“الصرف الصحي” يغزو أحياء عروس البحر الأحمر غربي اليمن (تقرير مصور)
هذه ليست مسطحات مائية تجمعت بفعل الأمطار أو السيول في مدينة خالية من السكان؛ بل هي مستنقعات لمياه الصرف الصحي الذي أغرق أهم أحياء عروس البحر الأحمر وأكثرها ازدحاما بالسكان، غربي اليمن. يمن مونيتور / وحدة التقارير/ خاص/
هذه ليست مسطحات مائية تجمعت بفعل الأمطار أو السيول في مدينة خالية من السكان؛ بل هي مستنقعات لمياه الصرف الصحي الذي أغرق أهم أحياء عروس البحر الأحمر وأكثرها ازدحاما بالسكان، غربي اليمن.
هكذا تبدوا أحياء مدينة الحديدة الساحلية ومياه الصرف الصحي تحيط بها من كل جانب؛ حيث أضحت مصدرا لأخطر الأمراض التي تضرب السكان التهاميين.
“أم زينب ” أم لطفلتين تشرح معاناتها ومعاناة طفلتيها بحرقة وتقول انهن لا يستطعن النوم من شدة الحر وانتشار البعوض والروائح الكريهة في أرجاء المنزل جراء طفح مياه الصرف الصحي الى داخل المنزل.
وأضافت أم زينب خلال حديثها ل ” يمن مونيتور ” انها اضطرت للبحث عن منزل أخر بالإيجار هربا من هذا الجحيم، وانقاذا لصحة اطفالها من الأوبئة التي قد تصيبهم جراء طفح المجاري وتكدس القمامات.
وتمكنت ” يمن مونيتور ” من الاطلاع على حالات مفزعة من اطفال الحديدة الذين ملأت وجوههم واجسادهم اثار الطفح الجلدي وقرص البعوض، وتمتلئ مستشفيات المدينة بالآلاف المرضى في ظل انهيار صحي كبير تشهده المدينة منذ سيطرة الحوثيين وقوات صالح عليها.
ويؤكد طبيب الأطفال المناوب بمستشفى الثورة العام “وليد ابراهيم ” ان المشفى يستقبل يوميا مئات الأطفال المصابين بأمراض جلدية؛ وأخرى ينقلها البعوض كحمى الضنك والملاريا.
ويشدد وليد على ضرورة قيام السلطة المحلية بدورها الانساني تجاه السكان؛ من خلال عمليات شفط للمجاري التي طفحت في مديريات كبيرة داخل المدينة، مشيرا الى ان هذه المستنقعات اضحت مرتعا لأخطر الحشرات الناقلة للعدوى.
وتعيش محافظة الحديدة منذ سيطرة الحوثيين وقوات صالح عليها أوضاعا كارثية وانهيار للخدمات الأساسية، ويشكل غياب الكهرباء وشحة المياه الصالحة في عدد من الأحياء والمديريات كمديرية “المراوعة ” وأحياء “الحوك” ” والبيضاء ” علة أخرى تصيب السكان بالضيق.
ويروي ” ابراهيم علي ” أحد سكان المدينة معاناتهم من أجل جلب الماء من أحياء أخرى باستخدام الدرجات النارية والحمير وغيرها، ويضيف انهم اضطروا للحفر من أجل الحصول على الماء الذي يصل أحيانا بصعوبة في بعض المناطق.
ويؤكد “براهيم ” ل “يمن مونيتور” انهم اضطروا خشية نفاد المياه المخزنة الى الاغتسال مرة واحدة كل يومين في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تستدعي الاغتسال أكثر من مرة في اليوم الواحد، ويعاني المئات من نساء واطفال المدينة خلال رحلة نقلهم للمياه تحت اشعة الشمس الحارقة وحملها الى الأدوار العلوية.
تتزايد أوجاع التهاميين كل يوم ويحترقون بصمت بانتظار الخلاص مع استمرار غياب الدولة وانهيار الخدمات، في ظل سلطة لا تهتم الا بتحشيد المقاتلين وجمع الأموال من أجل المجهود الحربي، حتى ان الشارع بات يفضل الحسم العسكري بكل خسائره على هذه المعاناة التي اصابت كل دار ومنزل.