واشنطن تنكس الأعلام.. أحداث دالاس الأشد فتكاً بالولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر
أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الجمعة، بتنكيس الأعلام خمسة أيام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو حدادا على عناصر الشرطة الخمسة الذين قتلوا في دالاس. يمن مونيتور/ واشنطن/ الفرنسية- CNN- صُحف/ خاص
أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الجمعة، بتنكيس الأعلام خمسة أيام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو حدادا على عناصر الشرطة الخمسة الذين قتلوا في دالاس.
وقال أوباما في بيان مكتوب: “احتراما لضحايا الهجوم (…) آمر بتنكيس العلم الأمريكي في البيت الأبيض وجميع المقار العامة والمراكز العسكرية وسفن البحرية” في كل انحاء الولايات المتحدة.
وقتل خمسة شرطيين وجرح سبعة آخرون مساء الخميس، في مدينة دالاس جنوب الولايات المتحدة برصاص قناص واحد على الأقل، هو ميكا جونسون البالغ 25 عاما، أثناء تنظيم تجمع احتجاجي على مقتل رجلين أسودين برصاص شرطيين في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا.
ووصفت شبكة سي إن إن الأمريكية مقتل هؤلاء الضباط بأنه الهجوم الأكثر فتكا الذي يستهدف قوات تنفيذ القانون بالولايات المتحدة منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.
وبدأت المعركة النارية مساء الخميس بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، بينما كان المتظاهرون في مسيرة مناهضة لمقتل اثنين من الأمريكيين الأفارقة على يد الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا على التوالي.
وأُطلق النار على 11 من عناصر الشرطة، بينهم 5 لقوا مصرعهم، بينما خضع 6 لجراحات عاجلة.
ووصفت سي إن إن الحادث بأنه الأكثر فتكا برجال تنفيذ القانون في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 التي كان من بين ضحاياها 72 من عناصر الأمن.
وأطلق قناصة نيرانهم على 10 من رجال الشرطة في دالاس، أما العنصر الأمني رقم 11 فقد أصيب في تبادل إطلاق نار مع مشتبه به.
ولم تعثر الشرطة الأمريكية على متفجرات خلال عملية التمشيط الأولى أو الثانية للمنطقة.
وأفادت تقارير أن اثنين من مطلقي الرصاص من القناصة الذين استخدموا مواقع مرتفعة لاستهداف الشرطة بطريقة تشبه الكمائن.
من جانبه، قال ستيف مور ضابط “إف بي آي” المتقاعد: “هجوم بهذا الحجم يلزمه تحضير مسبق. إنه هجوم مخطط له منذ فترة، وكانوا ينتهزون الفرصة لتنفيذه “.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي كان في زيارة لوارسو عاصمة بولندا علق قائلا إنه يتلقى معلومات محدثة عن الحادث، وتابع: “ما زلنا لا نعرف الحقائق، نعلم فقط إنه حادث شرير ومحسوب وحقير ومروع”.
وذكر شهود عيان أن المحتجين كانوا يسيرون بشكل سلمي عندما بدأ إطلاق النار ضد الشرطة، ما تسبب في تفريق المسيرة.
شاهد عيان يدعى مايكل جاكسون قال لشبكة سي إن إن: “بعد رؤيتي لإطلاق النار هربت على الفوز في الاتجاه المضاد”.
ونقلت سي إن إن عن شاهد آخر يدعى جي. جيه ماكارثي قوله إنه ظن في البداية أنها ألعاب نارية، قبل معرفة أنها طلقات رصاص.
كلاريسا مايلس كانت تتناول الطعام بالقرب من ماكدونالدز عندما رأت الفوضى تعم الاحتجاجات السلمية، وزادت بقولها: “الكل كان يصرخ، الناس كانوا يهربون، لقد تم إطلاق حوالي 30 رصاصة”.
ونتيجة الأحداث علق المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الجمهورية هيلاري كلينتون تجمعاتهما الانتخابية اليوم الجمعة.
ووصف ترامب هجوم دالاس الذي جاء بعد موجة من قتل أميركيين سود بنيران الشرطة، بأنه “مروع”، إلا أنه أشار في بيانه المتوازن على غير العادة إلى “الموت المأساوي والجنوني مؤخرا لرجلين أميركيين سود في مينيسوتا ولويزيانا”.
وقال في البيان إن “أمتنا أصبحت منقسمة بشكل كبير. يشعر عدد كبير من الأميركيين أنهم فقدوا الأمل”. وأضاف أن “الجريمة تضر بعدد كبير من المواطنين. التوترات العرقية أصبحت أسوأ وليس أفضل. هذا ليس الحلم الأميركي الذي نريده جميعا لاولادنا”.
وأضاف “هذا هو الوقت أكثر من أي وقت مضى للقيادة القوية والحب والتعاطف. وسنخرج من هذه المأسي”.
لعب ترامب في كثير من الأوقات على الوتر العنصري، وحقق صعودا على الساحة السياسية بالتركيز على نظريات مؤامرة لا أساس لها ومن بينها أن الرئيس باراك أوباما ولد في كينيا.
كما جعل ترامب ترحيل المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين أحد ركائز حملته للرئاسة ودعا إلى حظر مؤقت لدخول المسلمين إلى الأراضي الأميركية.
وألغى ترامب رحلة إلى ميامي بعد هجوم دالاس، كما ألغت كلينتون تجمعاً في الجزء الذي يسكنه أبناء الطبقة العاملة في بنسلفانيا حيث كان من المقرر أن يرافقها نائب الرئيس الحالي جو بايدن.
وكتبت كلينتون على تويتر “أنعى رحال الشرطة الذين قتلوا أثناء أدائهم واجبهم المقدس لحماية المتظاهرين السلميين، وأعزي عائلاتهم وجميع من عملوا معهم.
وقبل هجوم دالاس أعربت كلينتون عن قلقها بشأن مقتل الأميركيين السود وقالت “لقد خسرنا العديد من الشباب والشابات السود”.