غياب الشمس في نهار رمضان يحرم اليمنيين ضوء الليل! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ افتخار عبده
يعتمد الكثير من اليمنيين في إضاءة منازلهم على الطاقات الشمسية بعد غياب الكهرباء الحكومية عن كثير من المدن وارتفاع سعر الاشتراك في الكهرباء التجارية
ويعد شهر رمضان من أكثر أشهر السنة التي يحتاج فيها المواطن للضوء خلال ساعات الليل، وإلى التبريد في المناطق الحارة بالإضافة إلى شحن الأجهزة الإلكترونية وغير ذلك.
وأقبل فصل الصيف الذي تنزل فيه الأمطار بشكل شبه يومي، وهذا الأمر يتسبب بغياب الشمس في النهار ما يؤدي إلى حرمان الكثير من اليمنيين من الضوء ليلا؛ فيتحول الليل الرمضاني إلى ظلام دامس لدى الكثير من الأسر.
ويشكو العديد من المواطنين من قلة حصولهم على الضوء خلال هذه الأيام ومن عدم قدرتهم على متابعة البرامج الرمضانية المفضلة لديهم؛ نتيجة غياب الشمس في الكثير من ساعات النهار، واصفين ليالي رمضان بالليالي الحزينة.
كما يضطر العديد من المواطنين في الأرياف إلى السمر فوق أسطح المنازل، على ضوء القمر، فيما المواطنين القاطنين في المدن يعتمدون على الشمع، أو المصابيح التي تعتمد على بطاريات صغيرة، في وقت سمرهم؛ نتيجة غلاء الكهرباء التجارية التي تجاوز سعر الكيلو الواحد منها 1000 ريال.
بهذا الشأن يقول المواطن، ” هائل عبد الله (أحد سكان ريف تعز) إن:” جميع الأسر في الريف تعتمد على الطاقات الشمسية في إضاءة لياليها والسمر في ليالي شهر رمضان، وغياب الشمس بسبب الغيوم والضباب أثر كثيرا على حياة العديد من الأسر، خاصة مع عدم توفر بدائل مناسبة للإضاءة “.
وأضاف ل” يمن مونيتور “منذ يومين على التوالي، والغيوم تحجب أشعة الشمس بالكامل؛ الأمر الذي قلل كثير من نسبة تخزين، البطاريات المعتمدة على الشمس، حتى أن أغلب البيوت لم تعد تكفي الإضاءة لساعة واحدة على الأقل”.
وتابع “الكهرباء غير متوفرة في الأرياف لا حكومية ولا تجارية، والسبيل الوحيد في الحصول على الضوء ليلا لدى الريفيين هو الاعتماد على الطاقات الشمسية التي تنفعهم وقت ظهور الشمس نهارا، وتضرهم يوم غيابها”.
وأشار إلى أن “تعبئة الجوالات في أيام غياب الشمس تحرم العديد من الأسر من السمر في الليل بسبب فقدان مخزون البطارية المستقبلة من الألواح الشمسية طاقتها”.
وأوضح بأن “العديد من الأسر الذين يمتلكون بطاريات قد مر عليها عام في الاستخدام لا تكفيهم في الإضاءة حتى وقت تناول الإفطار، ولذا؛ تضطر العديد من الأسر إلى استخدام مصابيح تعتمد على بطاريات صغيرة” عمود جاف “في إكمال الإفطار أو السمر”…
واختتم حديثه قائلا: “نتمنى أن تعود الدولة، وتعود الكهرباء للأرياف والمدن بأسعار تتناسب مع دخل الفرد، وأن تتحسن الأوضاع المعيشية”
في السياق ذاته يقول شعيب الأحمدي (ناشط اجتماعي) “منذ اندلاع الحرب غابت الكهرباء الحكومية كغيرها من الخدمات الضرورية عن اليمنيين؛ فلجأت غالبيتهم إلى الطاقات الشمسية كحل بديل”.
وأضاف ل “يمن مونيتور” نحن اليوم نعيش رمضان التاسع من الحرب، تعب اليمنيون بشكل عام وسكان مدينة تعز بشكل خاص بسبب الحصار المطبق على المدينة من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران؛ والذي أدى إلى انقطاع أهم احتياجات المواطنين في هذه الليالي المباركة، كتوفير الكهرباء الحكومية والخدمات الأخرى “.
وأردف” منذ ثلاثة أيام وأغلب المحافظات في حالة سكون مع الغيم المتواصل طيلة النهار؛ الأمر الذي تسبب بانقطاع الكهرباء المؤقتة للطاقة الشمسية، فعاش المواطنون في غيابة منازلهم المظلمة بحالة مزرية سواء عند تناول الإفطار أو السحور أو في وقت السمر.
وتابع “الملايين من اليمنيين اليوم يعيشون ليالي رمضان في الظلام الدامس، أو على ضوء الشموع والمصابيح اليدوية، وهذا يعد الملجأ الأخير بالنسبة لهم؛ يهربون إليه كلما حلق عليهم الظلام”.
انتشار السرقة وبيع الممنوعات
وواصل “في هذا الثلاث الأيام التي غابت فيها الشمس… عندما تمر في بعض الحارات تشعر بنوع من الخوف؛ إثر انتشار الظلام! فقد أطفأ سكان الحارات الإنارات التي أمام منازلهم، وهذا الأمر- بلا شك- يترك فرصة دسمة أمام الأشخاص الذين يعتمدون في حياتهم على السرقة”.
وأوضح “ليس انتشار السرقة وحده الذي يحدث أثناء غياب الضوء؛ بل هناك ما هو أمر من ذلك كبيع المواد الممنوعة وتوزيعها بالشكل المريح لأصحابها والمؤذي لغالبية المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة”.
بدوره يقول المواطن سلطان سعيد (أحد سكان مدينة تعز) “لدي بطارية تعمل على الطاقة الشمسية سعة 50 فولتا كانت قبل رمضان تناسب الليالي، لكنها في ر مضان ما عادت تعمل بشكل مريح لي، ففي الأيام التي تتوفر فيها الشمس في النهار تعمل معي حتى الساعة الحادية عشرة، وفي الأيام التي تغيب فيها الشمس لا توصل في إضاءتها حتى الساعة الثامنة”.
السمر في أسطح المنازل
وأضاف ل “يمن مونيتور” الكثير من المواطنين اليوم يعيشون ليالي رمضان على المصابيح اليدوية، والكثير من الرجال يضطرون لمغادرة منازلهم والسمر في أماكن توجد فيها الكهرباء التجارية، أو الصعود لأسطح المنازل والسمر فيها “.
تعبئة البطاريات في محالّ الكهرباء
وأشار إلى أنه” خلال الأيام الماضية غابت الشمس ليومين متتاليين مما أحدث ظلاما لدى الكثير من الأسر، فكان من يمتلك القليل من المال يأخذ بطاريته بعد العصر إلى أحد المحال التي تعمل في تعبئة البطاريات ويقوم بتعبئتها حتى يتمكن من عيش يومه بالشكل المناسب، والذين لا يقدرون على ذلك يوكلون أمرهم لله “.
وواصل” نحن في ضوئنا نعتمد على الشمس لذا؛ نشعر بالخوف كلما غابت ونسعد كثيرا إذا ما استمرت أشعتها في النهار؛ حتى نيعيش ليل رمضان كما نحب وبأقل الإمكانات…