اللحوم في رمضان اليمن.. طعامٌ لمن استطاع إليه سبيلا! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
لا نشتري اللحوم في رمضان على الإطلاق، نحن بالكاد نقدر على توفير الحاجات الأساسية، التي تجعلنا نأكل صنفين من الطعام على الأكثر في اليوم الواحد”، بهذه الكلمات بدأ المواطن أنور علي (40 عامًا) حديثه لـ” يمن مونيتور”، ويعمل أنور بالأجر اليومي مساعدًا لبنَّاء مقابل خمسة آلاف ريال باليوم.
وتعد أسرة أنور واحدة من آلاف الأسر اليمنية التي تعزف عن شراء اللحوم في شهر رمضان نتيجة ارتفاع أسعارها من جهة ومن جهة أخرى نتيجة قلة الإمكانات المتاحة لديها.
وليست اللحوم وحدها التي يفتقدها اليمنيون في رمضان؛ بل غابت عن السفرة الرمضانية الكثير من أصناف الطعام التي كانت تتفنن في تحضيرها المرأة اليمنية ويعشق تذوقها جميع أفراد الأسرة.
يضيف أنور” تنعدم علينا فرص العمل؛ ففي الكثير من الأشهر نعمل أسبوعًا ونبقى عاطلين عن العمل لأسبوعين أو ثلاثة، وأما في رمضان فلا نجد فرصة عمل على الإطلاق وهذا ما يجعلنا نكتفي بالحاصل من الطعام”.
البطاط المسلوق هو البديل
ويشير أنور في حديثه لـ” يمن مونيتور” إلى أن” البطاط المسلوق يعد بديلًا لدى أسرته وللكثير من جيرانه؛ إذ تقوم أغلب الأسر قبيل رمضان بشراء سلة من البطاط تستخدمها خلال الشهر، بديلا عن اللحوم”.
ناشطون اجتماعيون يصفون وضع المواطن اليمني في شهر رمضان بالمأساوي؛ في ظل الغلاء المعيشي الفاحش، وغياب الكثير من المنظمات الداعمة.
في السياق ذاته يقول طلال الشرعبي (رئيس اللجنة المجتمعية بحارة غزة في مدينة تعز)” معاناة المواطنين في هذا الشهر أكبر من أن توصف، وأوجع من أن يتم شرحها فقد أهلّ رمضان العاشر على اليمنيين وهم يعيشون في ظل حصار اقتصادي مزرٍ وحرب عبثية لا مبرر لها”.
وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور”في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني بشكل عام ومدينة تعز المحاصرة بشكل خاص يعاني أغلبية المواطنين من صعوبة كبيرة في توفير متطلبات السفرة الرمضانية التي أصبحت تفتقر إلى العديد من الأطعمة التي كانت تحويها تلك السُفرة قبل الحرب”.
سفرةٌ رمضانية من صنف واحد من الطعام
وأردف” كانت السفرة الرمضانية تحتوي على أصناف متعددة من الأطعمة والتي لا تخلو من اللحوم والأسماك بشتى أنواعها إضافة إلى الحلويات والمشروبات المختلفة؛ لكنها أصبحت اليوم تقتصر على صنف واحد فقط من الطعام، أو صنفين على الأكثر وقد لا تتوفر في الكثير من الأحايين عند المعسرين، وأما اللحوم فقد أصبحت طعامًا لمن استطاع إليه سبيلا بل أصبحت من الأحلام حتى في الأعياد فما بالكم بشهر رمضان”.
وتابع” في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن، والتي أصبح فيها أكبر همه توفير لقمة العيش لأسرته، فقد أصبح كاهله مثقلًا بالأعباء التي يعانيها في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانعدام الأعمال وكل همّهِ توفير احتياجات ومتطلبات هذا الشهر الفضيل، ليس في توفير الأطعمة فحسب؛ بل بالتفكير في كسوة العيد التي تؤرقه وتجعله يصارع الموت من أجل بقاء أسرته”.
غيابُ الجمعيات الخيرية
وواصل الشرعبي حديثه لـ”يمن مونيتور ” أنا كلجنة مجتمعية في حارة غزة في مدينة تعز لم أرَ اي دور للجمعيات الخيرية في تخفيف معاناة الناس كتقديم وجبات الإفطار، حتى ليوم واحد كأدنى حدٍ على الأقل؛ بل لم نلمس منها حتى توزيع التمور كما كانت تعمل في الأعوام السابقة، على الرغم من ترددنا عليها مرات ومرات طالبين المساعدة للمحتاجين”.
بدوره يقول، المواطن، سهيل عبدالله (37 عامًا) إن: “رمضان هذا العام أقبل والعديد من الأسر تعتمد على صنف واحد من الطعام فقط لا غير، لست وحدي من لا يشتري اللحوم في رمضان”.
وأضاف لـ”يمن مونيتور” هذا العام شهد أزمة كبيرة أثرت على ملايين الأسر اليمنية بسبب غياب المساعدات الإغاثية على العديد من المناطق، وقلة فرص الأعمال وغلاء الأسعار الذي يتصاعد بين يوم وآخر “.
وتابع” نعتمد نحن والكثير من الأسر إلى جانب الشفوت على البطاط المسلوق، و”الفتة” التي يتم تحضيرها في الماء المغلي وقليل من البصل والزيت ومكعب من نكهة مرق الدجاجة”.
وأردف” اليوم حتى لحم الدجاج والذي يعد من أرخص أنواع اللحوم، أصبح الحصول عليه حلمًا بالنسبة للعديد من الأسر؛ إذ بات سعر الدجاجة الواحدة المثلجة وزن 900 غرام 7000ريال وهي لا تكفي لأسرة واحدة مكونة من 4 أفراد فما بالكم بالأسر المزدحمة بالأفراد “.
وأشار إلى أن ” سعر الكيلو اللحم قد تجاوز 13 ألف ريال، ويعود ذلك إلى تدهور العملة المحلية وتجاوز سعر الدولار الواحد 1700ريال”.
واختتم حديثه قائلاً:” نتمنى أن ترخص الأسعار وتتوفر الأعمال ويتعافى الريال اليمني ليتسنى لنا شراء بعض ما تشتهيه أنفسنا وأفراد أسرنا من طعام”.