تركيا تنتصر، تهزم الانقلاب، تبدع نموذجها الخاص في كسر المؤامرة وإنهاء المغامرة وتطويق المخطط الإرهابي الكبير، تنجز تعابيرها الفريدة في التعامل مع هذه الاندفاعة الانقلابية المسلحة والتي هاجمت في المساء. كان الهدف إسقاط تركيا الدولة والنظام والتجربة، هذا يقين الشعب التركي الأمر لا يتعلق بحزب العدالة والتنمية ولا بالرئيس أردوغان شخصيا.
تركيا تنتصر، تهزم الانقلاب، تبدع نموذجها الخاص في كسر المؤامرة وإنهاء المغامرة وتطويق المخطط الإرهابي الكبير، تنجز تعابيرها الفريدة في التعامل مع هذه الاندفاعة الانقلابية المسلحة والتي هاجمت في المساء. كان الهدف إسقاط تركيا الدولة والنظام والتجربة، هذا يقين الشعب التركي الأمر لا يتعلق بحزب العدالة والتنمية ولا بالرئيس أردوغان شخصيا.
تركيا مثال ملهم في السياسة والحكم والنهضة والتحولات الكبرى المشهودة، استطاع الأتراك بجهد متواصل ومثابر ومتعاضد وعبر السياسة التغلب على كثير من المشكلات والعوائق التي تضع السياسي في دائرة الاشتباك مع المؤسسة العسكرية وتبقي العلاقة بينهما في حالة تأزم وتوتر وقلق متبادل.
اليوم يخرج الجيش ليحمي النظام السياسي باعتباره رمز المشروعية والجمهورية والمعبر عن إرادة الشعب التركي وحريته وكبريائه. وما زالت التجربة التركية استثناء فاضحا لأولئك الذين تربوا في قلب الديكتاتورية وظلوا أوفياء لتقاليدها البوليسية القمعية وتوجهاتها الرافضة للتغيير والمناهضة للديمقراطية.
وبمواقفه المؤيدة لثورات الربيع العربي خاصة أوغر النظام التركي صدور سراق الحكم وكسب عداوة أولئك الذين انقلبوا على خيارات شعوبهم ووقفوا ضد التغيير الديمقراطي وأعادوا الديكتاتوريات بأبشع الصور والتجليات. كان هؤلاء هم الحفلة الشامتة و”الهتيفة” الأكثر حماسا وهوسا واندفاعا في إطلاق المزاعم والتخرصات والتصريحات الفرحة المستبقة.
كانت أصواتهم المشحونة بالعداء أعلى بكثير من جلبة الانقلاب ودوي المواجهات المحدودة بين إسطنبول وأنقرة.
تصوروا الأمر بذات اليسر. اعتقدوا إمكانية تنفيذ إطاحات سهلة مماثلة لكنها تركيا تقدم درسا كبيرا في إسقاط هذه المحاولة وإفشال المراهنات عليها، تركيا لا تنقلب ضد ذاتها بسهولة. الجيش يحمي الدولة والنظام السياسي ومكتسبات الجمهورية، والأحزاب من اليمين إلى اليسار إلى الوسط كلها ضد الانقلاب، والشارع لا ينقلب ضد نفسه وضد خياراته وإرادته، يخرج واقفا ضد الانقلاب.
يخرج استجابة لرئيسه المنتخب كي يحرس سلطته وإرادته ويقف ضد الانقلاب. لم يخرج لكي يطيح بجمهوريته ولا لكي يحمل قاهريه إلى سدة الحكم. لم يحتشد من أجل إنجاز ملهاة كبيرة يستعيد فيها كل ما كان تخلص منه القيود والأغلال والإهانة والإذلال.
كانت تركيا أكبر من الانقلاب أكبر من أن تقف ضد نفسها وإرادتها الحرة. أكبر من أن تسلم مصيرها للاستبداد.
تحسم تركيا وقوفها ضد هذه الارتدادات الهمجية. وتحقق الكثير من الانتصارات على مستوى الروح الوطنية الواحدة. والتي نجحت في التصدي لهذه العملية ببسالة وثقة وتماسك وشعور واضح بالمسؤولية التصريحات والتعبيرات الخاصة والعامة لم تخذل روح تركيا ولم تخن نفسها ولم تسلم مصيرها للخيانات، ليست كبلدان الخيبة، حيث الانتخابات والانقلابات والارتكاسات الكبرى المفزعة.
حيث لا سواند ولا روافع مؤسسية ومجتمعية حامية وضامنة وحيث استهلكت قوى التغيير أعمارها على صعيد تحسين المسار الديمقراطي والتعددي ولضمان أكبر قدر من نزاهة الانتخابات واكتشفت أن هذا المسار أبعد ما يكون عن الدولة وعن التغيير الحقيقي المحمي من كل الاختراقات.
نقلا عن الشرق القطرية