استطاع الشعب التركي أن يحول الانقلاب من نقمة إلى وسيلة تجديد وتوحد، ومن مصيبة تجرهم إلى الماضي إلى محطة تنطلق بهم إلى المستقبل بسرعة.
استطاع الشعب التركي أن يحول الانقلاب من نقمة إلى وسيلة تجديد وتوحد، ومن مصيبة تجرهم إلى الماضي إلى محطة تنطلق بهم إلى المستقبل بسرعة.
الشعب التركي بكلمة واحدة (لا للانقلاب.. نعم للديمقراطية) أسدل الستار على كوابيس الماضي، وقل ما تتحد الشعوب على كلمة واحدة.
الشعوب المتحضرة وحدها التي تمتلك كلمات موحدة وواحدة تقولها وتدافع عنها كمصلحة وطنية عليا وثوابت وطنية لا تقبل القسمة ولا اللعب عليها، ذلك أن اللعب عليها أو بها لا يعني سوى لعب بالوطن وضرب في خاصرة الشعب والأجيال.
قضايا وكلمات يجمع عليها وتخرج تمام من دائرة المزايدة والمناكفة والمكايدات الرخيصة، فالشعب الرخيص وحده من يكائد أبناءه بالقضايا الوطنية ومنجزاته العامة.
استغرب بعض (العريبة) من وحدة كلمة الأحزاب التركية ووقوفهم خلف أردوغان وضد الانقلاب يقول أحدهم وببلاهة متناهية:
كيف يقفون مع خصمهم السياسي الذي يغلبهم هزائم متتالية ويخرجهم من الحكم في أكثر من دورة انتخابية، هولاء أغبياء؟
والله ما أغبياء كابرا عن كابر إلا (العريبة) الذين يقامرون بوطنهم ويفرطون بقواسمهم المشتركة ويضعون وطنهم في الهاوية من أجل معاندة الخصم السياسي أو لمزاحمة جار واغضاب أخ، لانه فقط لا يعجبه شكله وثقيل دم أو يخالفه في الرأي.
استطاع الأتراك أن ينقذوا بلادهم من الضياع لأنهم يعرفون ماذا يعني الانقلاب العسكري، ينافسون أردوغان نعم ويعملون على اسقاطه نعم، لكن بالطرق الشرعية والصندوق ويعلمون أن البقاء في ظل خصم سياسي ينجح بصورة شرعية مائة عام تحت ظلال إرادة الشعب والمعايير العادلة، خير من شهر في ظل حكم عسكري أو عنصري لا يعير كرامة الانسان أدنى قيمة.
لقد وقفت الأحزاب التركية والشعب التركي مع تركيا وليس مع أردوغان.. مع الديمقراطية وليس مع حزب العدالة الذي يمثل الديمقراطية.
استطاع الأتراك أن يجنبوا بلادهم كارثة محققة ويمنعوها من الانزلاق في هاوية المجهول وتصدوا لانقلاب مدعوما خارجيا واشتركت فيه أهم الأسلحة وفي المقدمة الطيران والسلاح البري وقيادة الجيوش الثاني والثالث والرابع بعد أن سيطروا على كل المرافق تقريبا، بينما نحن في اليمن بقينا (نبصبص) بدناءة لجماعة عنصرية ظلامية ونخرجها من مخابئها وكنسنا لها الطريق حتى العاصمة صنعاء والاستيلاء على المؤسسات والجيش ودخلنا في عصر الظلمات و”جحر الحمار”!.
كل ذلك تم من البعض ليس حبا أو قناعة بالحوثي وإنما نكاية بطرف ومكون وطني يمارس العمل السياسي،
إنه اللعب بالوطن وقضاياه الأساسية وهي صفة الشعوب الغبية والمتخلفة.
ومن يريد أن يرى هذا التدني فليراجع كتابات بعض النخبة المحسوبة على التيار الديمقراطي عندنا، وهي تصطف مع الانقلاب نكاية بأردوغان وحزب العدالة مع أنهم لو عادوا يفتشوا عن القضايا الخلافية فلن يجدوا سوى رواسب من الماضي ليس لها لون ولاطعم وبرائحة مقززة.
الأحزاب التركية تناست كل حسابات الربح والخسارة ومكاسب الخصم وارتصت إلى جانب الرئيس أردوغان دفاعا عن الوطن والديمقراطية وضدا للانقلاب، بينما اصطفت بعض النخبة الديمقراطية وراء الانقلاب لأن أردوغان صافح يوما ابن خالته المنافس أو انه يتفق ببعض الأفكار مع اخيه الذي يزاحمه على مشيخة القرية أو الاشراف على ديمة الغنم.