مشاورات السلام اليمنية تعيش لحظات حرجة وفرص الحل العسكري تعود إلى الواجهة
تعيش مشاورات السلام اليمنية، لحظات حرجة، مع تزايد المؤشرات عن تأجيل الجولة الثانية من مشاورات الكويت والتي كان من المقرر انطلاقها الجمعة القادمة. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تعيش مشاورات السلام اليمنية، لحظات حرجة، مع تزايد المؤشرات عن تأجيل الجولة الثانية من مشاورات الكويت والتي كان من المقرر انطلاقها الجمعة القادمة.
وبموازاة الانسداد الحاصل في طريق الجولة الثانية من المشاورات والتي كان المجتمع الدولي يتوقع أن تكون الأخيرة في مشوار النزاع اليمني، تتزايد فرص العودة للحسم العسكري، وتُقرع طبول حرب ستكون الأقسى في جبهات مختلفة.
واستغل الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح فترة التهدئة الممتدة منذ 90 يوما، في تصنيع أسلحة ثقيلة محليا، واليومين الماضيين تم كشف الستار عن صاروخ باليستي جديد تم تصنيعه محليا من منظومة الزلزال، واطلق عليه الزلزال 3.
وفي المقابل، يبدو توجه شبه عام نحو الحل العسكري، لدى الطرف الحكومي بدلا عن اهدار الوقت في مشاورات عقيمة، وخصوصا في حال لم يوقع الحوثيون وصالح على تنفيذ 2216 ويلتزمون به بشكل صريح.
ودفع التحالف العربي الموالي للشرعية، الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية ضخمة للمحافظات الشمالية والشرقية من صنعاء، وخصوصا مأرب والجوف، وفقا لمصادر عسكرية.
وكما تواجه الحكومة ضغوطا خارجية من المجتمع الدولي تطالبها بتقديم تنازلات في الذهاب إلى سلام مع الحوثيين ولو بأي الأثمان، تواجه ضغوطا في الداخل من الأحزاب وفصائل المقاومة المموالية لها تطالبها بعدم الثقة بالحوثيين وقوات صالح، وعدم الانتقال للملف السياسي إلا عقب الانسحاب من المدن.
ومساء الثلاثاء، طالبت أحزاب ومكونات سياسية موالية للحكومة اليمنية، القيادة السياسية والحكومة بتأجيل قرار المشاركة في الجولة الجديدة من مشاورات السلام في دولة الكويت، حتى يعلن الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح “الإلتزام الصريح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 دون شروط مسبقة وبإشراف دولي واقليمي”.
وأكدت الأحزاب في بيان تلقته وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ)، على “ضرورة تنفيذ الميليشيات لتعهداتها في جولة بييل السويسرية(منتصف ديسمبر الماضي) والمتعلقة بتنفيذ إجراءات بناء الثقة بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار عن المدن وفتح المنافذ الآمنة.
كما شددت الأحزاب على ضرورة التزام الحوثي ـ صالح، بـ”بالمحاور الخمسة” التي تشكل أجندة المشاورات، والتي تنص على “الإنسحاب من المحافظات، تسليم السلاح، عودة مؤسسات الدولة، الإفراج عن المعتقلين، و استكمال العملية السياسية من حيث توقفت”، وكذلك تحديد سقف زمني للمشاورات.
وفيما أكدت حرصها على تحقيق سلام دائم وشامل ينهي معاناة الشعب اليمني، شددت الأحزاب على أن هذا السلام “يجب أن يكون قائماً على أسس ثابتة وقوية تضمن استمراره وديمومته وهو ما لن يتحقق الا بالالتزام بالمرجعيات المقرة وبضمانات دولية وإقليمية تضمن عدم تراجع الطرف الإنقلابي عن تنفيذ التزاماته”.