النازحون اليمنيون في صنعاء.. عيدهم حسرات على العيش “بكرامة”
يعيش آلاف النازحين في العاصمة اليمنية صنعاء أيام عيد الفطر آلاماً عميقة وحسرات أعمق لنزوحهم من قراهم ومقدار الألم الذي تعرضوا له، بلأمس كانوا في منازلهم ومدنهم وقراهم وتجارتهم وأموالهم التي تركوها خلفهم ولم يستطيعوا العودة إليها، واليوم أصبحوا يقرعون أبواب المواطنين ويقفون على أبواب المساجد ويبحثون عن المنظمات في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بحثاً عن مصدر لاستمرار حياتهم.
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص
يعيش آلاف النازحين في العاصمة اليمنية صنعاء أيام عيد الفطر آلاماً عميقة وحسرات أعمق لنزوحهم من قراهم ومقدار الألم الذي تعرضوا له، بلأمس كانوا في منازلهم ومدنهم وقراهم وتجارتهم وأموالهم التي تركوها خلفهم ولم يستطيعوا العودة إليها، واليوم أصبحوا يقرعون أبواب المواطنين ويقفون على أبواب المساجد ويبحثون عن المنظمات في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء بحثاً عن مصدر لاستمرار حياتهم.
“الجنة”
يحكي لـ”يمن مونيتور” نيزان علي، أحد النازحين القادمين من مديرية حرض للعاصمة صنعاء معاناته، قائلاً: نحن نازحين لجأنا إلى العاصمة صنعاء بعد تهدم منازلنا جراء الاشتباكات والصواريخ التي تهل علينا كالمطر، مضيفاً: وصلنا صنعاء ولم نجدها الجنة التي وصفها من شجعنا إلى السفر إليها، العيشة هنا صعبة جداً والأسعار مرتفعة لا نستطيع العيش في ظل هذا الغلاء بعد ان فقدنا كل ما نملك والهروب بما استطعنا الهروب به.
وتابع قائلاً: ميزانيتي لا تسمح لي باستأجار منزل لي ولأسرتي المكونة من 6 أفراد، ولكني قمت استأجرت دكان لي ولعائلتي في منطقة بني حوات بعشرة ألف ريال للشهر ولا أعلم هل ستنتهي هذه الآلام بعد عيد الفطر أم اننا سنظل مشردين عن منازلنا.
ليتني لم أعد
لا تختلف قصص المآسي كثيراً عن بعضها عبدالقوي العربي، غامر وعاد لرؤية منزله وأخذ بعض الأغراض لعله ينجح بذلك في مديرية حرض، حيث يتحدث لـ”يمن مونيتور”، قائلاً: نزلنا إلى حرض وهناك توقف صاحب السيارة رافضاً الاقتراب من قريتنا ولو حتى قليلاً خوفا من القصف ومن النقاط العسكرية على الطريق التي يتمركز فيها المسلحون ويحتجزون كل شخص يمر منها بتهمة انه “سارق” أو عميل حتى لو كان يريد زيارة بيته أو اخذ اغراضه.
وأضاف العربي قائلاً: سلمنا من إطلاق النار الكثيف الذي كان يمر من فوق رؤوسنا لكنا لم نسلم من البهذلة من المسلحين الواقفين على الطرقات ومع اصرارنا على الوصول فوجئت بمنزلنا وتساءلت هل هذا هو منزلي.. ليتني لم أعد ولم أرى هذا المشهد، اصبته شضية صاروخ ادى إلى انهدام جزءاً منه .
وتابع، قائلاً:مشهد المنزل محزن وكئيب مليئ بالوجع وعلى كل منازل المنطقة حتى منازل جيراني.
“الملجأ الأخير”
عباس غالب، نازح إلى العاصمة صنعاء يقول لـ”يمن مونيتور”: لدي 6 أطفال وذريتي بنات، لا أستطيع تأمين طعامهم في اليوم الواحد فضلاً عن شراء لهم كسوة للعيد ولا يدرك أحد ولا يعرف أحد مقدار الألم والقهر بعد أن كان عزيزاً في قومه وأصبح مهاناً في عشية وضحاها ومن عاش حياة النزوح يعلم جيداً أنه لا عيد لمن يعيش محتاجاً لأموال الناس في العيد لا مظاهر عيدية لنا أطفالنا لا حلويات ولا ملابس وإنما ما يجود به الجيران وبعض الخيرين لنا.
ويضيف: كنا نتصدق على الفقراء في منطقتنا المثلث وكنا عزيزين وذو شأن في مديريتنا واليوم نتسول على أبواب المساجد لكي نطعم أسرنا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
امام هذه المآسي يتمنى آلاف النازحين العودة إلى منازلهم المدمرة ليعودوا إلى قراهم ومدنهم وأعمالهم مفضليها على الاهانات والوجع وصعوبة في العيش الذي يتلقونه وهذا ما يجمعون عليه أغلبهم.
احصائيات مفزعة
ويقدر سكان محليون لـ”يمن مونيتور” إن احصائيات النزوح ارتفعت إلى ما يقارب 40 ألف نازح منهم 27500 نازح من سكان حرض يعيشون بين اليمن والمملكة العربية السعودية شردوا في محافظات الجمهورية وفي العاصمة اليمنية صنعاء فضلاً عن استيعاب 12 ألف نازح ونازحة استوعبتهم مخيمات منطقة حرض الحدودية هربوا من مناطق مجاورة شهدتها الصراع في العامين الماضيين.
وتشير تقارير سابقة إن ما يقارب 30 ألف نازح ونازحة من مديرية ميدي يعيشون حالات إنسانية صعبة جراء تركهم كل ما يملكون جراء احتدام الصراعات في مناطقهم.
“يوم عادي”
لا يكترث النازحون في المخيمات أو المشردين عند اقاربهم أو اصدقائهم بالعيد، فالأيام متشابهة بالنسبة إليهم ولا يختلف يوم العيد عن أيّ يوم آخر، بحسب النازح معاذ القرشي، الذي فرّ من الحرب في مدينة حرض الحدودية.
يقول لـ”يمن مونيتور” إنّ “العيد بالنسبة إلينا هو عندما نحصل على مساعدات من منظمة أو فاعلي الخير”، مشيراً إلى أنّ أطفال النازحين “يتعاملون مع يوم العيد كأنّه يوم عادي”. ويشير إلى أنّ أطفاله سوف يكتفون بلبس ثياب نظيفة كباقي الأطفال، تماماً كما في أيام الجمعة.