تباين الرؤى واختلاف الأهداف.. ما الذي يجري حقاً في “مشاورات الكويت2″؟!
تعيش المشاورات اليمنية في الكويت أيامها الأخيرة إما بالوصول إلى اتفاق أو بإعلان انهيارها، فختام اليوم الثالث للمشاورات، اليوم الاثنين، سيتبقى 11 يوماً فقط على هذا الإعلان، حسب المهلة المتفقة بين الأمم المتحدة والوفدين اليمنيين.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تعيش المشاورات اليمنية في الكويت أيامها الأخيرة إما بالوصول إلى اتفاق أو بإعلان انهيارها، فختام اليوم الثالث للمشاورات، اليوم الاثنين، سيتبقى 11 يوماً فقط على هذا الإعلان، حسب المهلة المتفقة بين الأمم المتحدة والوفدين اليمنيين.
ولا يبدو أن المشاورات في يومها الثاني، أمس الأحد، قد وصلت إلى طريق فما يزال الحوثيون لم يوافقوا على جدول الأعمال لهذه الأسبوعين والذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مساء الجلسة الافتتاحية السبت الماضي: “أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية بالإضافة الى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح من المنطقة (أ) وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الانسانية فيما ستواصل بالتزامن مع ذلك لجنة السجناء عملها لإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في أقرب وقت ممكن”.
وهو ما ظهر خلاف ذلك في بيان أصدره وفد “الحوثي- صالح” في ساعة مبكرة صباح اليوم الاثنين بالقول إنه يتمسك بإنجاز اتفاق سياسي شامل وكامل بالمشاورات.
جدول الأعمال
وقال الوفد في بلاغ صحفي، نشرته وسائل إعلام مقربة من الجماعة، إن “الوفد أجرى، على مدى أسبوعين خلال أيام عيد الفطر، مشاورات إضافية بالتوازي مع قيام المبعوث الأممي إلى اليمن بإجراء عدد من الزيارات في المنطقة لدعم نفس الهدف”.
ويلوح وفد (الحوثي- صالح) إلى تمسكه بخيار “تشكيل حكومة وطنية” قبل الشروع في إجراءات الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، وهو خيار ترفضه الحكومة اليمنية، وتعتبره خارج إطار القرار الأممي (2216) الذي ينص صراحة على الانسحاب وتسليم السلاح وإطلاق المعتقلين، قبل القيام بخطوات استئناف العملية السياسية في البلاد.
وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت في وقت سابق الجمعة الماضية أنها لن تذهب إلى الجولة الثانية من المشاورات وبعد جلسات مع “ولد الشيخ” لمدة يومين (الجمعة-حتى مساء السبت) تحدث رئيس وفد الحكومة عبد الملك المخلافي، وزير الخارجية اليمني: “حصلنا على رد مكتوب من “ولد الشيخ” على مطالبنا، ما جعلنا نقرر العودة لمفاوضات الكويت.
وبين المخلافي أنه “تم الاتفاق على جدول الأعمال بشكل محدد يقتصر على الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة والإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن”، مردفاً: “لن يسمح بإضاعة الوقت او الخروج عن جدول الاعمال او تمديد مدة المشاورات وسيتم بعدها تحديد المعرقل وتحميله المسؤولية”.
حراك دولي
وتوقعت مصادر مقربة من أروقة المشاورات، أن تشهد الأيام القادمة من المشاورات حراكا دوليا كبيرا في الدفع نحو حل الأزمة اليمنية، واستغلال الزمن المحدد للمشاورات في انجاز المهام الطروحة أمام الوفود، مبدية تفاؤلها الحذر مما يخبئه وفد الحوثي من مواقف.
ويبدو أن الحراك الدولي بدأ فعلاً من خلال لقاءات جمعت وزير الخارجية الكويتي مع وفد (الحوثي- صالح) ومع المبعوث الأممي، كما أن لقاءً جمع علي عبدالله صالح الرئيس السابق مع منسق الأمم المتحدة المقيم في صنعاء، اليوم الاثنين، ولم يذكر موقع “المؤتمر نت” لسان حزب “صالح” أي إشارات حول مضامين اللقاء عدا الإشارة إلى التمني بنجاح مشاورات الكويت.
فيما التقى وزير الخارجية الكويتي بالوفد الحكومي، ووصف مصدر في الوفد لـ”يمن مونيتور” في وقت سابق أمس الأحد، بـ”الممتاز والايجابي”، والذي أكد بأنه ما سيتم مناقشته حاليا، لن يخرج عن ما تحدث به “ولد الشيخ” في كلمته الافتتاحية، السبت.
واشترط الوفد الحكومي للمشاركة في الجولة الثانية من المشاورات بعد قرار سابق بمقاطعتها، التزام “الحوثيين” و”حزب صالح”، باحترام ثلاث مرجعيات، وهي “القرار الأممي رقم 2216 (ينص على انسحاب الميليشيا من المدن التي سيطرت عليها وتسليم السلاح الثقيل للدولة)، والمبادرة الخليجية (اتفاق رعته دول الخليج قضى بتسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للسلطة عقب ثورة شعبية في العام 2011)، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني (مارس 2013 ـ يناير 2014 ونص على تقسيم اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب).
وفي وقت سابق، قال مصدر حكومي لـ”يمن مونيتور”، إن جلسات الأحد، التي دشنها ولد الشيخ بلقاء مع وفد الحوثيين وحزب صالح وأعقبه لقاء مع الوفد الحكومي، أكدت على المضي بـ”جدول الأعمال” الذي أعلنه المبعوث الأممي، ليل السبت، للجولة الحالية التي ستقام على مدى أسبوعين.
وذكر المصدر، أن الحوثيين حاولوا التعنت برفض جدول الأعمال الذي أسقط “الملف السياسي”، بالتمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي، لكن المبعوث الأممي أصر على موقفه، وأكد على ذلك وزير الخارجية الكويتي.
من جانبها نقلت صحيفة “عكاظ” السعودية في عددها الصادر اليوم الأثنين عن مصادر في لجان المشاورات اليمنية في الكويت أن المشاورات ستركز على تشكيل لجنة عسكرية لاستلام صنعاء والحديدة وعمران (المنطقة أ).
وأضافت المصادر أن المشاورات التي تستمر أسبوعين ستركز على تشكيل لجنة عسكرية لاستلام صنعاء والحديدة وعمران (المنطقة أ) كمرحلة أولى وتشمل المؤسسات والأسلحة وسحب المسلحين، وإطلاق المعتقلين، والسماح بدخول المساعدات. وأضافت أنه يجري حاليا دراسة صيغة وبنود الاتفاق الذي يجري التشاور حوله والذي سيكون مرحلة أولى وبنجاح تنفيذه تعود المشاورات للاتفاق على بقية المراحل وتحديد آلية للعودة للحوار السياسي.
وكانت الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي قد وصفا هذه المشاورات بـ”الفرصة الأخيرة” وقال المخلافي مساء السبت إن على “ولد الشيخ” إعلان من يرفضون التوافق للجميع مع نهاية الأسبوعين إذا لم يتم الاتفاق.