قد يتهمك صديق مقرب في خندق الكلمة أن وطنيتك ليست خالصة لهذا الوطن ما دمت تتباكى في نظره على أطفال المليشيا الذين يقتلون في معارك سيدهم كقربان لا قيمة له, مثلما أنت تبكي على أطفال تعز ومأرب أو أي طفل يسقط ضحية للحرب في كل أرجاء الوطن .
قد يتهمك صديق مقرب في خندق الكلمة أن وطنيتك ليست خالصة لهذا الوطن ما دمت تتباكى في نظره على أطفال المليشيا الذين يقتلون في معارك سيدهم كقربان لا قيمة له, مثلما أنت تبكي على أطفال تعز ومأرب أو أي طفل يسقط ضحية للحرب في كل أرجاء الوطن .
والحقيقة أن البكاء من أجل أطفال المليشيا يبدو في نظري أدعى وأعمق لأن هؤلاء العبيد الصغار يقتلون مرتين مرة حين تتم تعبئة عقولهم بفكر الموت والقتل و زوامل الخراب في معسكراتِ يتم جمعهم فيها كالأغنام للذبح ثم بحمل السلاح في وجوه أناس ربما أطفال مثلهم .
ومرة أخرى حين يسقطون بأيدي المقاومة كمقاتلين معتدين يظنون القتال لعبة الشجاعة والفوز بالجنة وأن ما يقاتلون من أجله يستحق الذود عنه بأرواحهم أو حتى من أجل القليل من الريالات تصب في حجور آبائهم .
أما أطفال تعز ومأرب فهم يسقطون كالفراشات قد ملئت أرواحهم فرحا وأملاً بالغد تحتضنهم أمهاتهم بكل الخوف أن يمسهم أذى الحرب .
فكيف نقارنهم بأطفال قد نزعهم آباءهم وأمهاتهم من أحضان الطفولة ليرمونهم لمحرقة السيد, وكيف ننسى قصة ذلك الطفل من عمران الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة حين سقط أسيرا بيد المقاومة فاطلقوه رحمة بطفولته وحين عاد لوالدته أخذت مجددا من يده حتى معسكر المليشيا حرصا منها على شهادته ليسقط مرة أخرى أسيرا بيد المقاومة ليرجوهم بعدها ألا يعيدوه فلا حضن أم ولا ملجأ من الموت .. لا يريد العودة لأم تراه مجرد قربي للسيد وللجهاد المقدس .
كيف لا نبكي لطفولة لم تعد تعامل كطفولة من قبل أحن قلب وأرق شعور وهي الأم .
كيف لا نبكي طفولة العبيد الصغار الذين لا أمل أن يكونوا قناديلا مهما كبروا أو قتلوا أو طاحوا في الجبال لتأكلهم النسور .