الجزائر تدشن رسميا ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين
يمن مونيتور/ وكالات
دشّن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسميا “جامع الجزائر” الذي يعدّ أكبر صرح ديني إسلامي بعد الحرمين الشريفين وتعلوه أكبر مئذنة في العالم.
وكان المسجد الذي اكتمل بناؤه قبل 5 سنوات، قبل اليوم، يفتح أبوابه للصلوات الخمس فقط، ولم يكن يحتضن صلوات الجماعة الكبيرة مثل الجمعات وصلوات الأعياد والتراويح، لأسباب تتعلق بتهيئة محيطه الخارجي الذي لم يكن مستعدا لاستقبال جموع كبيرة من المصلين.
وجاءت سنوات جائحة كورونا لتعطل من دخول الجامع الخدمة، بسبب منع التجمعات، لكن مع هذا التدشين، سيصبح الجامع يعمل بشكل متواصل وينتظر أن يجمع هذه السنة أعدادا كبيرة من المصلين في شهر رمضان.
وخلال حضوره للجامع، تابع الرئيس تبون في القاعة الشرفية للصرح الديني شريطا وثائقيا وتلقى شروحات وافية حول مختلف مرافق وهياكل هذا الصرح الحضاري والديني.
كما قام بزيارة كافة هياكل الجامع، حيث عاين متحف الحضارة الإسلامية وتوقف عند كل من المركز الثقافي لمعاينة قاعة المحاضرات والمكتبة ثم المدرسة العليا للعلوم الإسلامية “دار القرآن” التي عاين بها أقسام الدراسة والمخابر.
واختتم الرئيس الجزائري زيارته إلى الجامع بأداء صلاة الظهر رفقة الوفد المرافق له الذي ضم عددا من المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، إلى جانب علماء وأئمة وشيوخ زوايا وشخصيات فكرية ودينية مرموقة من العالم الإسلامي.
ويقع جامع الجزائر ببلدية المحمدية في قلب العاصمة، وقد شيّد في أرض كانت كنيسة يقودها أحد عتاة المنصرين “لافيجري” في عهد الاستعمار الفرنسي، كدلالة رمزية على تثبيت الهوية الإسلامية في الأرض الجزائرية.
ويحوي المسجد قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20 ألف متر مربع وتتسع لأزيد من 120 ألف مصل، زينت بشكل بديع وتحتوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير تم انجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة.
كما تم تزيين قاعة الصلاة ومختلف مباني الجامع بفن الخط العربي على امتداد 6 كلم واعتمد التصميم الهندسي على معايير مضادة للزلازل.
وتعد المئذنة أبرز ما يلفت النظر في الجامع، حيث يفوق علوها 265 مترا وتتشكل من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و10 طوابق كمركز للبحوث، بالإضافة إلى محلات تجارية. ويوجد أعلاها منظار في القمة ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة.
كما يضم الجامع أيضا المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية “دار القرآن” بطاقة استيعاب تقدر بـ1500 مقعد موجهة للطلبة الجزائريين والأجانب لما بعد التدرج في العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية، وتحتوي على قاعات لإلقاء الدروس وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للمحاضرات وكذا إقامة داخلية.
كما يشمل الجامع على بنايات أخرى، على غرار مركز ثقافي يحتوي بهوا للعرض ومكتبة تستوعب مليون كتاب، إلى جانب فضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع لـ4.000 سيارة مبنية على طابقين اثنين في الطابق السفلي لساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.
ويتولى الإشراف على المسجد، عميد برتبة وزير هو الشيخ محمد مأمون القاسمي، وهو من علماء الجزائر وأعيان المذهب المالكي الذي تتبعه البلاد، كما يعد من المراجع الصوفية المنتشرة بكثرة في الجزائر.