لنا”.