مؤشرات “حرب الخلاص” اليمنية تظهر في مأرب وتتحرك شرق صنعاء
وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه الرجل العسكري الأول في البلاد علي محسن الأحمر إلى محافظة مأرب التي تخوض على مداخلها الرئيسية مع العاصمة صنعاء معارك عنيفة، بعد ساعات من إطلاق الحوثيين صاروخ بالستي على مواقع الجيش اليمني في تلك المحافظة. يمن مونيتور/ وحدة التحليل/ تقدير موقف
وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه الرجل العسكري الأول في البلاد علي محسن الأحمر إلى محافظة مأرب التي تخوض على مداخلها الرئيسية مع العاصمة صنعاء معارك عنيفة، بعد ساعات من إطلاق الحوثيين صاروخ بالستي على مواقع الجيش اليمني في تلك المحافظة.
يأتي توقيت الزيارة فيما أعلنت المقاومة عن السيطرة على المواقع جديدة في جبهة نهم شرقي العاصمة، وفي ظل حشد عسكري مسلح للتحالف والمقاومة الشعبية على تلك الجبهة الأشد توتراً منذ بدء المشاورات اليمنية في 21 ابريل/نيسان الماضي؛ والتي لم تتوصل إلى أي اتفاق رغم مرور ما يقرب من 75 يوماً على بدءها والتي علقت أسبوعين نهاية شهر رمضان المبارك وكان من المقرر أن تعود في 15 يوليو القادم، لكن مسار الأحداث تنبئ بشيء آخر.
زار رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر القاعدة الإدارية لقوات التحالف في عدن بعد هجوم عنيف على معسكر “الصلبان” مقر المجندين الجُدد العائدين من تدريبات عسكرية في ارتيريا، كما أن الأحمر التقى يوم أمس السبت بقيادة في المقاومة الشعبية في إقليم تهامة والتي تضم محافظات غربي وشمال غرب اليمن، داعياً إلى تسهيل المعوقات أمام الجيش الوطني والمقاومة في جبهات حرض وميدي حيث تدور معارك شرسة على طول الشريط الحدودي مع السعودية.
من جهته كان رئيس هيئة الأركان اليمنية اللواء محمد المقدشي في إجازة عيد الفطر المبارك يتنقل بين جبهات القتال في محافظتي شبوة والجوف، كما زار الخطوط الأمامية للجبهة في نهم، وفي تأكيده على تحرير أغلب محافظة الجوف تحدث عن قرب تحرير محافظة عمران إلى جانب محافظة صعدة معقل الحوثيين.
يأتي ذلك فيما يحشد الحوثيون من أجل التقدم ناحية قاعدة العند الجوية، كبرى قواعد البلاد، في محافظة لحج، إلى جانب محاولة التوغل باتجاه باب المندب الحيوي كمرر آمن للتجارة العالمية؛ وعلى وقع ذلك يحاول الحوثيون السيطرة على معسكر اللواء 35 مدرع في تعز وسط البلاد، حيث تدور اشتباكات عنيفة.
قبل أن يعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تعليق المشاورات أعلن عن تقديم خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية تضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو مارفضته الحكومة اليمنية، وجدد “هادي” خلال كلمة أثناء زيارته لمأرب، اليوم الأحد، رفضه الشراكة مع الحوثيين، فيما تحدث وزير الخارجية عبدالملك المخلافي إن الحديث عن شراكة من خلال توسيع الحكومة لايأتي إلا بعد تطبيق القرار الأممي (2216) والذي يضمن تسليم الحوثيين للسلاح والإنسحاب من المُدن بما فيها صنعاء وصعدة؛ المخلافي في لقاء صحافي أكد أن السعودية التي ترأس التحالف منذ مارس/ آذار 2015م ستستمر في عملياتها العسكرية حتى عودة الحكومة الشرعية إلى البلاد.
على وقّع ذلك كثف طيران التحالف العربي قصف المسلحين الحوثيين وتعزيزاتهم في مأرب والجوف وصنعاء و حجة و الحديدة وصعدة و عمران، حيث يحشد الحوثيون لإستعادة مناطق خسروها طوال 15 شهراً من الحرب، ولا يبدو أن حلاً سياسياً يلوح في الأفق، إذا أخذنا في الاعتبار أن الحكومة اليمنية قدمت لصندوق النقد الدولي وثائق وتقارير عن اختلاس وسرقة الحوثيين لإحتياطي البنك المركزي في محاولة لنيل ثقة الصندوق لتتمكن الحكومة من تصدير النفط واستخدام الموانئ بما يكفي لإيجاد ميزانية أو نقل مقر البنك إلى عدن.
الأسبوع الماضي كشفت وكالة رويترز عن تقرير أممي يؤكد قيام إيران بتصدير السلاح إلى الحوثيين في ظل الحظر الدولي على اليمن والحوثيين منذ ابريل/ نيسان 2015م، وهو ما يؤكد ضلوع إيران بالمزيد من السلاح، وتحدث محافظ عدن عيدروس الزبيدي أمس السبت إن المقاومة الشعبية تمكنت من الاستيلاء على شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى الحوثيين وجرى احتجازها في مدينة المخا؛ وهو ما أكد عليه الرئيس اليمني أن البلاد لن يحكمها “الفُرس” في إشارة إلى الإيرانيين.
وتأتي الحرب القادمة، في ظل مؤشرات على زيادة الفجوة بين الحوثيين و”حزب صالح” ورفض الأخير انتقال لجنة التهدئة إلى “ظهران الجنوب” السعودية، بالرغم من استمرار أعضاء وفده وانتقالهم، السبت، إلى جنوب المملكة من أجل تأمين حدودها التي شهدت مواجهات ومحاولات اختراق حوثية فاشلة على مدى الأسبوع الماضي.
من خلال كل ذلك تشير المُعطيات إلى أن حلاً للسلام في البلاد سيسبقه حرباً لإعادة محافظتي الحديدة وحجة إلى للحكومة اليمنية بما يضمن أيضاً عودة العاصمة صنعاء أيضاً وتحريرها من الحوثيين، لن تكون المعركة سهلة لكنها ستبدو منطقية في ظل الحاجة إلى منتصر واحد يستطيع من خلاله فرض شروط الحل المناسب، فالحل على أساس التوافق يعني المزيد من تأجيل “حرب الخلاص” مع كثير من الكوارث الإنسانية والاقتصادية.