طبول الحرب تطغى على مشاورات السياسة ومعارك “كسر عظم” في الحدود
طغت طبول الحرب في اليمن على المشاورات السياسية، وخلال الساعات الماضية من يوم الاثنين، تزايدت المؤشرات على انهيار المشاورات السياسية وقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أكثر من 100 يوم.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
طغت طبول الحرب في اليمن على المشاورات السياسية، وخلال الساعات الماضية من يوم الاثنين، تزايدت المؤشرات على انهيار المشاورات السياسية وقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أكثر من 100 يوم.
وشهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، اليوم الإثنين، معارك كسر بين الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوات السعودية من جهة أخرى، استخدمت فيها الصواريخ الباليستية والطيران والدبابات والقذائف.
ويبدو أن الحوثيين قد أعلنوا، ولو بشكل غير رسمي، التخلي عن خيار السياسة بعد الانسداد الذي رافق مشاورات الكويت، ودعت قناة المسيرة التابعة للجماعة، انصارهم إلى “اسناد الجبهات بكل ما يلزم من المقاتلين والعتاد والمال”، رغم استدراكها أن مهمتهم صعبة وتشابه “من يجعدل الحجر إلى الأعلى” بالعامية، أي يقوم بتدويره وتقليبه باتجاه الأعلى.
واستغل الحوثيون وقوات موالية لصالح، الفترة السابقة منذ سريان الهدنة في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي، في اعادة ترتيب صفوفهم عسكريا بينما كانت المماطلة والتسويف هي سيدة الموقف على طاولة المشاورات، حيث أعلنوا عن تصنيع صواريخ باليستية جديدة، وقاموا بإنشاء معسكرات تدريب حشدوا اليها من مختلف قبائل شمال الشمال بعد مهرجانات تعبئة حربية.
وفي المقابل، كانت السلطات السعودية تقوم بإجلاء عدد من القرى الواقعة على الشريط الحدودي بشكل نهائي وتعويض أصحابها من أجل اقامة منطقة عازلة، استعدادا للمعركة الأكبر التي يتم التحضير لها.
وبدت أولى ملامح تلك المعركة اليوم الإثنين، فبعد ساعات من إعلان الحوثيين، إطلاق صاروخ باليستي من طراز توشكا طويل المدى، أعقبه غارات على مقر الفرقة الأولى مدرع في العاصمة صنعاء، كانت السلطات السعودية تعلن للمرة الأولى منذ التهدئة، عن مقتل عناصر من حرس الحدود.
وخلافا للرواية الحوثية التي أعلنوا فيها تبني العملية من خلال قصف بـ”صاروخ موجه” على موقع بالربوعة التابعة لمحافظة “عسير”، ذكرت السلطات السعودية، أن الجنود السعوديين سقطوا، بعد تبادل لإطلاق النار مع مجموعات مسلحة حاولت اختراق حدود المملكة الجنوبية مع اليمن.
وتوعد الحوثيون، في وقت لاحق بالمزيد من الهجمات على المواقع السعودية، وقال الناطق الرسمي للجيش الموالي لهم، شرف لقمان، إن قواتهم “تمتلك من الإمكانيات والقدرة الصاروخية ما يؤهلها للرد على تصعيد التحالف العربي، وأن عمليات أخرى سوف يتم تنفيذها على المواقع السعودية.
وأعلن لقمان، عن “عمليات أخرى” سوف تنفذ ضد “عشرات المواقع والمعسكرات السعودية” ما لم يتوقف تصعيد ما أسماه بـ”تحالف العدوان العسكري” الجوي والبري والبحري، في إشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وفقا لوكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وأعلنت قيادة التحالف العربي، اليوم الإثنين، مصرع طيارين سعوديين إثر سقوط طائرتهما العمودية في محافظة مأرب، شرقي اليمن، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وذكر التحالف الذي تقوده السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية واس، أن “النقيب طيار أيمن الفيفي، والملازم أول طيار محمد الحسن” من طيران القوات البرية الملكية السعودية، قتلا إثر سقوط طائرة عمودية من نوع أباتشي، بسبب سوء الأحوال الجوية، أثناء أدائهما مهمة عملياتية داخل الأراضي اليمنية في مأرب”.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أعلن الحوثيون اليوم الاثنين، مسؤوليتهم عن اسقاط مقاتلة حربية تابعة للتحالف العربي شرقي اليمن.
وقال مصدر عسكري موال لهم، إن الدفاعات الجوية التابعة لهم، أسقطت اليوم طائرة “أباتشي” للتحالف في منطقة” بئر المزاريق” بين محافظتي مأرب والجوف؛ خلافا لما أعلنته السلطات السعودية بأن الأحوال الجوية هي السبب.
ووفقاً للمؤشرات على الأرض، فإن جولة الحرب القادمة ستكون أشد من ذي قبل، لا سيما وأن الجيش الوطني والمقاومة الشعبي، ومن خلفهما التحالف العربي، يشعرون أنهم استنفدوا فرص السلام، وأن الحسم العسكري بات خياراً أوحد.
في المقابل يستميت الحوثيون وحلفاؤهم على إبقاء المعركة بعيداً عن صنعاء، وتحشيد مسلحيهم باتجاه نهم شرقي العاصمة تخوفاً من معركة وشيكة قد تنتهي بتخليص صنعاء من قبضتهم لصالح الجيش الوطني والمقاومة، حينها ستكون معركة الحدود بلا معنى.