الحوثيون يحشدون في ذمار.. خسارة معركة تعز يعني “كربلاء” ثانية في صعدة
على طريق نهجهم المعروف بالقتل والتدمير، وكبقية المحافظات التي عاشت ويلات الحرب، يسعى الحوثيين لتفجير الوضع في محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء وخلق أجواء مشحونة بالقتل والدمار مستخدمين شتى الطرق وبأي تكلفة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على طريق نهجهم المعروف بالقتل والتدمير، وكبقية المحافظات التي عاشت ويلات الحرب، يسعى الحوثيين لتفجير الوضع في محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء وخلق أجواء مشحونة بالقتل والدمار مستخدمين شتى الطرق وبأي تكلفة.
هكذا تحسبها جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق والمخلوع صالح فما أن وضعوا أيديهم في محافظة ذمار في أكتوبر من للعام 2014م، حاولت القوى المناهضة لها التصدي لهذا الانقلاب فانطلقت وخرجت التظاهرات السلمية بحشود غير مسبوقة رافضه لهم فقوبلت تلك الاحتجاجات بموجة عنف طالت كل فئات وشرائح المجتمع من أكاديميين و أطباء و صحفيين و ناشطين و تربويين و أطفال و نساء و مسنين سواء في الريف او المدينة و هاجمت عددا من القرى و المديريات بالأليات العسكرية و المدرعات لإخضاع القبائل لسلطتها القمعية و غير الشرعية.
وتعيش محافظة ذمار وضع أنساني معقد جدا، حيث أصبح أغلبية أبناء المحافظة يقفون موقف المتفرج لتحرير المحافظة من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق والمخلوع لتعيش المحافظة حالتها الطبيعية، في ضل الوضع التي تفرضه الحوثيين بقوة السلاح.
وفي زيارة خاطفة استمرت لساعات للقيادي الحوثي المدعو “أبو علي الحاكم” قبل أيام حث أنصاره إلى رفد مقاتلين جدد إلى جبهات القتال على مختلف المناطق، جاء ذلك خلال اجتماعه بقيادات حوثية مختلفة بدار الضيافة بذمار.-حسب مصادر حوثية تحدثت لـ”يمن مونيتور” فضلت عدم الكشف عن هويتها.
وحسب المصادر: “وقال الحاكم: إذا خسرنا معركة تعز، فذلك يعني أن نسمح بحدوث كربلاء ثانية في صعدة”.
وأضاف “أن جبهة الحدود هي فقط لتحسين شروط التفاوض، وحلها بسيط جدا، وبشخطة قلم، بعكس جبهة تعز، التي ستكون في حالة تراجع أنصار الله، بداية لثورة انتقامية من جميع الأسر الهاشمية وعلى رأسها السيد عبد الملك وأسرته المجاهدة”.
وحذرهم من الركون إلى المناصرين من القبائل، لأنهم مع من غلب، ويمكن شراءهم بالمال، وطلب إزاحتهم من المناصب المهمة وفقا للتوجيهات.
وأضاف: يكفينا 50 عاما من الذل والهوان، ومن كانوا يقاتلوننا في الحروب الست، هم اليوم يقاتلون من أجلنا، وهذا فضل من الله على آل البيت، وإذا لم يستغلوا هذه النعمة ويتسلحوا بالوعي ويحافظوا على الجبهة الداخلية، فسيجدون أبناء تعز والحديدة مدراء ومسؤولين عليهم في صعدة وحجة وعمران.
وفرض عليهم عشرة مقاتلين من كل عزلة أو مركز، وأي عزلة تتأخر عن رفد الجبهات بالمقاتلين من أبناء القبائل، يلتزم المشرف والمكلفين بالتجنيد الذهاب بأنفسهم إلى الجبهة المحددة حسب توجيهات غرفة العمليات.
فضلا عن ذلك يمارس مئات المسلحين من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق عملية الابتزاز بشكل ممنهج وبطريقة همجية تحت عددا من المسميات منها “المجهود الحربي، واللجان الأمنية والثورية” وعشرات المسميات.
وفي السياق ذاته يعاني ويشكو عشرات التجار وأصحاب المحال التجارية في المحافظة الإجراءات التي تتخذها مليشيات الحوثيين ضدهم، ونهب وسرقة وإغلاق المحلات التجارية بقوة السلاح، بفرض هيمنة الطيش والجنون.
الاختطافات والاعتقالات حلت المرتبة الأولى في قائمة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات جماعة الحوثي و المخلوع صالح بحق المدنيين في ذمار، حيث تصاعدت وتيرة الاختطافات في مدينة ذمار، حيث بلغت مستويات غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الحالي، تتجاوز ما ارتكبته من جرائم الاختطاف في 2015 بنسبة كبيرة .
جرائم الاغتيالات ضد السياسيين والقيادات العسكرية والنشطاء لم تتوقف منذ سيطرة المليشيات الانقلابية على ذمار، وتشير الدلائل الى ان جماعة الحوثي والمخلوع تقف وراء تلك الاغتيالات التي شهدتها محافظة ذمار.
المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة ذمار بدورة أكد على أهمية تحرير المحافظة من الحوثيين الانقلابية التي أسفرت عن انهيار المحافظة وسقوطها منتظرين بذلك شارة الصفر لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المحافظات.
انطلق المجلس في ترتيب صفوف مقاومة ذمار وفتح باب التجنيد في محافظة مأرب عاصمة المقاومة والشرعية، و قد شهدت معسكرات الاستقبال التي اعلن عنها المجلس الأعلى لمقاومة ذمار اقبال كبير من قبل ابناء محافظة ذمار.
تم الإعلان عن تأسيس لواء عسكري متكامل تابع لمحافظة ذمار و تدريب أفراده و تسليحهم خلال فترة وجيزة ، اضافة الى تجهيز الاف المقاتلين من منتسبي المقاومة الشعبية من ابناء ذمار ، حيث بات ابطال مقاومة ذمار و كتائب من اللواء 203 مشاه ميكا يشاركون ببسالة في جميع جبهات القتال بمحافظتي مأرب و الجوف الى جانب الجيش الوطني في محاربة المليشيات الانقلابية .
ذمار تدفع تكلفة الحرب باهظة الثمن
عشرات الشهداء والجرحى قدمتهم محافظة ذمار للدفاع عن الوطن في عددا من الجبهات أبرزها الجوف ومأرب، في المقابل خسرت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق مئات المقاتلين والذين يلقون مصرعهم في كثير من الجبهات، وتعد ذمار الرافد الأساسي في المقاتلين من مليشيا الحوثي.
محافظة ذمار قدمت أكثر من 235 شهيدا و 409 جرحى من جميع مديريات محافظة ذمار في حربها مع الحوثيين في كل الجبهات دعما للشرعية بينهم 182 شهيدا في جبهه مأرب و الجوف وحدها ، و يتوزع بقية الشهداء خلال التصدي للحروب التي شنتها المليشيات على مديريات عتمة و آنس و الحداء و ميفعة عنس و غيرها من مديريات ذمار، بحسب ما افاد به مصدر في المقاومة الشعبية والمجلس الأعلى لتحرير محافظة ذمار.
على غرار ذلك خسرت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق قرابة 7000 الف شخص واغلبيتهم من الأطفال، والذين نالوا النصيب الأكبر من هذه الحرب التي أصبحت نتائجها محسومة.
ناشطون وسياسيون أكدوا على وضع تحرير محافظة ذمار ضمن أولويات الاستراتيجية العسكرية و التسريع في تحريرها لأهمية موقعها الجغرافي، مؤكدين على أهمية المحافظة بشكل كلي.
كما ذكرت مصادر مطلعة لمراسلة يمن مونيتور في مديرية الحداء بذمار ان المليشيات الحوثية اقتطعت مبلغ 2000 ريال على كل موظفي التربية بالمديرية ، هذا وقد استنكر الكثير من التربويين بالمديرية اقدام المليشيات على نهبهم مبالغ مالية من رواتبهم واقوات أبنائهم لدعم جبهاتهم لقتل اليمنيين.
تزايد الخلافات بين الحوثيين وأنصار صالح
في الآونة الأخيرة تزايدت حجم الخلافات بين عناصر جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح بالمحافظة، وظهرت للعلن بشكل ملحوظ.
وقالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي بذمار لمراسلة يمن مونيتور ” أن الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثي والقيادات العسكرية الموالية لصالح تفاقمت وازدادت حدتها بشكل ملحوظ وغير مسبوق في المحافظة.
ولفتت إلى أن حدة تلك الخلافات وصلت الى درجة يصعب إخفائها عن الرأي العام، وبشكل يهدد بإنهاء التحالف بينهما في واحدة من اهم المحافظات الاستراتيجية للطرفين.
وأوضحت المصادر بأن آخر هذه الخلافات ما شهده معسكر سامة التابع لقوات ما كان تسمى بـ”الحرس الجمهوري”، الموالية لصالح، شرق مدينة ذمار قبل يومين وصل الى حد الاشتباك قبل ان تتدخل قيادات من الطرفين لاحتواء الموقف.
وأشارت مصادر اخرى، إلى أن ميليشيات الحوثي حاولت دخول المعسكر -وهو من المعسكرات الاستراتيجية لقوات الحرس – وفتح مخازن الاسلحة ونهبه.
وأضافت “رفض ضباط وافراد المعسكر في بداية الامر، وكادت أن تتطور الخلافات بينهم وبين عناصر المليشيات الى اشتباكات قبل تدخل قيادات من الطرفين لاحتواء الموقف
في ذات الوقت أصبحت منازل قيادات حوثية في ذمار نقاط تجمع لتجنيد أبناء القبائل من المحافظة وارسالهم إلى جبهات القنال بعد تدريبهم في معسكرات سرية وخاصة في عددا من المديريات بالمحافظة
وقد لوحظ مؤخرا تحركات غير مسبوقة في منازل قيادات من جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق وسط سوق الربوع “ذمار القديمة” وعددا من القرى التابعة للمحافظة أبرزها أنس وجبل الشرق والحداء، بعد تلقيهم عددا من الخسائر البشرية في عددا من الجبهات.
ويقول أحد افراد الحوثيين لـ “يمن مونيتور”: “انه يتم إلزام عددا من القبائل بإرسال مقاتلين جدد وإرسالهم إلى جبهات القتال بالقوة عبر مشرفي الحوثيين في مناطقهم.
ومن جانب أخر خصصت الحوثيين عددا من النقاط الأمنية التابعة للحوثيين مهمتها الاعتقال التعسفي ونهب المسافرين أبرزها النقطة الواقعة بمنطقة “سامة” ونقطة المحافظة الواقعة شرق محافظة ذمار على طريق محافظة البيضاء.
وأوضحت المصادر أن هذه الخلافات نشبت على خلفية قضايا مالية وحسابات بين المجني عليهما مع إحدى القيادات الحوثية الأمنية بالمحافظة، لافتة إلى أن قيادات الميليشيات في المحافظة سعت لإحتواء هذا الخلاف وحاولت بكل امكانياتها التكتيم الإعلامي الشديد عليه بعد تطوره وظهوره للعلن.
من جهته كشف مصدر من آل الديلمي بأن المسؤول اﻷمني للميليشيات الحوثية في المنطقه الشرقية لمدينة ذمار يحيى عبدالوهاب المكنى بأبو علي قام بدعم أحد مقاتلي الميليشيات المدربة والدفع به لقتل قريبيهما دونما ذنب ارتكباه ليدفعا حياتهما ثمنا له
دعم قتله ومجرمين
واتهم المصدر القيادي الحوثي أبو علي بدعم القاتل المدعو ابراهيم خبر لارتكاب جريمته ومن ثم حمايته والتستر عليه بعد ارتكابه للجريمه حسب زعمه، مؤكدا بأن القاتل وهو من عناصر الميليشيات المدربة التي خاضت عدد من المعارك، و لايزال طليقا حتى اللحظة يسرح ويمرح كما يشاء دون ان يتم القبض عليه بعد تقدمهم ببلاغ ضد هذا القاتل.
وبحسب مصادر متعددة فإن حجم الخلافات في صفوف الميليشيات الحوثية بمحافظة ذمار اشتدت وزاد حجمها إلى درجة لم تعد قادرة على اخفاء تلك الخلافات على الرأي العام المحلي والدولي.
وتعمق الانقسام بين اعضاء الميليشيات بمحافظة ذمار خصوصاً بينهم وبين حلفائهم من حزب الرئيس المخلوع صالح، نتيجة سعي بعض القيادات الحوثية المؤثرة الإستئثار بالأموال المنهوبة والسلطة المغتصبة وإقصاء السواد الأعظم من مناصريهم وحلفائهم من أنصار المخلوع.
وقد شهدت محافظة ذمار اشتباكات متقطعة فيما بين الحين والاخر عند المدخل الشمالي لمحافظة ذمار وتحديدا قرب جامعة ذمار بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق وقوات موالية للمخلوع علي صالح.
وقال مصدر عسكري في النقطة لمراسلة “يمن مونيتور” ان الاشتباكات اندلعت على خلفية مشادات كلامية وتهريب أشخاص من النقطة على خلفية جرائم مختلفة، فيما تم توقيف خط السير قربة ساعة وربع الساعة الثانية عشر ظهرا.
وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر أسمة ان قوات من الحرس الجمهوري طردت الحوثيين القائمين في النقطة ومنعتهم من القيام بأعمالهم الموكلة إليهم من قبل اللجنة الثورية بذمار.