اخترنا لكمبورتريه

القشيبي.. مؤسس جمهورية اليمن الثانية فتح اغتياله الجزيرة العربية لـ”إيران” (بورتريه)

حميد القشيبي القائد العسكري، الذي ينتمي لـ”شعبه” والمدافع عن الجمهورية حتى آخر لحظات حياته (1940-2014) ليس قائداً عسكرياً وحسب بل ينتمي لأعراق القبائل اليمنية وسلالتها الحميرية، فهو حميد بن حميد منصور القشيبي الحاشدي. يمن مونيتور/ من عدنان هاشم
حميد القشيبي القائد العسكري، الذي ينتمي لـ”شعبه” والمدافع عن الجمهورية حتى آخر لحظات حياته (1940-2014) ليس قائداً عسكرياً وحسب بل ينتمي لأعراق القبائل اليمنية وسلالتها الحميرية، فهو حميد بن حميد منصور القشيبي الحاشدي.
ولد القشيبي ليومه المشهود كمؤسس للجمهورية الثانية، بعد أن أرست دعائم الجمهورية الأولى 1962م في ثورة سبتمبر، في جمهورية جديدة تُحقق أهدافها، يمن جديد، وتاريخ منحوت في صخور اليمن وجبالها الرواسي، كان “القشيبي” ابرز الذين انضموا لثورة فبراير 2011م، التي ظل وفياً لها حتى يوم إعدامه بوحشية؛ بينما كانت قواته في معسكر اللواء 310 مدرع في هُدنة مزقتها الميليشيات بواطئات عدة من قوات الدولة المسلحة، غدراً نقضَ الاتفاق، وغدراً اقتيد القشيبي إلى غرفة جرى إعدامه بسرية خشية الفضيحة؛ فضحوا ومعهم السلطة والمفاوضين الدوليين بأن خرقوا كل أعرافهم وأهانوا ذواتهم بالسماح لجماعة مسلحة مهووسة بالحق الإلهي، منتقمة، منافقة، بالتفاوض والتمدد، وما كان في دار جارك اليوم يصبح في منزلك غداً.
في الذكرى الثانية لإعدام الرجل يوم (8 يوليو 2014م) لاتنفي بكائيات الشعب ولا تضرع السلطة الشرعية للعودة، أن إعدامه سلّم صنعاء للحوثيين وفتح أبواب الجزيرة العربية لـ”إيران”؛ وعلى قدر ذلك الخذلان الجّم الذي تعرض له القشيبي تحولت تحركات الانقلابيين إلى “غراب” ليرون كيف يوارون خذلانهم وعبثهم.
شكلت عمران مفتاح العاصمة البوابة الشمالية لصنعاء والتي تبعد عنها 50 كيلومتراً آخر حصن عسكري دافع عن الدولة اليمنية ضد المدّ الحوثي وكان اللواء 310  القلعة التي سقطت فهللت فارس بفتح بلاد العرب، وضّم الجزيرة العربية إلى ممتلكاتها، فبعد 50 يوماً كان الحوثيون يعلنون فتح صنعاء وكانت إيران تطرب لانضمام العاصمة الرابعة.
بعد نحو 12 يوماً من  إعدام القشيبي واخفاء جثته، أي في الـ20 من يوليو 2014 أُعلن في صنعاء عن وصول جثمانه المثخن بالرصاص، ثمانية من القتلة والمجرمين أطلقوا النار على الرجل المُقعد على كرسيه، فحولوا جسده إلى غربال، جسده المشوه والمقطع ظل شاهداً على  أيام وليالٍ من الإذلال لرجل صمّد من أجل شعبه مكافحاً من أجل بقاء الجمهورية.
يوم تشييع جنازه القشيبي مئات الآلاف خرجوا وسط العاصمة معلنين ميلاد الجمهورية الثانية، كان اليمانيون يصدحون بميلاد فجّر الحضارة اليمنية الجديدة كما خرجت سبأ من سنينها العجاف بعد انهيار السّد، فيما كان القتلة والخائنون لوطنهم يجنون عاقبة أفعالهم ودنائه مخططاتهم بالسوء والكثير من القهر حتى جاءت عاصفة الحزم، فحولت ما اعتقد الفُرس والحوثيين أنها “جنة” إلى “صريم”، وذاقوا عاقبة أفعالهم فانهدمت مخططاتهم وعانوا حتى يأتي يوم لا ينفع سلاحهم ولا تسليحهم ويستعيد الشعب دولته، ويرفع اليمانيون “تُبع” القشيبي رمزاً لجمهوريتهم الثانية، وتشرق شمس الحرية ليسقط الحوثيون في ثقبهم الأسود الذي صنعوه، ولينتهي اسم عائلة “صالح” إلا من ذكر في صفحات تاريخ اليمن السوداء.
“خلق” استشهاد “القشيبي” الآلاف من طينته الوطنية، فمن سقطوا في جبهات القتال مسترديّن جمهوريتهم هم جنود القشيبي، ومن يدافعون في اليمن يدفعون حياتهم لحماية “الجزيرة العربية”، رادعين أحلام “فارس” بعودة “باذان” حاكماً مُسقطين أي محاولة لإحياء زمن الإمبراطورية “الساسانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى