الأخبار الرئيسيةغير مصنف

المقابر عوضاً عن المتنزهات.. الحرب تغير ملامح العيد في تعز اليمنية

قضى سكان مدينة تعز اليمنية، إجازة عيد الفطر للمرة الثانية، والمدينة تشهد حرباً متصاعدة وحصاراً فتاكاً فرضه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ نحو 15 شهراً.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من أحمد الصهيبي 
قضى سكان مدينة تعز اليمنية، إجازة عيد الفطر للمرة الثانية، والمدينة تشهد حرباً متصاعدة وحصاراً فتاكاً فرضه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ نحو 15 شهراً.
وخلال فترة المعارك، تعرضت متنزهات المدينة وحدائقها العامة للإغلاق والتدمير، وأصبح الأطفال يمارسون طقوس عيدهم مع مخلفات الحرب.
وكان جبل صبر المطل على المدينة، وحديقة التعاون في منطقة “الحوبان” شرقي المدينة، ومنطقة “الضباب” جنوب غربي المدينة، هما المتنفسان لسكان تعز خلال العيد، لكن الحرب جعلت هذه المناطق من الصعب الوصول اليها حاليا، فمن ليست في نطاق سيطرة الحوثيين ويصعب الانتقال إليها، تقع تحت طائلة قذائفهم.
وفيما كانت المتنزهات تفتقد للزوار الذين يرتادونها كل عام، كانت المقابر وخصوصا مقابر الشهداء في عصيفرة، وسط المدينة، تستقطب المئات من الزوار خلال اجازة العيد.
 
الحرب غيرت تقاليد العيد
وتسببت الحرب في تغيير ملامح العيد بمدينة تعز، بسبب استمرار المعارك فيها منذ منتصف إبريل/ نيسان 2015.
تروي مريم طه لـ”يمن مونيتور” كيف غيرت الحرب طقوس وعادات أبناء المدينة في الاحتفاء بمناسبة عيد الفطر، بعد أن فقدت مئات الأسر عائلها الوحيد أو ربة منزلهم، أو أحد أبنائها.
تقول مريم والحزن بادٍ عليها “فقدت بسبب هذه الحرب أختي الكبرى واثنين من أبنائي، بعد أن سقطت قذيفة للحوثيين على منزلنا وسط المدينة، ودمرت أجزاء من منزلنا الصغير، الذي لم يعد صالحاً للسكن”.
وأضافت “بدلاً من أن تكون أسرتنا سعيدة في هذا العيد، تحول فرحهم إلى حزن وبقايا ذكريات أصبحت أطلال، بجانب مساحات واسعة من الدمار والحزن الذي خيَّم على الجميع (..) حتى برنامج زيارة العيد لمنزل أختي الكبرى ألغيناه هذا العام، بعد أن أجبرها الحوثيون بتلك القذيفة على مغادرة الدنيا واثنين من أبنائها”.
 
متنزهات مغلقة ومدمرة
متنزهات المدينة وحدائقها العامة أغلقت وبعضها تعرض للتدمير، والبعض الآخر يقع في مناطق ما تزال تدور فيها مواجهات مسلحة حتى اليوم، وهو ما جعل من تبقى في تعز يمكثون في منازلهم خلال العيد.
يقول “بسام محمد، “تعرضت قلعة القاهرة الأثرية للقصف العنيف بقذائف الحوثيين، وقبلها تعرضت لغارات طائرات التحالف في الوقت الذي كان يسيطر عليها الحوثيون ويتخذونها مقراً لتوجيه نيرانهم صوب مساكن المدنيين وسط المدينة”.
وأشار في حديث لمراسل “يمن مونيتور” إلى أن “قرى جبل صبر السياحية جنوب المدينة شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وبين المسلحين الحوثيين والمواليين للرئيس السابق من جهة أخرى، تعرضت فيها عشرات المنازل للتضرر، قبل أن يستعيد الأخيرون السيطرة عليها في أغسطس من العام الماضي، كما تعرض منتزه زايد – أكبر متنزهات تعز – في جبل صبر لغارات عنيفة من طائرات التحالف العربي لاستمرار استخدام الحوثيين لها في قصف الأحياء السكنية بالمدينة.
وإلى الغرب يقع وادي الضباب – أحد أشهر الأودية الزراعية في المحافظة – الذي ما تزال تدور فيه مواجهات متقطعة وعنيفة بين طرفي القتال، في محاولات للسيطرة عليه، بعد أن تركت عشرات الأسر منازلها ونزحت من الوادي خوفاً من قصف الحوثيين وغارات التحالف التي تستهدف الحوثيين المتمركزين بالقرب من تلك المنازل.
 
مستشفيات ومقابر مكتظة بالزائرين
فرضت الحرب على الأسر اليمنية في محافظة تعز وضع برنامجي زيارة المستشفيات ومقابر الموتى على رأس قائمة الزيارات العيدية.
مئات الجرحى ما زالت تكتظ بهم ما تبقى من مستشفيات عاملة في المدينة، خلاف مئات الجرحى الآخرين الذين غادروا تلك المستشفيات بسبب ازدحامها بالجرحى الجدد، على أن يستكملوا بقية علاجهم في منازلهم.
وفي شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، افتتحت مقبرة جديدة (السعيد) وسط مدينة، أصبحت تضم الآن عشرات المقابر، غالبيتهم من المدنيين بينهم أطفال ونساء سقطوا بنيران الحوثيين جراء عمليات القنص والقصف الذي تعرضت له المدينة وسكانها.
 
مبادرات توفر ملابس العيد
ظهرت مبادرات شبابية خلال الحرب، نفذت عدد من المشاريع، من بينها مشروع “كسوة العيد” لرجال المقاومة الشعبية في المتاريس وتوفير ملابس العيد للأسر المتضررة أيضا.
كانت هذه المبادرات قد نفذت مشاريع وأنشطة لها خلال شهر رمضان، كتقديم وجبات الإفطار، وفي أيام العيد نفذت زيارات ميدانية للجبهات، وزعت الحلوى وكعك العيد للمقاتلين.
وحسب القائمين على هذه المبادرات فإنها تهدف من وراء ما تقوم به تجاه مقاتلي المقاومة الشعبية التعبير لهم عن التفاف الحاضنة الشعبية للمقاومة معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى