مجلس (الحوثي-صالح).. إعلان حرب شاملة أم مناورة سياسية جديدة
في ضل معطيات جديدة تنبئ بفشل ذريع للمفاوضات بين الفرقاء اليمنيين ووصول العملية السياسية إلى طريق مسدود، وقعت جماعة الحوثي، وحزب الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح اتفاقا لتشكيل ما أطلقوا عليه “مجلسا سياسيا لإدارة البلاد”، الأمر الذي عدة مراقبون انقلابا على القرار الأممي ونسفاً متعمداً لكل جهود ومباحثات السلام التي سعت لانتشال البلد من حرب وشيكة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
في ضل معطيات جديدة تنبئ بفشل ذريع للمشاورات اليمنية بين الفرقاء اليمنيين ووصول العملية السياسية إلى طريق مسدود، وقعت جماعة الحوثي، وحزب الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح اتفاقا لتشكيل ما أطلقوا عليه “مجلسا سياسيا لإدارة البلاد”، الأمر الذي عدة مراقبون انقلاباً على القرار الأممي ونسفاً متعمداً لكل جهود ومباحثات السلام؛ مرجحة حرب شاملة بين الطرفين.
وتؤكد هذه الخطوة، الاتهامات باستغلال الحوثيين للمفاوضات للإبقاء على الوضع الحالي في اليمن واستمرار النزاع والفوضى خدمة لأجندة الراعي الإيراني، الذي يتمسك بسياسة ضرب استقرار المنطقة-حسب رأي مراقبين.
استخفاف بالمجتمع الدولي
ولاقت خطوة “الحوثيين وصالح” بتشكيل هذا المجلس، تنديدا من وزراء الحكومة اليمنية، الذين وصفوها بـ”الانتحارية والمتهورة”، فضلا عن استخفاها بالمجتمع الدولي.
وأكد نائب رئيس الوفد التفاوضي ي مشاورات الكويت عبد العزيز جباري ان “الانقلابيين أطلقوا الرصاصة الأخيرة على المفاوضات”.
بدوره اعتبر وزير شؤون مجلسي النواب والشورى في الحكومة اليمنية الشرعية، عثمان المجلي، إعلان الحوثيين وصالح تشكيل مجلس لحكم البلاد “انقلابا رسميا على المشاورات”.
صياغة جديدة للانقلاب
“الاعلان اعادة صياغة جديدة للانقلاب وتأكيد عليه، وربما كان نسخة جديدة من اتفاقية السلم والشراكة التي سينقلب عليه الحوثيون بكل تأكيد”؛ حسب المحلل السياسي ثابت الأحمدي.
ويعتبر الأحمدي في معرض حديثة لـ”يمن مونيتور”: “أن الاعلان اعتراف صريح وواضح بفشل جماعة الحوثي فلجأت الى التعلق بصالح من جديد. وبدوره استغل صالح وضعهم الضعيف. فأوهمهم بإنقاذهم. وسيبيع لهم الوهم خلال المرحلة القادمة”.
واجهه قانونية
في السياق يرى الصحافي محمد المهدي أن “ميليشيا الحوثي أرادت بهذا القرار الهروب من ملاحقة القوانين الدولية من خلال اتخاذ المؤتمر كواجهة قانونيه لاستكمال عملية اختطاف الدولة”.
ويؤكد في تصريح لـ”يمن مونيتور”: “أن الحوثيين فشلوا في إدارة الدولة وقرروا اختطاف الدولة العميقة من خلال التعيينات الي تمت بصورة طائفيه وعرقيه في الفترة الماضية”.
ويضيف: “هذا الاتفاق ليس انقلاب على الشرعية اليمنية فحسب بل انقلاب على الشرعية الدولية وقراراتها ونسف للمشاورات في الكويت واستمرار مهزلة المفاوضات ماهي الا زيادة في الشرعنة لهذا التلاعب”.
ولا يستبعد المهدي أن بعض الدول الغربية التي تريد تفريغ القرار 2216 من مضمونه لها يد في إعلان تحالف صالح والحوثي لابتزاز الشرعية ودول التحالف.
المراوغة واستغلال المشاورات
ذلك الوفد الذي جبل على المراوغة لتحقيق مكاسب على الأرض- بحسب مراقبين- لم يكن جادا في السلام ولجأ إلى هذه الخطوة بعد أن عجز عن “شرعنه انقلابه في محاولة منه لتحويل الانقلاب العسكري إلى انقلاب سياسي.”
ويؤكد هذا الإجراء، الاتهامات باستغلال المتمردين للمفاوضات للإبقاء على الوضع الحالي في اليمن واستمرار النزاع والفوضى خدمة لأجندة الراعي الإيراني، الذي يتمسك بسياسة ضرب استقرار المنطقة- حد قولهم-.
انتهاك لقرار مجلس الأمن
من جهته عدّ المبعوث الأممي إسماعيل اتفاق الحوثيين وصالح انتهاكاً قوياً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، مؤكدا أن الإجراءات الأحادية تعرض التقدم بمشاورات الكويت للخطر.
ونوه “ولد الشيخ” إلى أن “هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعها أنصار الله والمؤتمر بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأمم المتحدة”.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) عن مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد، ووقع الطرفان على ذلك، وهو ما يعتبر إعلان وفاة للخيار السلمي في البلاد ممثلا بالمشاورات، ونكصاً عن كل التفاهمات التي كان الوفد التزم بها في حضور المبعوث الأممي “ولد الشيخ”.