جبل صبر.. المتنفس الطبيعي البديل عن الحدائق النادرة في مدينة تعز المحاصرة!
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
جبل صَبِر، من أعلى جبال اليمن والجزيرة العربية، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر (3070م)، ويبلغ ارتفاعه عن مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس (1500م)، ويدخل ضمن المرتفعات الجنوبية.
يتميز هذا الجبل بإطلالته البهية على المدينة وبجوه الجميل الذي يتسم بالبرودة في الوقت الذي يضيق فيه الساكنون في المدينة ذرعًا من ارتفاع درجة الحرارة.
*شحة وجود المتنزهات في مدينة تعز*
وتعاني مدينة تعز المحاصرة من شحةٍ في وجود المتنزهات والحدائق العامة التي يكاد عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة الأمر الذي جعل الناس يصوبون وجهتهم نحو جبل صبر؛ لينعموا برحلة جميلة تضفي لأجواء العيد نوعًا من الراحة والسكينة والفرح؛ في البقاء سعات على الهواء الطلق والمناظر الطبيعية الجميلة.
وتوجد في جبل صبر معالم أثرية قديمة كمسجد أصحاب الكهف ومتنزهات أخرى أشهرها منتزه زايد والذي توجد فيه كل الخدمات التي يحتاجها الزوار من غرف استراحة خاصة وحمامات عامة والعاب للأطفال وبقالات وغير ذلك من احتياجات المقبلين عليه.
ويعد الجبل كله متنفسًا طبيعيًا؛ إذا زرته ترى الناس في أعلى الطرقات تحت القلاع والأشجار مع عائلاتهم ينعمون بالمناظر الجميلة والهواء النقي بعيدًا عن ضجيج المدينة وأجوائها الحارة.
ويستغرق السفر من المدينة إلى الجبل قرابة نصف ساعة- على الأكثر-؛ فتوجد في المدينة فرزة خاصة بالباصات الصاعدة للجبل يذهب إليها الناس الذين لا يقدرون على أخذ باصات أجرة خاصة برحلتهم؛ فالسفر إلى الجبل عن طريق الفرزة( مع الماشي) يكون أقل كلفة من أخذ باص خاص”.
بهذا الشأن يقول، عميد المهيوبي( ناشط إعلامي وأحد أبناء جبل صبر) إن” جبل صبر وجهة ومزار شعبي لأبناء تعز منذ القدم ولكنه خلال السنوات الأخيرة في زمن الحرب والحصار المفروض على المدينة، الذي أدى إلى ندرة وجود المتنزهات والحدائق في مدينة تعز فقد أصبح جبل صبر وجهة سياحية لمعظم أبناء المدينة المحاصرة”.
وأضاف المهيوبي لـ” يمن مونيتور” جبل صبر يتميز بطقس معتدل في الصيف بالإضافة إلى أن ارتفاعه عن المدينة يمنحه جمالاً فريدًا ويزيد من نسبة الزائرين له وخاصة في منتزه الشيخ زائد بن سلطان بمنطقة دار النصر وفي المدرجات والمنحدرات المطلة على المدينة”.
وأردف” نسبة الإقبال على منتزه زائد وجبل صبر بشكل عام قد ازدادت بشكل كبير عن السنوات الماضية بسبب الكثافة السكانية التي شهدتها المدينة خاصة في زمن ما يسمى بزمن الهدنة”.
*هواء نقي ومناظر طبيعية*
وتابع” منطقة كجبل صبر تتميز بالهواء النقي، وارتفاعها عن المدينة بشكل عام يكسبها طابعاً مميزًا في قلوب الناس بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي يتميز بها الجبل عن غيره من الجبال”.
وواصل” صعدنا الجبل مع بعض الزملاء في هذا العيد وقد أصابنا الذهول مما رأينا فقد كنا كلما صعدنا منحدرًا من الجبل نجد الكثير من السيارات والباصات في الخط بينما تمتلئ المدرجات بالمتصورين والمخزنين وفي قرية “ذمرين” بالتحديد كنا قد وصلنا لمعرفة المنطقة التي تم تمثيل” مسلسل العالية” فيها فوصلنا إليها ولكن لم نتعرف عليها كثيراً بسبب ازدحام الزوار للمنطقة”.
واختتم المهيوبي قائلًا ” نتمنى من الجهات المختصة في وزارة السياحة والحكومة بأن تضع في خانة اهتمامها جبل صبر وتعمل على تطوير المكان وترميم الخراب الناجم عن الحرب التي دارت في الجبل منذ اندلاعها في مدينة تعز عام 2015م”.
في السياق يقول عزان السامعي( أحد الزائرين لهذا الجبل)” نأتي في المناسبات وغير المناسبات لزيارة هذا الجبل الجميل، الذي يطل على المدينة لنعيش ساعات مع جمال الطبيعة التي يكفينا منها هذا النسيم العليل الذي لا نجده داخل المدينة”.
وأضاف لـ” يمن مونيتور” الرحلة إلى هذا لا تكلف أصحابها الكثير، فأغلبهم لا يقومون باستئجار غرف خاصة وإنما يبقون تحت الأشجار في المرتفعات مع عائلاتهم، وهذا لا يكلفهم إلا الحاجات الضرورية من مأكل ومشرب وحلوى للأطفال”.
وأردف” الحدائق والمتنزهات داخل المدينة في أيام العيد أصبحت مزدحمة للغاية لا يكاد زائرها يجد مكانًا يجلس فيه مع عائلته، والأطفال لن يتركوا لنا فرصة للجلوس في البيت في أيام العيد لأنها موسم خروجهم ونزهاتهم”.
وواصل” جبل صبر منتجع سياحي فريد إذا ما توفرت فيه الخدمات الأساسية كالمطاعم والفنادق بحيث يذهب الزائر إليه وهو مطمئن أنه سيجد فيه كل ما يحتاجه”.
بدورها تقول “عصماء محمد” إن:” جبل صبر يتسم بالعديد من المميزات، كارتفاعه الشاهق عن المدينة، وقربه منها، وسهولة الصعود له، لمشاهدة الكثير من المناطق في محافظة تعز وغيرها”.
وأضافت لـ” يمن مونيتور” هذا الجبل من أفضل الأماكن على مستوى اليمن، وقد تغنى به الكثير من المطربين والشعراء والأدباء، خاصة في فصل الصيف، ولأيوب طارش بصمته الخاصة في الغناء عن هذا الجبل”.
وتابعت” عندما صعدت الجبل للوهلة الأولى في فصل الصيف، شعرت بإحساس جميل جدا، خاصة مع ملامسة النسيم العليل لأرواحنا، والذي جعلنا نشعر براحة لا توصف”.
وأردفت” الكثير من أهالي مدينة تعز أو اليمن بشكل عام، يكثفون زياراتهم إليه في فصل الصيف، نتيجة اعتدال درجة الحرارة فيه بشكل يبعث في النفس الاستقرار والخروج من ضوضاء المدينة وحرارتها المرتفعة”.
وأكدت بأن” سهولة الطريق وتوفر بعض المتنزهات فيه، وقربه من المدينة، جعله أكثر جاذبية للزوار من المناطق الأخرى”.
وأوضحت بأنه” في فصل الشتاء تقل نسبة المرتادين له بسبب ارتفاع نسبة البرودة فيه، الأمر الذي يخاف فيه الأهل على أطفالهم من الإصابة بنزلات البرد”.
وأفادت بأن” أهالي صبر أيضا أشخاص طيبون يرحبون بك بطريقة لبقة، خاصة إذا حاولت زيارة بعض المساجد الأثرية، كمسجد أصحاب الكهف وغيره”.
واختتمت حديثها” نتمنى أن تبنى فيه العديد من المتنزهات، التي تقي الزائرين البرد في الشتاء، وأن تهتم الدولة في الجانب السياحي لهذا الجبل الخصب”.