اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

الحرب تحول حياة الصيادين اليمنيين إلى مأساة تعاني الفقر والبطالة

على مر عام ونيف ومراكب الصيادين في محافظة الحديدة غربي البلاد تائهة في خضم عواصف الحرب والسياسة؛ حيث يعيش الآلاف من الصيادين في الساحل التهامي على سواحل البحر الأحمر أوضاعاً مأساوية نتيجة الحرب التي اشتعلت في اعقاب سيطرة الحوثيين على الدولة اليمنية.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

على مر عام ونيف ومراكب الصيادين في محافظة الحديدة غربي البلاد تائهة في خضم عواصف الحرب والسياسة؛ حيث يعيش الآلاف من الصيادين في الساحل التهامي على سواحل البحر الأحمر أوضاعاً مأساوية نتيجة الحرب التي اشتعلت في اعقاب سيطرة الحوثيين على الدولة اليمنية.

وشكل ارتفاع سعر المشتقات النفطية ضربة أخرى موجعة لمصدر دخل الاف الاسر التهامية وباتوا مهددين بانهيار مصدر رزقهم الوحيد؛ وبعد أن كانت أكبر الأسماك واعتاها تقع صيدا سهلا في شباك الصيادين التهاميين، بات هؤلاء الصيادون فريسة سهلة لمراكب الفقر والبطالة التي فاقمتها الحرب.

وبدأت معاناة “الصيادين التهاميين ” منذ سيطرة ” الحوثيين وأنصار صالح” على الحديدة، وانعدمت في كثير من الأحيان المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل القوارب وارتفاع اسعارها؛ بالإضافة الى ارتفاع اسعار الثلج الذي يحفظ أسماكهم في موسم الصيف واضطرارهم في الكثير من الأحيان الى الانتظار لأيام حتى يتمكنوا من شراء كمية الثلج التي يحتاجونها.

“ابراهيم عبد الله ” أحد العاملين في مجال البيع والشراء في السوق المركزي لبيع الأسماك داخل الحديدة خلال حديث خاص “ليمن مونيتور “؛ يشكو البطالة والأوضاع المعيشية التي اوصلتهم اليها شحة الاسماك نتيجة عجز الكثير من الصيادين على الأبحار نتيجة غلاء المشتقات وتكاليف الرحلة يقابله شحة الايراد.

ويشير الى خوفهم من أن تطالهم عمليات القصف الخاطئة من قبل مقاتلات التحالف العربي والتي سبق وأن راح ضحيتها المئات من الصيادين بسبب الاشتباه بقوارب تهريب الأسلحة التابعة للحوثيين.

ودخلت قرى الصيادين الساحلية ضمن دائرة الاستهداف من طائرات التحالف العربي التي تحاول وقف أعمال التهريب عبر سواحل البحر الأحمر.

واغلق الحوثيون الكثير من المناطق الساحلية وحولوها الى مناطق عسكرية، فزرعت الألغام وحفرت الخنادق في مناطق كثيرة من الحديدة ك ” الزهرة واللحية وميدي ورأس عيسى والخوخة والنخيلة وغيرها.

ونالت سواحل ميدي والخوخة النصيب الأكبر من المواجهات العسكرية التي دفعت الناس الى النزوح وترك منازلهم ومراكب صيدهم وراء ظهورهم، ولجأوا الى المدينة ومناطق أكثر أمنا لحماية ارواحهم.

ومثل اغلاق منفذ حرض الحدودي الضربة القاضية لعمليات تصدير الأسماك اليمنية الى دول المنطقة.

وبحسب “أحمد الخوبي ” وكيل تصدير أسماك: فانهم تعرضوا لخسائر مالية كبيرة نتيجة توقف التصدير، ما اضطرهم للبحث عن طرق بديلة من الحديدة الى دولة عمان مرورا بحضرموت ووصولا الى مدينة دبي الاماراتية.

كل هذه الرحلة الطويلة من أجل الوصول الى الأسواق السعودية التي كانت تستقبل أكثر من 30 شاحنة محملة بالأسماك يومياً ما زاد من نسبة البطالة في صفوف الصيادين حسب وصفه.

لكن “الخوبي “خلال تصريحه ل “يمن مونيتور” أشار الى ان منفذ ” الوديعة ” مثل مخرجا مقبولا لاستئناف عملية التصدير رغم المعوقات والمشكلات التي يوجهونها في المنفذ وازدحام الناقلات؛ ما يضطرهم لدفع جبايات مالية كي تمر حمولاتهم الى السعودية في وقتها المطلوب.

ورغم المعاناة التي يواجها الصيادون في سجون السلطات الأريتيرية الا انهم لازالوا يخاطرون بحياتهم بحثا عن الأسماك والمراعي الغنية؛ التي غابت عن المياه الاقليمية اليمنية نتيجة التجريف والصيد العشوائي.

ويضيف ” الخوبي ” أن مئات الصيادين اضطروا للإبحار في المياه الاقليمية الأريتيرية مقابل جبايات مالية كبيرة تصل الى مليون ريال يمني للحصول على ترخيص لرحلة واحدة لمدة شهر فقط حد قوله.

وتعد محافظة الحديدة واحدة من اهم المحافظات اليمنية في مجال الثروة السمكية كونها تطل على البحر الأحمر، وفيها يقع أهم مراكز الإنزال السمكي وتصديره.

وتجني جماعة الحوثي عبر مندوبيها أموالا طائلة يدفعها الصيادين لمؤسسة الثروة السمكية التي باتت خاضعة لسيطرة الحوثيين، إضافة إلى رسوم وجبايات مالية تحت مسمى المجهود الحربي بحسب ما يؤكده صيادون تهاميون؛ ما اضطر المئات الى اعتزال الصيد والبحث عن مصادر دخل جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى