“هادي” يخلط أوراق المجتمع الدولي بزيارة إلى مسرح القتال شرقي العاصمة صنعاء
أربك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، حسابات المجتمع الدولي، فيما يخص الأزمة اليمنية، وخلط الأوراق التي كانت مطروحة على طاولة الجولة القادمة من مشاورات الكويت، والتي من المتوقع أن تنطلق بعد خمسة أيام.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
أربك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، حسابات المجتمع الدولي، فيما يخص الأزمة اليمنية، وخلط الأوراق التي كانت مطروحة على طاولة الجولة القادمة من مشاورات الكويت، والتي من المتوقع أن تنطلق بعد خمسة أيام.
وطيلة 70 يوما من مشاورات وصفت بـ”العقيمة” في الكويت، لم يجد المجتمع الدولي حلاً للأزمة اليمنية المعقدة سوى طرح “خارطة طريق أممية”، أكدت، على استحياء، تنفيذ القرار الأممي 2216 الذي ينص على تطبيق عقوبات ضد الحوثيين، لكنها في المقابل، قدمت لهم فرصة الانخراط في حكومة وحدة وطنية.
وللرد على الضغوط الدولية التي تمارس ضد الحكومة الشرعية في مشاورات الكويت من أجل انهاء النزاع بأي ثمن، ولو كان بحل ينص على “شرعنة” للانقلاب الذي قاده الحوثيون و”صالح” على الحكم، لم يكن أمام الرئيس اليمني سوى الانتقال بطريقة مفاجئة من مقر إقامته المؤقت في الرياض، إلى محافظة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء، والتلويح بـ”الورقة العسكرية”، ليؤكد من هناك أن “الشرعية قادرة على حسم الأمور عسكرياً وتحرير العاصمة صنعاء من قبضة الحوثيين وصالح”.
وخلال لقائه بمسؤولين عسكريين ومحليين في مدينة مأرب، هدّد الرئيس “هادي” بعدم العودة إلى مشاورات الكويت المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري، في حال أصرت الأمم المتحدة على فرض الشراكة مع الحوثيين.
وقال “نعيش هذه الأيام صراعاً مع الأمم المتحدة التي تحاول فرض قرار بتشكيل حكومة ائتلافية مع الحوثيين، لكننا سنصدر قراراً بعدم العودة الى الكويت في حال فرض علينا ذلك”.
وأضاف هادي أن “قواته ستكون قريباً في صنعاء، وأنها لن تسمح للحوثيين بإقامة دولة فارسية في اليمن”.
وكان المبعوث الأممي “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” ألمح في تصريحات صحفية بعيد رفع مشاورات الكويت، أن الوفدين (الحكومة، الحوثيين) وقعا على “ورقة تفاهمات” بشأن تشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الحوثيون وجناح الرئيس السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو ما نفاه وفد الحكومة حينها واعتبره “تعدياً على صلاحيات الرئيس والحكومة الشرعيين في اتخاذ قرار توسيع المشاركة السياسية في الحكومة”، معلناً تمسكه بالمرجعيات الثلاث التي تنص صراحة على الانسحاب وتسليم السلاح وعودة الشرعية للعاصمة صنعاء، قبل الشروع في أي خطوات سياسية.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر وعدد من المسؤولين وصلوا اليوم الأحد، إلى محافظة مأرب شرقي البلاد، في زيارة غير معلنة، قادمين من مقر إقامتهم المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض.
وقال مصدر مسؤول في محافظة مأرب، إن هادي ومحسن وعدد من المسؤولين وصلوا على متن طائرة عسكرية إلى مطار تداوين العسكري شمالي مدينة مأرب.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها محافظة مأرب الاستراتيجية منذ تحرير معظم مناطقها من الحوثيين قبل تسعة أشهر، وتحولها إلى مركز لقيادة العمليات المشتركة للجيش الوطني والتحالف العربي والمقاومة الشعبية.
ومنذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014 يسيطر مسلحو الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء، فيما تتأهب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومن ورائها التحالف العربي بقيادة السعودية لتحرير المدينة منهم، في حال فشلت المفاوضات في فرض قرار مجلس الأمن 2216 وقبول الحوثيين بالانسحاب وتسليم السلاح وعودة الشرعية للعاصمة.