تحت ذريعة “نصرة فلسطين”.. استعدادات وهجمات الحوثيين تنذر بجولة جديدة من الحرب
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
تحت ذريعة “نصرة فلسطين”، تواصل جماعة الحوثي المسلحة، استغلال أحداث غزة، لما يخدم مصالحها وأهدافها، وذلك عبر تحشيد المقاتلين والمتعاطفين مع غزة نحو جبهاتها الداخلية، ما ينذر بجولة جديدة من الحرب والصراع بعد تهدئة شاملة شهدتها البلاد قبل حوالي عامين.
وحسب مراقبين، فإن التصعيد الحوثي في الجبهات الداخلية، ليس إلا محاولة للبحث عن شرعية داخلية لإنتاج حرب جديد ضد اليمنيين، لا سيما مع تأجيل توقيع المبادرة السعودية للسلام التي كانوا قد توصلوا اليها في الرياض مع الوساطة العمانية؟.
يصور الحوثيون، معركتهم اليوم مع قوات الشرعية اليمنية كجزء من المعركة التي انخرطوا بها في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن الإسرائيلية او المتوجهة لإسرائيل، والتي وفرت ذريعة للولايات المتحدة للسيطرة على البحر الاحمر بذريعة حماية الملاحة الدولية.
وخلال الأيام الأخيرة، هاجمت الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية في عدة محافظات أبرزها جبهات محافظة شبوة ومأرب، بدرجة أولى تليها الجوف، وتعز بدرجة ثانية”.
كما حاولت، من خلال هذه الهجمات إحراز تقدم ميداني مباغت في عدد من الجبهات والسيطرة على مناطق جديدة واستعادة أخرى خسرتها مرتين سابقتين في كل من بيحان بمحافظة شبوة والبقع بمحافظة صعدة شمال البلاد.
وقُتل وأصيب عدد من جنود الجيش اليمني وقوات العمالقة الموالية للحكومة في مأرب وشبوة. فيما لم يعلن الحوثيون عن هجماتهم أو خسائرهم.
ويوم الأربعاء، أقام الحوثيون مسيراً من البيضاء وذمار إلى حدود مدينة مأرب بمسافة 130 كيلومتراً “نصرة فلسطين”، وتعزيزًا للجاهزية القتالية﮼!
وقال زعيم الحوثيين “عبدالملك الحوثي” يوم الخميس، إنه جرى تدريب أكثر من 160 ألف يمني استعداداً لـ”نصرة فلسطين”.
التصعيد الداخلي للحوثيين، تزامن مع نشر وسائل إعلام إيرانية من تقارير تتضمن مزاعم عن نية القوات الحكومية اليمنية شن هجمات ضد قوات الحوثي في جبهات القتال الداخلية.
وقال موقع “مشرق” الإيراني في تقرير الأحد المنصرم، “إن الدول الغربية تحاول إنقاذ النظام الصهيوني وتفعيل جبهات الصراع من جديد” حتى تضطر قوات الحوثيين “إلى استخدام جزء كبير من قوتهم للقتال” الداخلي.
اقرأ/ي.. حصري- الإمارات تعرض قاعدتها العسكرية في سقطرى على الولايات المتحدة.. والحوثيون يدرسون مهاجمتها
استغلال مأساة غزة
الحكومة اليمنية، اعتبرت من جانبها، التصعيد الداخلي للحوثيين، محاولة حوثية للبحث عن شرعية داخلية لإنتاج حرب جديدة ضد اليمنيين.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني الإثنين الماضي، إن “استمرار تصعيد الحوثيين في الجبهات الداخلية وسط عمليات التحشيد المتواصلة للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر، تأكيد “استمرار الحوثيين في استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني لحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد القتالي وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين”.
وذكر الوزير اليمني أن “الحوثيين شنوا هجمات على مواقع ألوية العمالقة بمديريتي حريب وبيحان في محافظة شبوة، تم التصدي لها وإلحاق خسائر فادحة بقواتهم، كما صد الجيش الوطني هجوماً شنته الميليشيات باتجاه سلسلة جبال رشاحة الاستراتيجية في مديرية البقع بمحافظة صعدة وكبدها خسائر في الأرواح والعتاد، وفي محافظة الجوف شنت الميليشيات عملية واسعة على امتداد جبهات الأجاشر- الأبتر- طيبة- الاسم- اليتمة- الغريميل تم التصدي لها وإفشالها”.
تهديد لجهود التسوية
من جانبه، حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، من “استئناف القتال في عدد من الجبهات في اليمن بعد هدوء نسبي استمر منذ أبريل (نسيان) 2022 يمثل تهديداً حقيقياً لكل جهود التسوية”.
وقال في بيان له، عقب اختتام جولة خليجية، إن “التصعيد الحوثي يضرب عرض الحائط بكل ما تحقق خلال الفترة الماضية من جهود إقليمية وأممية ودولية التي انتهت إلى تحقيق ما يمكن اعتباره خفض تصعيد شهدت خلاله الأوضاع الإنسانية للمدنيين هناك تحسناً نسبياً وصولاً إلى إعلان أممي بتوافق الأطراف اليمنية على خريطة طريق للتسو”.
وأشار إلى أن “استئناف القتال، بالتزامن مع التصعيد في البحر الأحمر، سيدخل الأزمة اليمنية في نفق جديد إذا لم يتم احتواؤه”.