يكاد العالم كله وقع على اكتساح حلب وكسر الشعب السوري ومن ورائه الشعوب العربية وثوراته الربيعية ذات السر الذي لم يبدوا لنا منه سوى اليسير، ومن لم يوقع يتفرج مباركاً! معركة حلب تؤكد بأنه لا يوجد قوة قاهرة غير قوة الله، ثم قوة الحق إذا استوفى أهله شروط الدفاع عن الحق الذي يبدأ بالإيمان الراسخ وإعداد العدة واتخاذ الأسباب مصحوباً بروح التضحية والفداء التي لا تعرف اليأس ولا الاستسلام ولا الالتفات لأوجاع الطريق.
يكاد العالم كله وقع على اكتساح حلب وكسر الشعب السوري ومن ورائه الشعوب العربية وثوراته الربيعية ذات السر الذي لم يبدوا لنا منه سوى اليسير، ومن لم يوقع يتفرج مباركاً!
الجيش السوري وجيش القدس الإيراني بزعامة قاسم سليماني والمليشيات العراقية العقدية وحزب الله بكل ثقله وتجربته ومليشيات أفغانية وزيد على ذلك الطيران السوري وطيران سوريا العظمى، وسبق ذلك استعداد ستة أشهر لهذه المعركة.
قبل ثلاث أيام عند ما استطاعت قوى النظام قطع الطريق ومحاصرة حلب مصحوب بنار طيران مهول تغطي الجو وتحرق كل شيء.. شخصياً بكيت على حلب فهي في معركة غير متكافئة، ودعوت الله أن يخفف البلاء على أهل حلب.
فكل شيء تقول بسقوط حلب حتى حسن نصر الله خرج وبكل ثقة يتحدث عن انتصاره في معركة حلب وأن الانتصار بحلب انهت أحلام خصومهم الاقليميين بشكل نهائي وستتعدى نتائجها كما قال إلى خارج سوريا؛ يتحدث كقائد للمعركة عن نتائج الانتصار التاريخي على الشعب السوري الذي يمارسون فيه أقذر إبادة في التاريخ، ورجل مثل “نصرالله” لا يخرج ليعلن مثل هذا إلا إذا كانت المعطيات أمامه مليون في المائة، وفعلاً كانت المعركة حسمت ولم يبقَ إلا ترتيب الطرق الآمنة لأهالي حلب لخطفهم في المعابر.
أوباما وبعد ما بدأت نتائج المعركة في حلب تنقلب بصورة معجزة لصالح الثوار، خرج ليدين الهجوم على حلب ويصف ما يجري في حلب من مذابح بأنه أسوأ مما كان يجري في العصور الوسطى، وهو نوع من حفظ ماء الوجه والتخلص من العار، مع أن المتابعين يؤكدون أن ما يجري في حلب أشبه بصفقة بين أمريكا وروسيا وإيران، لكن الذي لا يباشر الذبح يسارع في إعلان البراءة على طريقة (إني بريء منك)، والقانون لا يحمي المغفلين، وهذا جيد على كل حال.
كيف استطاع ثوار سوريا أن يقلبوا معركة محسومة دولياً ومعد لها من أكبر جيوش وعصابات العالم بهذه السرعة.. بالتأكيد ستكون موضوع تاريخي في الدراسات العسكرية.
التاريخ يسجل مواقف ولحظات ينتزع فيها المستحيل ويبدو الحق باظافره وأسنانه أمضى من قوة الباطل، ولو اجتمع العالم بكل صلفه وحقده وهمجيته.
ما بعد معركة حلب يختلف عن ما قبل حلب، هذا ما قاله حسن نصر الله قبل يومين، وهو يعلن انتصاره على الشعب السوري. مقالته صحيحة، فما بعد معركة حلب يختلف عن ما قبلها، لكنه وهو يقول هذا بكل غرور وثقة كان لا يعلم أن المقولة ستكون صحيحة لكن على رأسه المنفوخ بالوهم وعلى غير ما يشتهي القتلة والمغرورون والطغاة.
لقد امتص أهل حلب الهجمة الأشرس في تاريخ بلاد الشام بقوة وتخطيط وحنكة المقاومة وبسالة وابداع الأطفال وتضحيات النساء وشراسة الشيوخ، لقد تحرك الشعب وكل الحاضنة الشعبية كرافعة للمقاومة وسهام للحق لاتنكسر ولا تذوب.