أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

تردي الوضع الصحي في ريف تعز باليمن يفاقم معاناة المرضى (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من سهيل الشارحي

مشيًا على الأقدام، وتحت حرارة الشمس يقطع حسن علي صاحب 45 عام، ما يزيد عن 12 كيلو للوصول إلى مركز الاشروح الطبي غربي تعز(جنوب غربي الين)، على أمل الحصول على علاج ينهي مرضه الذي أنهك جسده منذُ مدة.

يقول حسن علي وهو أحد ساكني عزلة اليمن مديرية مقبنة غربي تعز في حديث لـ”يمن مونيتور”: أصبتُ بحمة شديدة ولم يكن لدي المال لاستئجار مركبة للوصول إلى مركز الأشروح لتلقي العالج، والذي يبعد عن قريتنا ما يزيد عن 12 كيلو، الأمر الذي جعلني أتناول علاج مسكن للألم لكي استطيع المشي إلى المركز”.

يضيف حسن، “الحرب المستمرة منذ تسع سنوات أثرت على حياتنا المعيشية، خاصة الوضع الصحي، لأن معظم المراكز الطبية في المنطقة أغلقت بسبب الحرب، مما نضطر المش على الاقدام مسافات بعيد للوصول إلى المرافق الصحية المتواجدة في المناطق المجاورة”.

يشير صاحب 45 عاما، إلى أن المراكز الصحية في الأرياف أصبحت الوسيلة الرئيسية التي يعتمد عليها المواطنين لتلقى العلاج، والذي بسبب تردي الوضع الاقتصادي وصعوبة الحصول على المال للوصول إلى المستشفيات داخل المدينة.

مرفق صحي في ريف تعز

“المرافق الصحية في الأرياف خارج الخدمة”

وبسبب الحرب المستمرة لأكثر من تسعة أعوام، خرجت الكثير من المرافق الصحية في المناطق الريفية عن الخدمة، كما تعرضت بعض المرافق للتدمير، وأخرى بقيت عرضه للنهب والسطو، والتي كانت تعتبر بالنسبة للمواطنين ملاذهم الأخير في التشافي من الأمراض.

في السياق ذاته يقول أحمد عبدلله، مدير مركز الكويحة الطبي، في حديث، لـ”يمن مونيتور”: إن الصراع المستمر منذُ تسع سنوات في البلاد ، أثر بشكل كبير على المرافق الصحية، وعلى مستوى تقديم الخدمات الطبية، بالرغم من ذلك الا أن  المراكز الطبية أصبحت الملاذ الأخير الذي يعتمد عليه المواطنين لتلقى العلاج، بسبب تدني مستوى الدخل للفرد وتدهور الوضع الاقتصادي .

ويضيف أحمد بـ”أن المرافق الطبية في مناطق الصرع تتعرض للنهب”، مشيرًا، أن مركز الكويحة الطبي تعرض لنهب شامل من قبل الأطراف المتصارعة في البلاد، يعد ما كان المركز يقدم خدمات طبية للمواطنين بشكل مستمر على الرغم من شحة الامكانيات، وضعف الدعم.

نسياء يمنيات برفقة أطفالهن في مرفق صحي بريف تعز

وأوضح في ذات السياق، أن المركز الطبي المذكور آنفاً، تحول إلى مرعى للأغنام بسبب موقعه الراهن بالقرب من خطوط تماس الحرب تحديداً في منطقة الكويحة، والتي تشهد بين الحين والأخر معارك شرسة بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي.

“معاناة مريرة”

وتسبب خروج المرافق الصحية عن الخدمة في معاناة كبيرة للمواطنين، إذ يقول محمد عبدالحفيظ، أحد ساكني عزلة اليمن، إنه “إغلاق مركز الكويحة الطبي أصبح المواطنين يعيشون معاناة مريرة، خاصة المرضى، لأنهم لا يملكون مال لاستئجار مركبة تنقلهم إلى مرفق طبي أخر”.

يضيف عبدالحفيظ في حديث لـ”يمن مونيتور”: “أصبحنا نعاني بشدة، لأن ذلك المركز كان يقدم خدمات طبية رغم شحة الإمكانيات، لكن اليوم، إذا أصيب أي شخص بالمرض فإننا لا نستطيع الذهاب به إلى مركز الأشروح الطبي، وهو أقرب مركز لعزلة اليمن، لأن ذلك يحتاج إلى مبلغا من المال يصل إلى 400 ألف لمالك المركبة (الدولار يقارب= 1600 ريالا).

ويشير عبدالحفيظ، إلى أنه منذُ إغلاق المركز قبل ثلاث سنوات، لا يحصل بعض من الأطفال في المنطقة للقاحات، بسبب بعد مركز الأشروح عن المنطقة، الأمر الذي جعل معظم الأطفال يصابون بالعديد من الأمراض كالحصبة وشلل الأطفال.

وعلى مدار سنوات الحرب، |أصيب العديد من الأطفال في الأرياف للأمراض المعدية بل وانتشرت بشكل كبير، فيما بلغت حالات سوء التغذية لديهم، وذلك بسبب افتقارها إلى مرافق صحية مؤهلة.

لقطة عامة لأحد المرافق الطبية بريف تعز

كما تعرضت الأمهات الحوامل في المناطق الريفية لمضاعفات أدت غالباً إلى الوفاة، علماً أن الأمم المتحدة تقول إنّ “حوالي 20.1 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدة للحصول على الخدمات الصحية، بينهم 4.8 ملايين امرأة، فيما يعاني 400 ألف طفل سوء تغذية حاداً”.

وفي منتصف شهر يناير من العام الجاري أعلنت السلطات الصحية بمديرية الوازعية غرب محافظة تعز، وفاة طفلين، نتيجة تفشي مرض الدفتيريا بالمنطقة، ويرجع سبب انتشار المرض إغلاق بعض المرافق الصحية في الأرياف، وصعوبة حصول الأطفال على بجرعات اللقاح لوقايتهم من أمراض القاتلة.

“غياب الدعم”

من جانبه، عزا الدكتور بشير الحصبري مدير وحدة الحصبري الصحية، الواقعة في قرية النجد مديرة مقنبة، الأسباب في توقف المرافق الصحية عن الخدمة، إلى توقف الدعم الحكومي.

وقال في تصريح لـ”يمن مونيتور”: “إن توقف الدعم من قبل مكتب الصحة في المحافظة بسبب الحرب، واستهداف المنظمات المتخصصة في مجال الصحة المستشفيات داخل المدينة، وتهميش المرافق الصحية في الأرياف جعلت بعض من المراكز والوحدات الصحية توقف العمل بسبب عدم توفر الدعم الطبي.

وأضاف “المنظمات العاملة في مجال الصحة إذا سنحت لها الفرصة تستهدف المراكز الطبية في الأرياف لكن بدعم ضئيل وبفترة محدودة لا تتجاوز عام كامل “.

وأوضح، “أن المراكز الصحية في الأرياف تفتقر للأجهزة الطبية والمحاليل، وكذلك الأدوية المجانية وخاصة المزمنة كعلاج السكر والضغط والقلب، لأن المواطن أصبح لا يستطيع شراء العلاج بسبب تضخم الاقتصاد وتدهور الوضع المعيشي”.

من جانبه، قال الدكتور عبدالباسط المكردي مدير مركز الأشروح الطبي، إن “المراكز الصحية التي مازالت تقدم الخدمات الطبية للمواطنين، أصبحت تفتقر إلى الكادر المتخصص، والأجهزة الطبية والأدوية”.

ودعا المكردي، مكتب الصحة في المحافظة إلى ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر الطبية في المرافق الصحية بالأرياف، ورفد المراكز بالأجهزة الطبية والأدوية، وذلك عبر تحويل جزء من دعم المنظمات الى الأرياف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى