وفد مشاورات الحوثي لمشاورات الكويت يصل إلى مسقط في طريقه إلى الكويت برفقة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ.
وفد مشاورات الحوثي لمشاورات الكويت يصل إلى مسقط في طريقه إلى الكويت برفقة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ.
العودة المبكرة والمحتفى بها اعلامياً لوفد الحوثي وصالح للكويت لاستئناف المشاورات مع الوفد الحكومي التي رفعت نهاية رمضان بسبب إجازة العيد، تأتي بعد حديث رئيس الجمهورية ووفد الحكومة عن تحفظات تجاه أداء الأمم المتحدة في الملف اليمني، وفي ظل توقعات عن تأخر موعد انطلاق المشاورات.
يبدو واضحا مبالغة الحوثيين في احتفائهم بعودة وفدهم للكويت وتحمسهم له بذات القدر الذي كانوا يتعاملون به مع أخبار انتصاراتهم الميدانية وصواريخهم وكتائبهم التي أسقطت المدن السعودية، ولا يظهر ثمة سبب لهذا التحمس سوى ردة فعل لموقف الحكومة من العودة للمشاورات.
لو عدنا قليلا للوراء، وتحديداً ما قبل انطلاق مشاورات الكويت، أبدى الحوثيون تصلباً وموقفاً متشدداً من المشاركة في المشاورات ابتداء من اعتراضهم على اختيار الكويت مقراً للمشاورات كون سلطات الكويت تشارك في تحالف عاصفة الحزم المساند للشرعية.
تأخر الوفد الحوثي أياماً في صنعاء قبل سفره للكويت، ومع وصولهم الكويت بدأت سلسلة من المناورات والاشتراطات الحوثية والتي كان من ثمارها استقبال أمير الكويت للوفدين وحصول وفد الحوثي على مكسب وقف طلعات طيران التحالف الرقابية على الاجواء اليمنية.
طالت المشاورات أكثر من المتوقع وعدها الجميع فاشلة منذ البداية وجاء الاتفاق على استئنافها في محاولة أممية للخروج باتفاق ولو شكلي يوقع عليه الطرفان.
اليوم.. يعود الحوثي للكويت بحماس كبير مرجعه رفض خصومه فقط كما يبدو، اتفاق إطلاق النار الهش منذ بدايته لم يعد استمراره مطروحا للنقاش، كما أن طيران التحالف عاد يراقب ويقصف أحيانا، ولم يستطع الحوثي تحقيق مكاسب ميدانية في فترة التهدئة الطويلة وفقا لما كان يتوقعه.
ليس معلوماً ما إذا كان حماس الحوثي للعودة للكويت متعلقا بالتفاهمات الثنائية بينه وبين الجانب السعودي في ظهران الجنوب، إلا أن التفاهمات هذه أصلاً ليست جديدة، فهي قائمة منذ ما قبل المشاورات وربما لم تكن نتائجها كما كان يؤمل الحوثيون لو تابعنا انتقادات قيادات كبيرة مقابل خسرانها لمعركة الحدود بشكل كلي بعد ان كانت من اهم اوراق قوتها وادوات ضغطها.
وفي المقابل.. الحديث الذي راج بشكل واسع عن توجه دولي لاعتماد الحوثيين كشريك مقابل ابعاد علي صالح من المشهد، يتناقض مع المكسب الذي تحقق مؤخرا لعلي صالح بعد زيارة المبعوث الأممي له في صنعاء، كونها أول لقاء بينهما وتعد اعترافا به كلاعب قوي وذلك بالتأكيد على حساب مكاسب الحوثي وعناصر قوته التي يمتلكها في الملعب.
أعود للسؤال: على ماذا يراهن الحوثي في تحمسه للعودة؟ ظهران الجنوب أم ردة فعل لموقف الحكومة لا أكثر؟
وفي الغالب فإن الموقف الحكومي ليس موقفاً باتاً، إذ سيشارك في المفاوضات فماذا سيكون موقف الحوثي حينها؟