كاتب مصري يعيد الاعتبار لنون النسوة
يحتفى الكاتب محمد رفيع في مجموعته القصصية الحديثة “عسل النون” بالأنثى، بداية من إهداء الولوج ثم المفتتح “يا نون، يا حبلى بنقطة التكوين”، حتى إهداء الخروج.
يمن مونيتور/العرب اللندنية
يحتفى الكاتب محمد رفيع في مجموعته القصصية الحديثة “عسل النون” بالأنثى، بداية من إهداء الولوج ثم المفتتح “يا نون، يا حبلى بنقطة التكوين”، حتى إهداء الخروج.
وتتكون المجموعة من 21 قصة قصيرة تختلف في طريقة السرد وطرح الفكرة لكن يبقى السؤال السمة الأساسية الغالبة على النصوص، فالكاتب لا يكتفي أبدا بسرد الحكايات ليمتع القارئ، بل يدفعه دائما نحو فوهة الأسئلة التي يطرحها داخل النص.
كما يعمل محمد رفيع على خلق نص ذي عدة مستويات أهمها البعد الفلسفي والصوفي، علاوة على اللغة وتناول الفكرة من زاوية مختلفة وجذابة، وهو الأسلوب الذي يعتمده رفيع في كتاباته بشكل عام على سبيل المثال مجموعته القصصية “أبهة الماء”.
ومجموعة “عسل النون”، الصادرة عن دار روافد للنشر، هي عبارة عن قصص ورؤى فنية أخذت تلح على الكاتب بضراوة أثناء عمله على الرواية، ويقول رفيع “استغرقت عامين ونصف العام في كتابة ‘عسل النون’ وتنقيحها، أما الاحتفاء بالأنثى فهو ليس سرا إذ أنه ضرورة جمالية وفنية، فالأنثى تمثل مصدر الجمال في حياتنا والإلهام والطمأنينة، والحقيقة أن لدي سببا خاصا حاولت أن أجعله عاما، فقد أردت أن أقدم لوالدتي اعتذارا عمليا عن القلق والوجع السحيق الذي سببته لها حين ذهبت عنها في غيبوبة طويلة إثر حادث سير وأنا في صغري”.
ويضيف رفيع “أنا ممتن لنساء كثيرات في حياتي شكلن وجداني ووعيي، بعضهن من أهلي ومنهن من كان لها أعمق التأثير في حياتي الشخصية والعاطفية، وأيضا لا أنسى بعض المشاهير كأم كلثوم وفاتن حمامة والكثيرات اللاتي فتحن لي آفاقا رحبة من أجل الاستمتاع والتذوق والتماهي مع التجارب الفنية، سواء أكانت في الغناء أم في التمثيل أو غيرها، وأنا أعتبر كل منهن صنعت جزءا من وجداني وكانت لهن أياد بيضاء على حياتي، فما كان مني إلا أن استشعرت أن إهداء نص أدبي به كل ما يعتمل في روحي لهو أقل هدية أقدمها لهن”.
وتبدو قصص المجموعة بعيدة عن مناحي الفلسفة وعوالمها، فهي تطلق فقط التساؤلات وتحاور الحقيقة وتحاول أن تفكك العالم وتعيد تركيبه عله يشي بمكنونه ويبوح بأسراره، بشكل بسيط يكون انحيازه الأول للبحث عن مواطن الجمال في الكون.
ويشار إلى أن الكاتب والسيناريست محمد رفيع هو خريج أكاديمية تكنولوجيا السينما الحديثة للفنون قسم السيناريو، قام بكتابة العديد من السيناريوهات منها “الحاوي خطف الطبق”، و”معجزة” عن قصص للكاتب الراحل نجيب محفوظ، و”ستر الحياة” فيلم تسجيلي، و”مدد يا طاهرة”، و”جافتون” قصة معدة خصيصا للسينما، وصدرت له رواية واحدة “ساحل الغواية”، ومجموعتان قصصيتان “ابن بحر”، و”أبهة الماء” التي حصلت على جائزة ساويرس لأفضل مجموعة قصصية لشباب الكتاب 2012.