ذمار اليمنية.. مصنع المقاتلين الحوثيين وملتقى قتلاهم
أصبحت محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء، ملتقى عشرات الجثث للحوثيين الذين لقوا مصرعهم في جبهات القتال في مشهد أصبح شبة يومي، إلى جانب كونها مصنع المقاتلين ومكان الاعتقال السياسي الأكبر في اليمن للجماعة المسلحة بعد محافظة صعدة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أصبحت محافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء، ملتقى عشرات الجثث للحوثيين الذين لقوا مصرعهم في جبهات القتال في مشهد أصبح شبة يومي، إلى جانب كونها مصنع المقاتلين ومكان الاعتقال السياسي الأكبر في اليمن للجماعة المسلحة بعد محافظة صعدة.
أحكمت جماعة الحوثي سيطرتها على المحافظة بكل مرافق الدولة واعتقال جميع مناهضيهم بلا استثناء وإن كان الاستهداف لمن ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح إلا أن الخطف والقتل يستهدف كل مخالفيهم ومعارضي توسعهم في المحافظات.
ينقل “يمن مونيتور” عن مصادر عسكرية ومحلية كيف تحولت المحافظة إلى مركز القيادة العسكري لجماعة الحوثي المسلحة وغرفة عملياتها القوية؛ ومكان التدريب الملائم إلى جانب كون المدينة ومستشفياتها مكان أكثر أمناً للجثث ولتطبيب الجرحى.
أصبح مستشفى ذمار العام مستنقع لاستقبال قتلى الحوثيين من جبهات القتال في عموم محافظات الجمهورية وفي حديث مع “يمن مونيتور” قال عددا من الأطباء في المستشفى أن المستشفى أصبح في مشهد مألوف لاستقبال جثث مليشيا الحوثي، وتشييعهم بصورة دائمة.
وتنقل مراسلة “يمن مونيتور” في المحافظة عن سكانها أن سكان ذمار أصبحوا يألفون مشاهد استقبال جثامين لقتلى حوثيين وتشييعهم في محافظة ذمار مظاهر يومية، تعكس مدى الخسائر البشرية التي تتلقاها جماعة الحوثي وحليفها الرئيس اليمني السابق في مختلف جبهات القتال.
وفي مشهد جديد استحدث الحوثيون مقبرة جديدة لقتلاهم و أطلقوا عليها “روضة الشهداء” والتي أصبحت تجمع عشرات القتلى من عائلات الأسر الهاشمية فيها، ويتم تشييع القتلى مع صوت أطلاق الرصاص.
قتلى الجماعة
مصادر مقربة من جماعة الحوثي قالت لمراسلة “يمن مونيتور” انهم خسروا قرابة عشرة ألف شخص من قتلى وجرحى في جبهات القتال بينهم قرابة 2500 طفل.
وحسب عناوين مكان القتل “الاستشهاد” في صور الأضرحة فإن أبرز قتلاهم لقو حتفهم بجبهتي تعز ونهم.
وفي لوحات إعلانية عملاقة في جميع أنحاء المدينة تنشر الجماعة صور القتلى، والذين لقوا مصرعهم في جبهات القتال أبرزها تعز والضالع والبيضاء وجبهة نهم بحسب تقارير وإحصائيات تداولها ناشطون بمحافظة ذمار.
وأصبحت محافظة ذمار قاعدة لأطلاق الصواريخ البالستية من عددا من المديريات بالمحافظة أبرزها قرية عمد، وباتت محاولتهم بالفشل.
ومن جانبه تعج سجون محافظة ذمار بالمعتقلين من مناهضين في عشرات السجون والتي يقدرها ناشط حقوقي في المدينة تحدث لـ”يمن مونيتور” بأكثر من 40 سجناً تعددت أهميتها فيما أهم السجون هي سجني “الوحدة” و “معبر” ناهيك عن عشرات المعتقلات السرية.
الصحفيون والإعلاميون على رأس هؤلاء المعتقلين في السجون السرية للجماعة، فق اعتقل عشرات الصحفيين فيما قامت بوضع صحفيين دروعا بشرية في جريمة كبرى في حق الصحافة والإعلام وهم عبد الله قابل مراسل قنة يمن شباب وعبد الله قابل مراسل قناة سهيل العام المنصرم، الوقت ذاتية التي تواصل صحفيين كثر منهم عبد الله المنيفي وحسين العيسي فيما عشرات الصحفيين لاجئو الى محافظة مارب هربا من الاعتقال.
أماكن التدريب
وقالت مصادر محلية لـ “يمن مونيتور” فضلت عدم الكشف عن هويتها إن الحوثيين وقوات موالية لـ “صالح” عقب فرض سيطرتها على ذمار في منتصف اكتوبر 2014 تستخدم معسكر الاستقبال (مدرسة الحرس) ومدرسة تدريب الشرطة، والاستاد الرياضي، كمعسكرات تدريب للعناصر المنظمة للجماعة، وبإشراف ضباط أمنيين ومن قيادات في وحدة “الحرس الجمهوري”(سابقاً) الموالية لـ علي عبد الله صالح.
وأضافت المصادر أنه وبعد “بعد تدخل التحالف العربي وقصف تلك المعسكرات نقل الحوثيون مهام التدريب إلى معسكرات جديدة تم إنشاءها في مناطق ريفيه في قاع الحقل شمال مديرية ضوران آنس، على حدود بني مطر وبلاد الروس، وبالتحديد في المنطقة المتاخمة لحمام جارف الذي يحوي منتجعا يملكه نجل صالح”.
أسلحة بالستية
وقالت المصادر إن الحوثيين قاموا أيضاً: “بتهريب اسلحة ثقيلة الى تلك الوديان، من بينها صواريخ بالستية، حيث أطلقت المليشيا ثلاثة صواريخ سكود من تلة مطلة على قاع الحقل -تتبع قرية “عاثين” احدى أكبر قرى قبيلة آنس-، وعندما استهدف طيران التحالف منصات لإطلاق الصواريخ ومعسكرات التدريب، نهاية العام الماضي، فوجئ المواطنون بانفجارات كبيره وحرائق هائلة استمرت لليوم الثاني، وشوهدت عربات ومدرعات واسلحة كانت مخبأة تحت الاشجار وفي مجاري السيول وهي تحترق”.
وأوضحت مصادر في المقاومة الشعبية إن “تلك المعسكرات تأسست تحت اشراف مباشر من ابو عادل الطاووس وابو سويد عمار محمد عمر، والشيخ حاتم محمد عمر، قيادات جماعة الحوثي التي تدير محافظة ذمار؛ فيما مخازن الاسلحة تحت إدارة الحرس الجمهوري “سابقا” بقيادة عميد له صلة قرابة بـ “صالح” من آل الشحطري من بلاد الروس التابعة لمحافظة صنعاء”. – دون إعطاء المزيد من التفاصيل
وقالت المصادر في المقاومة إن: “عمليات القصف المتكررة لتلك المعسكرات من قبل طيران التحالف العربي أجبرت جماعة الحوثي على الانتقال الى مديرية جبل الشرق وبالتحديد إلى عزلة بني أسعد على حدود آنس مع مديرية الحيمة ومحافظتي الحديدة وريمة”.
وأشارت المصادر، التي تحدثت لـ “يمن مونيتور”، مفضلةً عدم الكشف عن هويتها إن المسلحين الحوثيين يقومون بتغيير اماكن التدريب بشكل مستمر خوفا من استهدف الطيران، ونجح طيران التحالف مرتين في ضرب تلك المواقع وتجمعات المجندين المتدربين واغلبهم كانوا من الاطفال، وتلك المعسكرات مخصصة للمجندين من محافظة ذمار والبيضاء وريمة، وترفد جبهات الحوثي بمئات المقاتلين الأطفال شهريا.
قيادات رفيعة بالجيش
وقالت مصادر محلية في “جبل الشرق” إن “تلك المعسكرات يتولى الإشراف عليها ضباط كبار أبرزهم العميد ناجي العرشي بتكليف من ابو علي الحاكم الذي يعمل العرشي تحت قيادته فيما يسمى بالمنطقة الرابعة لواء العند، حيث كان ناجي العرشي قائد كتائب الدبابات في قاعدة العند، قبل تحريرها”.
وهو من سمح بإنشاء معسكر تدريب مؤقت للجماعة بجوار منزله على خط عتمة بمدينة الشرق آنس، عقب قصف طيران التحالف لمعسكرات التدريب في قاع الحقل.
وأضافت المصادر: “العميد ناجي العرشي أبرز من دفع بأطفال المهمشين- أصحاب البشرة السمراء- للالتحاق بالحوثي مستغلا فقرهم وجهلهم واعدا لهم بضمهم للجيش وصرف مرتباتهم لهم وتسليحهم”.
وزعمت المصادر إن: “القيادي البارز في جماعة الحوثي ابو عبد العظيم عبد الله علي اللاحجي هو من يدير تلك المعسكرات ويقيم دورات التثقيف والتدريب المخصصة للمنظمين للجماعة، وهو مسؤول التعبئة والتحشيد والتحريض في 3 محافظات هي: ذمار، البيضاء، وريمة”.
وقالت المصادر إن: “مواقع معسكرات التدريب يتم تغييرها بين الحين والآخر ففي بني اسعد تارة يتم تدريب المقاتلين الجدد في جبل “ركف” وتارة أخرى في منطقة اسمها “نزاح” وأحيانا في “سحارة “جوار ربوع بني خولي”.
“تخزين الأسلحة”
وقالت المصادر إن جماعة الحوثي لجأت إلى تخزين الأسلحة في المدارس والمؤسسات الحكومية والأحياء المكتظة بالسكان في مدينة ذمار والمديريات، القرى في ذي سحر، عمد، كما تعتبر قرية المبروقة وتحديدا منزل محمد يحيى اللاحجي ابو نصر مسئول توزيع المليشيات على الجبهات) في عزلة بني اسعد ومنازل محمد حسين المروني في قرية العر عزلة قبلي بني قشيب من أهم المنازل المترسة بالأسلحة، حيث تتجاهل جماعة الحوثي كل النداءات والمطالبات بعدم تخزين السلاح في القرى الأكثر كثافة سكانية.