أخبار محليةاخترنا لكمغير مصنف

محافظ عدن يتهم الحوثيين بأعمال الإرهاب وإيران بالوقيعة لإطالة أمد الحرب في اليمن

اتهم محافظ عدن اللواء عيدورس الزبيدي كلا من جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء كافة الأعمال الإرهابية التي تشهدها المحافظة، كما اتهم إيران بمحاولة إطالة أمد الحرب في اليمن، نافيا بصورة قاطعة وجود خلافات بين السعودية والإمارات فيما يتعلق بالعمليات والمهام التي تقوم بها قوات التحالف العربي. يمن مونيتور/ عدن/ متابعات خاصة:    
اتهم محافظ عدن اللواء عيدورس الزبيدي كلا من جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالوقوف وراء كافة الأعمال الإرهابية التي تشهدها المحافظة، كما اتهم إيران بمحاولة إطالة أمد الحرب في اليمن، نافيا بصورة قاطعة وجود خلافات بين السعودية والإمارات فيما يتعلق بالعمليات والمهام التي تقوم بها قوات التحالف العربي.
وقال المحافظ في حديث للصحافة، “المليشيات الانقلابية وأنصار صالح هم من يقفون وراء أعمال التفجير والاغتيالات التي تقع في عدن، وبالطبع من ينفذ تلك الجرائم على الأرض هي التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، ولكن الحوثيين وصالح هم من يقومون بتمويلها بصورة مباشرة”.
وأضاف “رغم اختلاف الحوثيين وداعش في المذهب الديني إلا أنهم اجتمعوا وحليفهم صالح على هدف واحد فقط، وهو جعل عدن، العاصمة المؤقتة، وكل المحافظات المحررة من قبضتهم محافظات غير مستقرة، يريدون تشويه صورة تلك المحافظات أمام المجتمع الدولي وتصويرها على أنها مجتمعات سنية متطرفة تحمي الإرهاب وتأوي المتطرفين، وهذا غير صحيح”.
وقدر المحافظ عدد ضحايا الإرهاب خلال الأشهر الستة الأخيرة بما يتراوح بين 200 و250 من قيادات ميدانية فعالة بالمقاومة، وقيادات بالجيش الوطني الموالي للشرعية، وقيادات تنفيذية بالمحافظة وقضاة وأئمة، لافتا إلى أن العدد الإجمالي يفوق ذلك الرقم بكثير.
وأوضح “توليت مسؤولية المحافظة عقب اغتيال المحافظ السابق اللواء جعفر سعيد في عملية انتحارية منذ عدة أشهر، وخلال هذه المدة القصيرة تعرضت لخمس محاولة اغتيالات كان آخرها منتصف الشهر الجاري، وفقدت في تلك الحوادث ما يقرب من 30 شهيدا من المرافقين لي فضلا عن وقوع 80 جريحا”.
وحول تقديره لقوة تنظيمي القاعدة وداعش بعدن، أجاب “لقد استفادت التنظيمات المتطرفة كثيرا خلال حربنا مع الحوثيين لتحرير المحافظة واستطاعت الاستيلاء على كميات كبيرة من السلاح من معسكرات الجيش حينها ورغم أننا استطعنا، بفضل قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، استئصال وطرد ما يمكن وصفه بالكتلة الكبيرة التنظيمية من عناصر تلك الجماعات، إلا أن بعض عناصرها ينجح أحيانا في التسلل إلينا عبر الحدود مع محافظة أبين الجاري الآن العمل على تطهيرها منهم فضلا عن استمرار وجود خلايا نائمة لهم بالمجتمع”.
وأشار إلى أن عناصر الخلايا النائمة يكونون “غير ظاهرين ويستخدمون أسلوب حرب العصابات لتنفيذ مخططاتهم وبالتالي لا يمكن إحصاؤهم”.
وردا على تساؤل حول الإمكانيات العسكرية بالمحافظة وهل تكفي للتصدي لما يحيط بها من أخطار، أجاب “الوضع الآن في تحسن ولكن المشكلة كما قلت في الخلايا النائمة وتسلسل عناصر القاعدة وداعش من أبين”.
وأضاف “بفضل قوات التحالف العربي، لدينا أربعة ألوية منظمة تم إعادتها من قوات الجيش، وتم تأهيل عناصرها على نحو سريع وتجهيزهم بالآليات والسلاح، كل لواء يضم تقريبا ألفي عنصر، أما بالمقاومة فلدينا الآلاف من أبناء الجنوب، ويتم تدريبهم في عمليات مستمرة بجهود السعودية والإمارات، والتي تقوم أيضا بتدريب وتأهيل عدد من القيادات الشرطية”.
وأوضح “ما ينقصنا هو التقنيات والأجهزة الحديثة لنتمكن من تفادي الاغتيالات المتكررة، كل ما كان لدينا دمرته الحرب ونطالب دول التحالف والمجتمع الدولي كله بسرعة إمدادنا بتلك الأجهزة وتدريب عناصرنا عليها”.
ونفى الزبيدي ما يتردد عن وجود خلافات بين السعودية والإمارات فيما يتعلق بالعمليات والمهام التي تقوم بها قوات التحالف العربي، كما استنكر بشدة ما يتردد عن صراع خفي بين الجانبين للسيطرة على القرار اليمني أو مناطق النفوذ الاقتصادي باليمن وتحديدا بعدن .
وتابع “هذا غير صحيح إطلاقا، قوات التحالف متماسكة في عدن وبباقي المحافظات المحررة وفي أحسن حالاتها، ولا هدف لها سوى تحرير أرض اليمن من الميلشيات الانقلابية وأنصار صالح، والقوات السعودية والإماراتية تعملان دائما بروح الفريق الواحد المنسجم”.
واتهم الزبيدي إيران بالوقوف وراء مثل هذه الشائعات بهدف إطالة أمد الحرب، وقال “تلك شائعات إيرانية تروجها عبر أتباعها الحوثيين وحليفهم صالح بالشارع اليمني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إطالة أمد الحرب وأملا في إحداث وقيعة داخل قيادة التحالف العربي”.
واستبعد المحافظ أن يكون هناك أي نفوذ لإيران بعدن، وقال “نفوذها انتهى لدينا بعدن مع دخول قوات التحالف وكذلك الحال لباقي المحافظات المحررة وفكرها بالأساس كان غير مقبول شعبيا نظرا لطبيعة مجتمعنا السني”، موضحا أن النفوذ الإيراني صار قاصرا على صعدة والمحافظات الشمالية فقط.
وأضاف “لقد تسببت إيران عبر حلفائها الحوثيين وأنصار صالح في تدمير كثير من المؤسسات والمرافق الحكومية، وحتى منازل الأهالي لم تسلم منهم: التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار لدينا بعدن فقط تقترب حتى الآن من 74 مليون دولار”.
وأقر المحافظ بوجود مشاكل حقيقية فيما يتعلق بتوفير الخدمات للأهالي كالكهرباء والماء والعلاج، وذلك رغم عودة الحكومة للمحافظة من الرياض مجددا، وقال “الخدمات تدهورت بعد الحرب، والحكومة دورها ضعيف لعدم توافر السيولة المادية. ونطالب بدعم المجتمع الدولي لنا لتوفير وتحسين الخدمات الأساسية”.
ونفى في هذا الإطار ما يتردد حول أن رئيس الوزراء أحمد بن دغر قد غادر العاصمة المؤقتة هو وحكومته لوجود خلافات مع القيادات التنفيذية بالمحافظة ولم يعد إليها إلا بعد شكاوي الأهالي من تدهور الخدمات، وقال “لا، لم تكن هناك خلافات … وهم بالأساس لم يستطيعوا تقديم شيء، خلال وجودهم الأول، لعدن ولا لغيرها من المحافظات المحررة التي لم يتحسن الوضع بها إلا عبر ما قُدّم لها من مساعدات من قبل التحالف العربي خاصة الإمارات”.
وأضاف “جهود التحالف العربي هي التي كانت فعالة على الأرض، أما الحكومة فكما ذكرت: دورها كان ضعيفا وغير مقبول شعبيا لعدم قدرتها أصلا على تقديم شيء، ولا يزال هذا هو الوضع بعد عودتها لعدن مجددا”. كما نفى المحافظ ما يتردد عن زيادة نفوذ قيادات الحراك الجنوبي بالمحافظة بشكل يفوق أو يضاهي قوة الدولة وأجهزتها فضلا عما يُنسب إليهم من دور في وقائع تهجير أبناء المحافظات الشمالية من عدن.
وقال “الحراك الجنوبي هو جزء من المقاومة الشعبية، والكل يعمل تحت مظلة الشرعية ممثلة في شخص الرئيس عبد ربه منصور هادي، والدولة تقوم بإدماجهم تدريجيا في مؤسساتها الأمنية الرسمية، والتحالف العربي يعمل على تأهيل كل فصائل الحراك والمقاومة وتسليحهما، ولا فرق في ذلك بين فصيل وآخر”.
واستدرك “أما قضية التهجير فقد أخذت في الإعلام حجما أكبر منه على أرض الواقع والحقيقة أنه لم يُهجّر أحد تحت ضغط فصيل أو لكونه من أبناء محافظات الشمال بل طُلب من الجميع، كإجراء ضمن متطلبات الحرب على الإرهاب، إثبات الهوية، ومن لم يستطع توفيرها، عملنا كقيادة وقوة تنفيذية على إجلائه من عدن، ومن بين هؤلاء أبناء لمحافظات جنوبية، أي أن الأمر لم يكن قاصرا على أبناء الشمال الذين يتواجدون ويعملون بكثرة هنا، ويمكن للجميع التأكد من ذلك”.
واختتم الزبيدي بالتأكيد على أن التركيز منصب في الوقت الراهن على تحرير كامل التراب اليمني من سيطرة الميلشيات الانقلابية، ولكنه لم يستبعد أن يقوم أهالي المحافظات الجنوبية فيما بعد مرحلة التحرير بالتقدم للجامعة العربية ومجلس الأمن للمطالبة بحقهم في تقرير مصيرهم طبقا للمواثيق والقوانين الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى