تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية قبل أيام تصريحات منسوبة إلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حول رغبة تركيا في تحسين علاقاتها مع جيرانها بما فيها سوريا ومصر، وأثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة، لأنها جاءت بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب وترميم العلاقات التركية-الروسية، وفي ظل التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية التركية. تناقلت وسائل الإعلام العالمية والعربية قبل أيام تصريحات منسوبة إلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حول رغبة تركيا في تحسين علاقاتها مع جيرانها بما فيها سوريا ومصر، وأثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة، لأنها جاءت بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب وترميم العلاقات التركية-الروسية، وفي ظل التحولات التي تشهدها السياسة الخارجية التركية.
تصريحات يلدريم تم تفسيرها بأن أنقرة تتطلع إلى تحسين علاقاتها مع بشار الأسد، وطارت وسائل إعلام تابعة لأنظمة الثورة المضادة فرحا بهذه المغالطة المقصودة، وقامت بترويجها للإساءة إلى موقف تركيا من الثورة السورية، والنكاية برئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان.
التصريحات المنشورة حول رغبة تركيا في تحسين علاقاتها مع سوريا كانت مخيبة لآمال المتعاطفين مع الشعب السوري الذي يناضل من أجل حريته وكرامته، ودفعت محبي تركيا للتساؤل عن حقيقتها. وجاء أول تصحيح لها من داخل حزب العدالة والتنمية، إذ ذكر ياسين أكتاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع ترك برس الإخباري، أن يلدرم صحح أقواله التي أدلى بها خلال اجتماع رؤساء فروع حزب العدالة والتنمية بالتأكيد على أنه «لا يقصد تطبيع العلاقات مع سوريا بوجود الأسد».
رئيس الوزراء التركي نفسه أكد خلال لقائه بمراسلة قناة «بي بي سي» البريطانية أنه من المحال تغيير الموقف التركي تجاه القضية السورية ما لم يرحل بشار الأسد عن السلطة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي لتأزم الوضع السوري هو بشار الأسد الذي تسبب في مقتل أكثر من 500 ألف مواطن سوري وتشريد أكثر من 9 ملايين آخرين بينهم حوالي 3 ملايين يقيمون داخل الأراضي التركية.
تصريحات يلدريم الأولى كانت غامضة، ولذلك فاجأت جميع الأتراك المؤيدين للثورة السورية بمن فيهم أعضاء حزب العدالة والتنمية وأنصاره، لأنهم قد يتفهمون حاجة أنقرة إلى ترميم علاقاتها مع موسكو، وغيرها ولكنهم غير مستعدين لقبول فكرة المصالحة مع مصر السيسي وسوريا الأسد.
وبعد أن تم استغلال تلك التصريحات لتشويه سمعة تركيا ورئيسها، وقع بعض المتعاطفين مع تركيا في الفتنة واستعجلوا في التعليق عليها، دون أن يتريثوا ويستفسروا ما هو المقصود منها، وصاروا يشككون في الموقف التركي من ثورة الشعب السوري.
كان المفترض لأحد يزعم أنه من أصدقاء تركيا أن يتريث حين سمع مثل هذه التصريحات المجزأة أو قرأها ليتأكد من صحتها أولا. ومن حقنا أن نرفض الخطأ ونستنكره، ولكن الثقة بيننا إن كانت ستنهار في أول زلة لسان أو تصريح طائش بحاجة إلى توضيح لنصطف مع المتربصين والصيادين في الماء العكر فحينئذ لا يمكن الحديث عن الصداقة والأخوة.;
نقلا عن العرب القطرية