محمد قحطان..الغائب حزبيا الحاضر شعبيا؟!
في عام 2004م كتبت مقالة بصحيفة( 26سبتمبر) الاسبوعية بعنوان (من هو المتطرف؟ وهل الحوثي متطرفا؟!) حذرت فيه من افكار الهالك حسين الحوثي ….الخ. كنا – محمد قحطان وأنا – وبعض الزملاء في مقيل عام.. نتناقش ببعض ماجاء بمقالتي تلك – ألتمس العذر – لذكرها هنا.. كان محمد قحطان فك الله أسره.. الوحيد الذي لم يستسغ استشهادي ببعض ما أوردته بمقالتي من اقوال بعض الائمة الزيدية بما فيهم أحد العلماء أجداد الحوثة.. ورغم ان ما أوردته عنهم ذكرت المراجع واكدت ذلك.. الا انه قال بان هناك أقوال اخرى لمثل هولاء تدحظ نفس كلامهم الذي جاء في المقالة.. وأن تطبيق (التقية) معروف لدى مثل هولاء منذ نشأت المذهب الاثني عشري.. دارت الايام وجاء مؤتمر الحوار الوطني وكان للاسير محمد قحطان دورا استثنائيا فيه.. وإن أنسى فلن أنسى.. رفع اصبعيه بعد اقرار مخرجات الحوار الوطني بأقاليمه الستة.. ليرفع اصبعيه علامة للنصر الذي توصل إليه المؤتمر، والذي جاء بعد مخاض شديد واخذ ورد ….الخ.. فكانت اشارة النصر تلك احدى المئآخذ على الاسير محمد قحطان من قِبل بعض غير الراضين على تلك النتائج ممن كانوا قد وقَّعوا على القبول بها! بما فيهم (أنصار أنفسهم) بوجه خاص.. والمأخذ الثاني كان مع بداية أول يوم من (عاصفة الحزم) حينما كرر رفع اصبعيه كعلامة للنصر والرضى معاً!.. بينما المأخذ الثالث والذي يعتبر الأهم قبل وأثناء وبعد المأخذين الاول والثاني.. هو انه ظل ولايزال يمثل العقل الارجح والصائب والمعتدل والأنموذج في حزب الاصلاح، اقول هذا حسب معرفتي ومعايشتي للاسير محمد قحطان – فلقد نسج علاقة استثنائية مع كل الاحزاب السياسية بمختلف توجهاتها وصولا الى العلاقة مع المستقلين حزبيا وأنا أحدهم!!..
فكان ذلك مصدر غيض لدى البعض بما فيهم بعض المتشددين من نفس حزبه؟!!.. ومن يمتاز بمثل هكذا مواصفات ايجابية لابد ان يصنع له أعداء بصورة مستترة ومعلنة، خاصة من قبل ( أنصار أنفسهم!!) ممن ظلوا ولايزالون يبحثون على أخطاء وتجاوزات خصومهم وفي مقدتمتهم حزب الاصلاح.. وتوجهات الأسير محمد قحطان – المعتدلة والمقبولة من غالبية الناس – قد تقف حائلا أمام ( الحوثيين) الذين يهمهم تتبع السلبيات وليس الايجابيات!!
-أثناء سجني مع الولدين حمزة وذي يزن بسجن الامن ( الحوثي) (القومي) سابقا!! كنت كثيراً ما أطرح بعض الاستفسارات على بعض المشرفين الحوثيين (العقلاء) وقليل ماهم.. خاصة قبل استشهاد الرئيس الأسبق رحمه الله – ومن تلك الاستفسارات عن مصير محمد قحطان فك الله أسره!! وكانت الردود تأتي متباينة؟! وأقربها انه ضمن مجموعة ضئيلة يتم نقلهم من سجن الى سجن ومن مكان الى آخر.. ورداً على سؤال آخر عن ظروفه الصحية.. أكد لي غير واحد انه بصحة جيدة و ان المعنيين بسجنه يوفرون له كل العلاجات خاصة العلاج الخاص بمرضى (السكر)!.. كان هذا نهاية عام 2016م وحتى أغسطس 2017م وظللت أثناء سجني أفكر بحقيقة مصير قيادي حزبي مستنير وخصم كبير للحوثة كمحمد قحطان وكيف يتعايش مع حياة السجن.. اذا كان يحدث مايحدث لسجين ذنبه بعض الكتابة فحسب؟!! ولذا اعتقد أن السجين محمد قحطان – ربما قد تم القضاء عليه والله اعلم – على أمل ان أكون مخطئاً بذلك..
فالرجل استثنائي بعوامل إيجابية عديدة.. بما فيها قدرة تحمله لشقاء ونكد السجن وغير السجن!! والحوثة يجيدون بفضل المستشاريين اللبنانيين وغيرهم فن الحرب النفسية والتلاعب بالألفاظ والتصريحات عن بعض مايغيظ خصومهم.. ومن ذلك مايخص مصير بعض الشخصيات الحزبية الهامة.. وفي مقدمتها الأسير/ محمد قحطان؟!!. والسؤال المشروع هنا وكمحب وصديق لمحمد قحطان.. هل مايقوم به حزبه معه ولأجله كافٍ؟! رغم ثقتي أنه لم ولن يقصر مع اسرته كحزبي أسير؟!!. ثم.. هل القيام بحملات إعلامية موسمية للمطالبة بفك أسره كافٍ؟! وماذا لوكان محمد قحطان من أبناء احدى(القُبل) المحيطة بعاصمتنا المحتلة صنعاء؟!! هل كان سيظل مسجونا او غير واضح مصيره حتى اليوم؟!!..
هذه الاستفسارات وغيرها مما لاداعي لذكرها هنا.. أتطلع الى معرفة الردود عنها ممن يعينهم أمر عزيزنا محمد قحطان، وفي مقدمتهم الحزب المسجون بسبب الإنتماء اليه! مع أنه مسجون بسبب عقيدته وفكره بالدرجة الاولى؟!!
-وفي الذكرى التاسعة لاعتقال محمد قحطان فإن الكلمات والحملات الاعلامية وغيرها لم ولن تفِ الأسير محمد قحطان حقه – والذي إن ظل غائبا حزبيا عدى – عند المواسم؟! سيظل حاضراً وجدانياً وشعورياً لدى الغالبية من أبناء الشعب اليمني وكاتب هذه الاحرف أحدهم!! والأمل باالله وحده في فك أسره وعودته الى أسرته ومحبيه الكثُر.
*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.