أسلحة جديدة وترسانة كبيرة.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تتصاعد وتزداد حدة
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على الرغم من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة منذ شهر، لا يزال الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن قادرين على شن هجمات كبيرة. هذا الأسبوع، ألحقوا أضرارًا جسيمة بسفينة في مضيق باب المندب أدت إلى غرقها جزئياً، وأسقطوا طائرة أمريكية بدون طيار تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات،
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الثلاثاء، إن الحوثيين يملكون مخزوناً كبيراً من الوسائل العسكرية، وأنهم يعملون على تقليصها. معترفاً أن هناك زيادة طفيفة في هجمات الحوثيين.
وشن الحوثيون أكثر من 34 هجوماً على السفن التجارية التي يقول إنها مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هجوم يوم الثلاثاء على سفينة شحن صغيرة ترفع علم بليز يمكن اعتباره أكبر هجوم ألحق ضراراً بأي سفينة تجارية منذ بدء الحوثيين هجماتهم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ردًا على حرب الاحتلال الإسرائيلي الوحشية على قطاع غزة.
وتم إنقاذ طاقم السفينة المكون من 24 فردًا بواسطة سفينة حاويات بعد أن قرر ضباط “روبيمار” الإخلاء بسبب الأضرار. ثم تم نقلهم إلى جيبوتي. وقال مسؤولون أمريكيون وبريطانيون إن “روبيمار”، لم تغرق. وهذا يتناقض مع ادعاء للحوثيين يوم الاثنين بأن الهجوم أدى إلى “غرقها بالكامل”. وقالت شركة “ديابلووس جروب” للأمن البحري إن السفينة شوهدت صباح الثلاثاء نصف مغمورة خارج الممر المائي الرئيسي للعبور في المنطقة.
كان هجوم روبيمار بمثابة إحدى الضربات القليلة المباشرة والخطيرة التي نفذها الحوثيون على الشحن. وفي أواخر يناير/كانون الثاني، أدت ضربة مباشرة أخرى إلى اشتعال النار في ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال لساعات.
اقرأ/ي.. تهديد جديد للحوثيين يستمر بالتطور يثير قلق قائد “آيزنهاور”: قد يصبح الأمر بشعاً بسرعة
طائرة أمريكية مسيّرة
بالتزامن مع هجوم روبيمار العنيف، نشر الحوثيون في وقت مبكر من يوم الثلاثاء لقطات لما وصفوه بصاروخ أرض-جو أسقط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper قبالة ساحل الحديدة، وهي مدينة ساحلية يمنية يسيطرون عليها على البحر الأحمر. وتضمنت اللقطات مقطع فيديو لرجال يسحبون قطعًا من الحطام من الماء إلى الشاطئ. وما قالوا إنها حطام الطائرة والتي تتضمن معدات كهربائية تتوافق مع قطع معروفة للطائرة الأمريكية التي تستخدم في شن هجمات والاستطلاع.
وأكد البنتاغون يوم الثلاثاء إسقاط الطائرة بصاروخ أرض-جو. وهي الطائرة الثانية من هذا النوع يتم اسقاطها بعد اسقاط واحدة في نوفمبر الماضي واعترف البنتاغون بفقدانها. وهي الطائرة الرابعة التي تسقط في اليمن منذ 2014 بعد أن سقطت طائرتين من نفس النوع في 2017 و2019 وقال الحوثيون إنهم أسقطوها.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة أسقطت 10 طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين تحمل قنابل، بالإضافة إلى صاروخ كروز كان متجهًا نحو مدمرة يو إس إس لابون. كما شن الجيش الأمريكي ضربات استهدفت قاذفة صواريخ أرض جو تابعة للحوثيين وطائرة بدون طيار قبل إطلاقها. بعد أن أعلن الحوثيون شن هجمات على السفن البحرية العسكرية الأمريكية.
وحتى الآن، لم يصب الحوثيون أي بحار أو طيار أمريكي بجروح منذ أن شنت أمريكا غاراتها الجوية التي استهدفت في يناير/كانون الثاني.
اقرأ/ي.. ما تأثيرات إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب على الواقع العسكري للجماعة؟ ( تقرير خاص )
سُفن مسيّرة تحت الماء
وتمثل الطائرات دون طيار والسفن المسيّرة التي يستخدمها الحوثيون لشن هجمات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية والعسكرية تهديداً كبيراً لهذه السفن بسبب صعوبة رصدها من قِبل الردارات. يضيف وجود غوصات يتم التحكم بها عن بُعد أو “مركبات مسيّرة تحت الماء” كما تصفها البنتاغون تهديداً أكبر للقوات الغربية العاملة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وعُرفت هذه المركبات المسيّرة تحت الماء للمرة الأولى يوم الأحد، عندما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن القوات البحرية في البحر الأحمر دمرت مركبة غير مأهولة تحت الماء في المياه التي يسيطر عليها الحوثيون حول اليمن.
وقال الجيش الأمريكي في بيانه إن الولايات المتحدة ضربت كلاً من السفينة السطحية بدون طيار والغواصة وشنت ضربات أخرى ضد الصواريخ المضادة للسفن، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة عن الموقع.
وقال ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون وضابط وكالة المخابرات المركزية، إن استخدام الحوثيين لمركبة مسيّرة تحت الماء كان أمرًا مهمًا. وأضاف أن الحوثيين يعدلون على ما يبدو استراتيجيتهم.
وقال مولروي: “من المرجح أن يكون اكتشاف وتدمير السفن السطحية وتحت السطحية غير المأهولة أكثر صعوبة من اكتشاف الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للسفن”. مضيفاً أن أنظمة الأسلحة غير المأهولة تشكل تهديدًا خطيرًا، لأنها يمكن أن “تطغى على دفاعات السفينة” من خلال الهجوم من أبعاد متعددة، وهو ما يسمى “هجوم السرب“.
وتقول الولايات المتحدة إن فيلق قدس التابع للحرس الثوري الدولي، وهو ذراع القوات العسكرية للنظام الإيراني الذي ينسق العمليات خارج حدود إيران، يدعم الحوثيين والجماعات المسلحة الأخرى بالأسلحة والتمويل. لكنها تقول أيضاً إن طهران ليس لديها سيطرة مباشرة على الحوثيين.
اقرأ/ي.. (حصري).. داخل تظاهرات الحوثيين في صنعاء.. دعم غزة ورفض بقاء سلطة الجماعة
فرصة الحوثيين وورقتهم الرابحة
وحول دوافع الحوثيين لشن الهجمات قالت فاطمة أبو الأسرار، الباحثة في معهد الشرق الأوسط ومقرها واشنطن “إنه يضفي الشرعية على تصرفات الحوثيين في نظر أولئك الذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، ويصرف الانتباه عن القضايا الأكثر إلحاحًا المرتبطة بالصراع اليمني وفشل حكم الحوثيين، وربما يوسع قاعدة دعمهم خارج حدود اليمن”.
إذا استمرت هجمات الحوثيين، فقد يجبر ذلك الولايات المتحدة على تكثيف وتوسيع هجماتها المضادة عبر منطقة الشرق الأوسط المضطربة بالفعل. في وقت يواجه الحوثيون بالفعل ضغوط دولية، وأطلق الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حملته الخاصة لحماية الشحن. وقالت فرنسا العضو يوم الثلاثاء إنها أسقطت طائرتين مسيرتين تابعتين للحوثيين خلال الليل في البحر الأحمر.
وكتبت إليونورا أرديماني، زميلة المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: “بدون وقف إطلاق النار في غزة، قد يميل الحوثيون إلى مزيد من التصعيد ضد المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وفي المنطقة”.
وتقول أبو الأسرار: في مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، من المرجح أن يستمر الحوثيون في استخدام استراتيجية أتقنوها على مر السنين: شراء المزيد من الوقت مع مضاعفة مطالبهم التي لا يمكن تحقيقها.
وأضافت: يتماشى هذا النهج مع تكتيكهم التاريخي المتمثل في استخدام الصراع كفرصة لتعزيز وتوسيع نفوذهم. ويشير هذا إلى أن الهدف الأساسي للحوثيين هو تعزيز مصالحهم الخاصة، وضمان بقائهم، وتوسيع نطاق سيطرتهم.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، لبرنامج ” 60 دقيقة ” الذي تبثه شبكة سي بي إس الأمريكية في مقابلة أذيعت يوم الأحد إن “15% من التجارة العالمية تتدفق عبر البحر الأحمر بالضبط”، لذلك “حافظ على هذه فتح الممرات المائية الحيوية أمر بالغ الأهمية.”
وتشير “أرديماني” أنه بالنسبة لواشنطن فإن “خيارات الردع” تضيق.
وأشار الباحث في الشؤون اليمنية نيكولاس برومفيلد إلى أن الحوثيين، إن الحوثيين يستخدمون حشدهم للاحتجاجات الجماهيرية ضد الهجمات الأمريكية والبريطانية في اليمن، وضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بشكل استراتيجي لتصوير معارضتها القوية للضربات الأميركية والبريطانية كجزء من مقاومة إقليمية أوسع ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع: “يبدو أن هذه هي الورقة التي يستخدمها الحوثيون، وبالنظر إلى أنهم كانوا يواجهون أكبر أزمة سياسية على الإطلاق في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر مباشرة، يبدو أن الورقة الرابحة أصبحت في يدهم اليوم”.
وأضاف: أن تصوير أنفسهم على أنهم في صراع مباشر مع الولايات المتحدة يلاقي الكثير من الروايات التي لطالما رددها الحوثيون لأنفسهم وللآخرين حول ما يمثلونه في العالم