من الطبيعي جدا والمستحب في الحروب أن تجد في صف أعدائك من يسخر نفسه لمحاربتك إعلاميا بشتى الطرق، حتى ذلك الطريق الخبيث وهو ادعاء الخوف عليك مما سيؤول إليه مصير موقفك في الحرب والتفاني في هذا الخوف حد إبداء النصائح لك والتي ستخرجك من ورطتك وأزمتك حسب نظره.
من الطبيعي جدا والمستحب في الحروب أن تجد في صف أعدائك من يسخر نفسه لمحاربتك إعلاميا بشتى الطرق، حتى ذلك الطريق الخبيث وهو ادعاء الخوف عليك مما سيؤول إليه مصير موقفك في الحرب والتفاني في هذا الخوف حد إبداء النصائح لك والتي ستخرجك من ورطتك وأزمتك حسب نظره.
فمثل هذا الكير الإعلامي يهدي لك عيوبك كي تتلافاها ووجوده حتمي ضمن ضرورة الحرب النفسية المرادفة لحرب الميادين والخنادق.
ومن الطبيعي جدا أن يقوم العدو بنشر أقلاما في صفك أنت من أجل شق وحدة هذا الصف، بنشر دعاوى وأباطيل مفتراه وتحريضات لا حد لها، فهكذا هي متطلبات الحروب في قاعدة الحرب خدعة.
لكن من الصادم والمفزع أن تقوم أقلام مثقفة لها باع في المقاومة والتضحية بالقيام بهذه المهام التدميرية لوحدة الصف نيابة عن العدو نفسه وبسعة غباء كبيرة من أجل التندر فقط.
فقد صار من أبشع نقائص المقاومة التي لاحظها الكثير فكرة المناطقية والعنصرية التي نكافح تمددها في هذه الحرب. أصبحت تزكية منطقة على منطقة أخرى باستنقاص أحدهما ودورها في المقاومة أو المواجهة ديدن كثير من الأقلام كمساعدة مجانية لحملة العدو العنصرية والمناطقية والطائفية.
إن الصاق المسبة على مدينة كإب مثلا، رغم تضحياتها الجسام يعد من سفاهة العقل والقول، ورغم أن تعداد مناقب مدينة إب يعد في نظري من باب تشجيع المناطقية إلا أن السكوت عن هكذا أقلام هو العار نفسه.
يجب ألا ننجرف في خفة الدم وخفة العقل فنجعل النكتة هي الشائعة لتدمير تلاحم المقاومة، فالنكتة دارجة للأسف ونحن واقفون عن التقدم بأفعالنا سواء كانت مجزية أم مخزية.
ولنعلم أن الذمم تشترى في كل منطقة وأن أذرع صالح تشعبت في كل مفصل ومدينة فدولته كانت عميقة جدا في شراء الولاءات، وليس شيء آخر.
فليس هناك دماء من مرق كما يحلو لخفيفي العقول أن يسطروا للأجيال القادمة عن محافظة إب التي سالت دماء أبنائها على كل أرض في اليمن ومنها رجال باعوا المصالح من أجل الوطن فقط.
فماذا تركنا لإعلام العدو إذا نحن أشعلنا محرقة المناطقية نحن؟!