غير مصنف

طلاب الثانوية باليمن يعيشون “لحظات حرجة” عشية انطلاق الامتحانات النهائية

يحبس 80 ألف طالب وطالبة أنفاسهم في العاصمة اليمن صنعاء، إضافة إلى الآلاف من الطلاب النازحين من محافظات الجمهورية، لم تعلن وزارة التربية والتعليم عن الأرقام الحقيقية لهم، استعداداً لخوض امتحانات الشهادة الثانوية للعام 2015 -2016 يوم غد السبت. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يحبس 80 ألف طالب وطالبة أنفاسهم في العاصمة اليمنية صنعاء، إضافة إلى الآلاف من الطلاب النازحين من محافظات الجمهورية، لم تعلن وزارة التربية والتعليم عن الأرقام الحقيقية لهم، استعداداً لخوض امتحانات الشهادة الثانوية للعام 2015 -2016 يوم غد السبت.
وعشية انطلاق الامتحانات، يعيش الطلاب حالة حرجة ملؤها الهلع، مع تزايد الاختلالات التي تحاصر العملية التعليمية، والشائعات عن تسريب نماذج الامتحانات الوزارية قبل ساعات من تدشينها.
وعاش الطلاب عاما عصيبا، فمع شحة المدرسين في غالبية المدارس وكثافة المنهج الدراسي، ستضيف الاضطرابات التي تعيشها البلاد وعدم الاستقرار، عبئا جديدا على كاهل الطلاب.
ويتسبب انحدار العملية التعليمية وانتشار ظاهرة الغش بتأزم نفسية الطلاب المجتهدين، وبعد عام حصد فيه جميع الطلاب معدلات فلكية، يتوقع طلاب هذا العام، أن يكون الموسم الجاري شبيها بسابقه.
ونظرا للاضطرابات التي تعصف بالبلاد، خصوصا محافظات الشمال التي تدور فيها حرب شرسة بين الجيش الوطني ومسلحي الحوثي، فقد أدى طلاب المحافظات الجنوبية امتحاناتهم خلال الأسابيع الماضية، وهي المرة الأولى التي تنطلق فيها الامتحانات في وقتين مختلفين منذ توحيد شطري البلاد في مايو 1990.
دور أسري
وتحرص الأسر على توفير الأجواء المناسبة للطلاب خلال فترة الامتحانات وإبعادهم عن كل ما من شأنه تعكير مزاجهم والتأثير سلبا على مستوى اداءاهم في قاعات الامتحانات.
وقالت والدة عبدالرحمن قاسم، وهو طالب ثانوية، بمدرسة عمر بن عبدالعزيز لـ”يمن مونيتور” نحرص غاية الحرص على توفير الجو المناسب لعبدالرحمن والتهيئة النفسية للمذاكرة والجو الهادئ”.
وذكرت أنه “يتذمر من تكليفه بأي عمل ويطلب بإسقاطه على إخوانه، كما ان علامات الخوف من الامتحان باديه عليه.
وأضافت، “لكن ما في أيدينا حيله لمساعدته إلا بتوفير الجو المناسب وكثيراً ما يطلب الذهاب إلى أستاذ يعيش بالقرب من منزلنا لكي يساعده على حل بعض المسائل الصعبة في المنهج الدراسي”.
العالم الافتراضي يغزو “التعليم”
وتقول إيمان مثنى، طالبة ثانوية، إن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت هذا العام في تسريب الشائعات وعدم استقرار حالة الطالب، كما حدث من شائعة تسرب اختبارات وزارية لمادة اللغة العربية وانتشار الأسئلة في جميع المجموعات بنفس تاريخ السنة التي سنخوض فيها الامتحانات.
واعتبرت في حديثها لـ”يمن مونيتور”، إن هذه الشائعات تسهم في زعزعة نفسية الطالب في ظل وجود أجواء الحرب والأوضاع المعيشية الصعبة الحاصلة في المجتمع.
تجاهل المنهج
غياب الدوري الرقابي الفعال لوزارة التربية التي يسيطر عليها الحوثيون، جعل غالبية المدارس لا تخلص في تأدية عملها، وإكمال تدريس المنهج الدراسي.
وقال عبدالله بشر، وهو طالب ثانوية عامة لمراسل “يمن مونيتور”: “الاستعداد جيد، ولكن هناك مواد أتممناها ومواد “كلفتونا فيها كلفتة” (مرور الكرام) ونحن الضحية”.
وأضاف، “لو يراعي المعلمون أمانة رسالتهم التعليمية لما تجرأ أي طالب على الغش في الامتحان، وما نرجوه الأن هو توفير لجان امتحانية هادئة ومناسبة ومهيأة واختيار ملاحظين يكونون عوناً لنا لا علينا، وتوفير الوقت بما يتناسب ومساحة الامتحان، ووضوح الأسئلة وتنويعها”.
أسباب القلق
وخلافا لجميع المراحل الدراسية، ينتاب طلاب الثانوية العامة رهبة مختلفة، تنعكس بالسلب في غالب الأحيان على نفسية الطالب.
وقال جمال فاضل، وهو مدرس مادة الرياضيات في حديث لـ”يمن مونيتور”: “طلاب الثانوية العامة يصابون برهبة الامتحانات بسبب مشكلة هم غير مسؤولين عنها، لأن التأسيس في المراحل السابقة ضعيف جداً عند الكثير منهم إن لم نقل الأغلبية، ويعتمد على المعلم الذي يغيب طرح الأمثلة على الطلبة ويجعلهم يحفظون الإجابات بدلاً من التفكير في طريقة حلها”.
وأضاف، “يختلف الوضع من مدرسة إلى أخرى فهناك كثير من المدارس بالعاصمة تعاني من نقص في مدرسين مختصين في المواد العلمية نظراً لمزاحمة المدارس الأهلية على استقطاب المدرسين الذي يقومون بتدريس مواد علمية وفشل التنسيق بين التدريس في المدارس الحكومة ذات العدد الكبير من الطلاب والمدراس الأهلية ذات العدد الأقل لدى المدرسين.
رهبة الموقف
أما عن خوف الطلاب من الامتحانات فيتحدث الطالب صلاح الشبيبي، طالب ثانوية لـ”يمن مونيتور” عن رهبة الامتحانات قائلاً: أذكر عندما كان يؤدي أخي الأكبر الامتحانات ووقوف دوريات عسكرية على المدرسة الخاصة بالامتحانات، كان أخي يتوتر كثيراً وجاء اليوم الذي أتوتر فيه كثيراً عند دخولي القاعة نظراً لوجود دوريات الأمن في الخارج وكثرة المراقبين في الداخل وهذا حديث طلاب المدارس خاصة في هذه المرحلة الفاصلة في حياة الطالب اليمني.
نقص المعلمين
وتشهد أغلب مدارس البلاد نقص في عدد المدرسين خاصة في المرحلة الثانوية، ووفقا للطالب عبدالرحمن الريمي، فإن مدرس مادة الرياضيات في مدرسته لم يحضر إلا نهاية الترم الثاني وأيام متقطعة من الترم الأول ما أدى إلى عدم فهم كثير من الدروس في ثانوية عمر المختار.
وقال إن الطالب هناك لجأ إلى الدروس الخصوصية لفهم كثير من الدروس لأنها مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن تجاوز درس قبل آخر لتسلسلها.
موقف “التربية”
لم يصدر عن وزارة التربية والتعليم أي بيان رسمي حول شائعات التسريبات لنماذج الامتحانات الوزارية التي حملت شعار الوزارة وتاريخ السنة الحالية للامتحانات.
واكتفت الوزارة بدعوة الطلاب إلى تأدية امتحاناتهم بالشكل المطلوب واستكمال نجاح العملية التعليمية للعام 2015-2016م والتي سيعمل على مراقبتها 12 ألف معلما ومشرفا على العملية التعليمية.
وقال “محمد الفضلي”، مدير عام مكتب التربية والتعليم بالعاصمة، إنه تم توزيع الطلاب على 125 مركز امتحاني للشهادة الأساسية و100 مركز امتحاني للشهادة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي في مديريات أمانة العاصمة العشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى